الرسالة وصلت، لا حاجة لانتظار إتمام عملية توزيع المليار وجبة لإطعام المحتاجين في ٥٠ دولة كي نتأكد من وصول الرسالة إلى كل العالم، والتي مفادها أن الإمارات إذا وعدت أوفت، وإذا تحدت نجحت، وأنها دولة تسير على نهج واضح وخط مستقيم لا تحيد عنه، حيث تضع الإنسان في مقدمة أولوياتها، والعمل الخيري توأم للإنسانية بالنسبة لها، وعهد قطعته ولا تتراجع عنه بأن تكمل مسيرة مؤسسيها وبإرادة وإصرار من قادتها، وستبقى هي شعلة الخير التي تضيء ولا تنطفئ.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أعلن اختتام مبادرة «المليار وجبة» بنجاح، مع تحقيقها الهدف من خلال تأمين مليار وجبة للمحتاجين، وذلك قبل انتهاء شهر رمضان المبارك، في دولة مثل الإمارات تتأكد أنه من المستحيل أن تتخذ قرارها بأن تكون النموذج الإيجابي والقدوة التي يحتذي بها الشعب، ولا تنجح في استمالة الناس وحملهم على تلبية أي نداء من قبلها، ومستحيل أن يكون للدولة قادة يسارعون إلى فعل الخير وجعله نهجاً ليس في رمضان فقط بل في كل الأوقات ولا ينتظرون المناسبات بل يفتعلونها ليمدوا أياديهم لمساعدة أي محتاج من أي جنسية أو لون أو ثقافة أو دولة أتى.. لذلك سارعت جهات ومؤسسات وشركات وأفراد للمساهمة في حملة المليار وجبة، ولأن التحدي كبير والنجاح في المهمة صعب في أقل من ثلاثين يوماً، وجدنا خلال هذا الشهر الفضيل الكثير من الأنشطة والفعاليات التي تصب كلها في صالح الحملة، شركات ومؤسسات حكومية وخاصة ومدارس وجامعات.. الكل يلبي النداء الإنساني، ما حقق للحملة الأكبر من نوعها في العالم أرقاماً قياسية، وبلغ عدد المتبرعين ٣٢٠,٨٦٨ متبرعاً جمعوا ما قيمته ٦٠٠ مليون وجبة، ليستكمل المبلغ المتبقي الشيخ محمد بن راشد ب ٤٠٠ مليون وجبة، وتحقق الحملة الهدف بمليار وجبة.
الحملة تعكس وجه الإمارات الحقيقي، كما تعكس الإرادة القوية لدى قادتها في عمل الخير ودعم كل المبادرات الخيرية والإنسانية، كذلك تعكس إرادة كل من يعيش على أرضها وسعيه لدعم الدولة والمشاركة في الحفاظ على صورتها الجميلة حباً بها ورغبة في محافظتها على مكانتها العالية وتميزها دائماً، وستبقى بلا شك صاحبة السبق في كل عمل إنساني وخيري.
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
