عادي

دور الثقافة

22:57 مساء
قراءة 3 دقائق

الثقافة أحد أهم عوامل نشر الوعي، والأمم والحضارات التي تريد أن تدخل المستقبل بفكر ووعي رشيد، عليها في رأي د.عامر ياسين النجار، أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة قناة السويس المصرية، أن تدعم المؤسسات الثقافية الوطنية، لأداء رسالتها على أكمل وجه، في نشر الوعي الثقافي وتناول القضايا المجتمعية، وتوعية الناس في كل المجالات، والمؤسسات الثقافية من جانبها عليها أن تقوم بدورها تجاه المجتمع، من خلال غرس القيم والأخلاق والتركيز على القضايا التي تزيد من تماسك المجتمع.

يقول النجار: دور الجهات الثقافية ليس فقط نشر الوعي الثقافي، بل بناء وعي شامل وشخصية وطنية، لأن بناء الإنسان ضمانة لتقدم واستقرار الأمم، فهو الذي يصنع الحضارة، والشخصية الوطنية هي التي تساعد على تقدم مجتمعها، وفي غياب الثقافة لا يمكن الحديث عن وعي في المجتمع، وعلينا أن ندرك الفرق بين التعليم والثقافة، فالأول دراسة لمناهج تعليمية، لكن الثقافة تعني إضافة معلومات في سائر مجالات المعرفة، والثقافة سلوك ومعارف حصل عليها الإنسان، من خلال اللغة والقيم والأفكار والأخلاق والعادات والعبادات وأنماط السلوك.

ويضيف: العلاقة بين الثقافة والإنسان علاقة وثيقة، لأنها تؤثر في شخصيته، وهو يؤثر في ثقافة مجتمعه، ومن هنا تبرز وظائف الثقافة الاجتماعية، لأن أفراد المجتمع يشتركون في القيم والعادات والتقاليد واللغة التي هي أداة الاتصال والتفاهم، ومن هنا تكسب الثقافة أفراد المجتمع صفة التشابه وتضمن إطاراً عاماً للسلوك الاجتماعي. وهذا الإطار يحفظ ما نسميه بالتماسك الاجتماعي والوحدة الثقافية، فهو يوفر صور السلوك والتفكير والقيم التي تؤدي إلى تنمية شعور الفرد بالانتماء للمجتمع الذي يعيش فيه.

ويوضح ألنجار أن «من بين أهم عوامل بناء الدول العوامل الثقافية، لأن قيمة الأمم الآن تقاس بما لديها من مثقفين يعملون لخدمة وطنهم، والأمة في حاجة إلى إعداد جيل من الشباب المثقفين الذين يكون لهم دور محوري في نشر الوعي، وهناك علاقة بين ثقافة المجتمع وشخصية المواطن الذي يعيش في إطاره، وكما أن المواطن يولد داخل مجتمع ما، فإنه يولد داخل ثقافة خاصة تشكل شخصيته، ولذلك فإن الثقافة هي الإطار الأساسي الذي تنمو فيه شخصية الإنسان، وهي التي تؤثر في أفكاره واتجاهاته وقيمه ومعلوماته وخبراته، ولذلك فإن البنية الثقافية ينبغي أن تتسم بالإبداع والنقد والابتكار والتجديد، وهذا ما يجب أن تؤديه المؤسسات الثقافية من خلال خطة واضحة، ومن خلال تطبيق دراسات على فئة الشباب، وكل ذلك يكون من خلال تعاون المؤسسات الثقافية مع غيرها من الجهات القائمة على عملية نشر الوعي في المجتمع، لأن الثقافة هي جوهر عملية بناء الوعي». ويؤكد أن الثقافة الرشيدة هي التي تميز المجتمعات المتحضرة الراقية، وأن ثقافتنا هي ثقافة الروح والعقل والأخلاق والدين، وهي تحقق الحاجات المادية والروحية والنفسية للإنسان، وكل ذلك في إطار التمسك بالقيم الدينية والعادات والتقاليد الراسخة التي توارثتها الأجيال جيلاً بعد آخر.

ويشير إلى أن فوائد الثقافة عديدة منها أنها تكسب أفراد المجتمع الشعور بالوحدة، وتهيئ لهم سبل العيش والعمل دون إعاقة، وتمدهم بمجموعة من الأنماط السلوكية فيما يتعلق بإشباع حاجاتهم، وبمجموعة القوانين والأنظمة التي تتيح لهم سبل التعاون والتكيف مع المواقف الحياتية، وتيسر سبل التفاعل الاجتماعي، كما أن الثقافة تؤدي لزيادة الوعي الشامل.

ويذكر النجار أن الإنسان يتحرك في المجتمع من منطلق خبراته وثقافته التي تؤثر تأثيراً بالغاً في ضبط سلوكه وتصرفاته وعلاقاته الأسرية والمجتمعية والإنسانية، ومستوى أدائه لعمله وإتقانه له، ودرجة وطنيته وإحساسه بالمخاطر التي تحيط بوطنه، وتجعله يدرك تأثير العلاقات والتوازنات الدولية على المصالح الوطنية، وكذلك مستوى علاقته وتعايشه مع الآخرين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"