حين نكون سبباً

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

قبل أشهر نشرت وسائل الإعلام قصة فتاة تبلغ من العمر 23 عاماً كانت تراسل والدها المتوفى يومياً لمدة أربع سنوات لتخبره بأحوالها وكيف أنها تغلبت على مرض السرطان الذي أصابها. 

وفي إحدى الرسائل كتبت: مرحباً أبي.. إنها أنا. غداً سيكون يوماً عصيباً مرةً أخرى؛ لقد مرت أربع سنوات على فراقك ولم يمر يوم من غير أن أفتقدك. لقد حدثت أشياء كثيرة خلال هذه الفترة القصيرة، فقد تغلبت على مرض السرطان ولم أمرض ثانيةً. أردت فقط أن أخبرك بأني أحبك وأنني أشتاق إليك كثيراً، لكن المفارقة أن الرد جاءها من نفس الرقم، وهو من شخص ابتاع رقم والدها:

مرحباً عزيزتي..

أنا لست والدكِ، لكني كنت أتسلّم رسائلك خلال الأربع سنوات الماضية.

أنتظر رسائلكِ الصباحية وأحداث يومكِ ليلاً.

إسمي براد، ولقد فقدت ابنتي في حادثة سير في أغسطس عام 2014 ورسائلكِ هي التي أبقتني حياً؛ فعندما تراسلينني أعلم أنها رسالة من الله.

أعتذر عن فقدانكِ لشخص قريب منكِ، أنتِ امرأة استثنائية وأتمنى لو أن ابنتي عاشت وأصبحت مثلكِ، شكراً على مشاركة أخباركِ اليومية معي، فقد جعلتني أتذكرها وقد عوضني بكِ الله يا ملاكي الصغير، اعتني بنفسكِ وسأنتظر أخباركِ الجديدة.

هكذا كانت الصدفة سبباً في سعادة شخص وبقائه على قيد الأمل.

هكذا يكون بعض الأشخاص سبباً في سعادة آخرين ربما لم يلتقوا بهم ولم يعرفوا أشكالهم، لكنهم كانوا سبباً في رسم الابتسامة على محياهم.

يحدث أحياناً أن يكون أحدنا سبباً في بث الأمل في نفس أحدهم، سبباً في استعادة أحدهم قوته ورباطة جأشه، بعلمنا أو بدونه. يحدث أن يكون أحدنا قدوة لشخص ممن حولنا أو ممن لا نعلم بوجودهم لكنهم يتابعون ما نقوم به ويلهمهم جانب فينا. وكم هو رائع أن نسمع من أحدهم أننا كنا سبباً في فعل أو إحساس إيجابي قام به أو اعتراه، لكلمة قلناها أو كتبناها أو فعل قمنا به أو موقف وقفنا فيه. 

في الحياة حكايات كثيرة تلهمنا أو نكون سبباً في حدوثها، ومن الرائع أن تكون هذه الحكايات سعيدة وباعثة للأمل والقوة والإيمان.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"