آزوفستال.. كشف المستور

01:44 صباحا
قراءة 3 دقائق

رغم سقوط مدينة ماريوبول الأوكرانية بالكامل تقريباً بيد القوات الروسية، إلا أن العقدة الأصعب في وجه هذه القوات كانت مصنع آزوفستال للحديد في هذه المدينة، فما هو السر الذي يؤخر سقوط مصنع مهما كان حجمه أمام هذا الهجوم الروسي الكاسح؟ وما السبب في عدم اقتحام القوات الروسية له ؟ وماذا يعني تصريح الرئيس الأوكراني بأن اقتحام مصنع آزوفستال قد يوقف المفاوضات مع موسكو؟ 
 أسئلة كثيرة تطرح نفسها حول أهمية هذا المصنع الذي يعد الأكبر في أوروبا، والأسباب الحقيقية التي تعرقل استسلام حاميته، والتي تتألف من مقاتلين تابعين لكتيبة «أزوف» المتطرفة، خاصة في ظل الأنباء التي تحدثت عن منع الحكومة الأوكرانية قواتها المحاصرة في المصنع من التفاوض على الاستسلام. حيث أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، أن نظام كييف القومي، وفقاً لمكالمات لاسلكية تم رصدها، يمنع إجراء أي مفاوضات بشأن إمكانية الاستسلام، وأمر قوميي كتيبة «آزوف» بإطلاق الرصاص فوراً على كل من يرغب في نزع السلاح في صفوف العسكريين الأوكرانيين والمرتزقة الأجانب.
 ولفت كوناشينكوف إلى أن المجموعة الأوكرانية المحاصرة في «آزوفستال»، وفقاً لإفادات عسكريين استسلموا، تضم حالياً ما يصل إلى 400 مرتزق أجنبي معظمهم من الدول الأوروبية وكندا.
 يأتي ذلك في ظل معلومات تشير إلى وجود مبنى سري تحت مصنع «آزوفستال»، يتضمن مقراً سرياً لمنظمة حلف الأطلسي، بالرقم السري(pit_40 ) لإنتاج الأسلحة البيولوجية، ويوجد فيه 240 عالماً أجنبياً من مختلف الجنسيات، إضافة لعدد من ضباط حلف الأطلسي، من الولايات المتحدة وألمانيا وكندا وإيطاليا وإسبانيا وتركيا والسويد والنمسا وبولندا واليونان، وجنود من الفيلق الخامس الفرنسي. وكشفت أنباء عن أن هذا المقر السري يدار من قبل شركة «ميتا بيوتا» التابعة لهنتر بايدن ابن الرئيس الأمريكي جو بايدن وشريكه الرئيس الأوكراني زيلينسكي.
 وبحسب هذه المعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام تحمي هذه المجموعة كتيبة «رينات آزوف»، وهي أخطر كتيبة في جيش النازيين، وجميع أفرادها قتلة محترفون لا يستطيعون مغادرة أوكرانيا، كونهم من المطلوبين في أغلب دول العالم بجرائم عديدة.
 ولعل هذا يكشف سر النشاط الفرنسي المحموم لإجلاء العالقين في المصنع ومحاولات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتأمين ممر آمن لهم، ورفض الرئيس الروسي ذلك وإصراره على إحضارهم أحياء أو أموات، لأنهم بالنسبة لروسيا كنز معلومات من شأنه أن يفضح جرائم الغرب ولا سيما الولايات المتحدة، التي تتشدق باستمرار حول منع استعمال أسلحة الدمار الشامل، وهي الذريعة التي غزت بسببها العراق، وكادت تكررها في سوريا بحجة وجود أسلحة كيميائية أو بيولوجية لديها.
 من هنا يبدو استعداد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لأي شيء في سبيل المحاصرين في المصنع المذكور.
ورغم أن العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا أجبرت علماء الفيروسات الأمريكيين على كنس آثارهم على وجه السرعة؛ حيث في السادس والعشرين من فبراير الماضي، اختفت معلومات حول المختبرات البيولوجية الأمريكية من الموقع الإلكتروني لسفارة الولايات المتحدة في أوكرانيا، إلا أنه وفقاً للكثير من الخبراء، يعمل 16 مختبراً بيولوجياً أمريكياً على أراضي أوكرانيا، وأن هذا البلد تحول إلى ما يشبه القنبلة البيولوجية التي تهدد البلدان المجاورة وعلى رأسها روسيا.
 وكانت وزارة الدفاع الروسية نشرت وثائق تقول إنها تؤكد تورط هنتر بايدن، في أنشطة بيولوجية عسكرية في أراضي أوكرانيا، فيما أعلن مندوب روسيا في الأمم المتحدة عن مختبرات أمريكية تعمل في تصنيع واختبار الأسلحة البيولوجية في 36 دولة حول العالم، فهل يكشف سقوط معمل آوزفستال عما يخبئه الغرب تحته من أسرار وفضائح ؟ لعل هذا ما سيكشفه القادم من الأيام ليظهر الوجه الحقيقي للغرب وجرائمه وعلى رأسه الولايات المتحدة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"