عادي

سلوى زيدان: بقائي في الإمارات اختياري الجميل

23:10 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: زكية كردي
حملتها المصادفة إلى الإمارات عام 1975، إلا أن البقاء والعيش هنا كان الخيار الجميل الذي تحدثت عنه الفنانة التشكيلية اللبنانية سلوى زيدان بكثير من الحب والإعجاب والانتماء لهذه الحياة الرائعة والغنية التي اختارتها لتكون من الرواد والمساهمين في دفع عجلة الحراك الفني التشكيلي في الدولة، ولتكون شاهداً ينظر بعين المحب الفخور بتجربة غنية بالدهشة كما تصفها.

انتقلت سلوى زيدان إلى أبوظبي، حاملة مشروع إدخال الفن التشكيلي المعاصر إلى المدينة، وفيها وضعت أولى لوحاتها الفنية، وفي 1994 وبحضور ورعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، افتتحت «جاليري سلوى زيدان» الذي كان أول صالة عرض متخصصة للفن التشكيلي المعاصر في العاصمة، ليعرض لفنانين محليين وعرب وأجانب، وأطلق أسماء باتت شهيرة في عالم التشكيل المعاصر بفضل تجربتها في تنظيم المعارض، والأنشطة الفنية الأخرى.

1

اختياري المجيء للإمارات في البداية كان مصادفة، لكن بقائي فيها هو اختياري الجميل الذي أعتز به، كما أعتز بمحبتي لهذا البلد وأهله الكرام والرائعين. بهذه الكلمات بدأت سلوى زيدان حديثها الدافئ، وقالت: جئت إلى الإمارات محملة بأحلامي وطموحاتي، هاربة من جحيم الحرب الأهلية في لبنان، وسرعان ما كان قرار الاستمرار هنا جلياً، اخترت الإمارات لتكون بلدي الثاني، وأحببت شعبه الطيب، ولن أنسى فضل الإمارات عليَّ أبداً، فقد قدمت لي الكثير، إنها البلد الآمن والجميل بكل تفاصيله، والذي أصبح اليوم حلماً يتطلع الكثيرون للعيش فيه، أتيت إلى الإمارات سنة 1975 لأول مرة وكنت الشاهد الحي على مدى التطور الكبير الذي حققه هذا البلد الكريم.

1

بالحديث عن الصعوبات التي تواجه أي انسان يبدأ حياة جديدة وينقل عمله وأحلامه إلى بلد جديد قالت: الصعوبات كانت كثيرة طبعاً، في الفن كما في أي مجال عمل آخر، إلا أن الوجود في بلد بهذا النظام واحترام القوانين، بلد يعمل على أعلى المستويات، بالتأكيد كان من شأنه أن يخفف المتاعب ويقلل الصعاب، أما ما دفعني للاستمرار، فهو حبي لمهنتي وكل ما يتأتى منها، حبي للمجتمع الفني هنا، فلا أروع من أن أكون محاطة بالأعمال الجميلة والمعاصرة ومن يبدعونها، إنه شيء عظيم لا تقدمه أي مهنة أخرى، الفن شي عظيم والعمل فيه ممتع.

وتعود بنا زيدان إلى تلك الفترة الجميلة لحكم الوالد المؤسس، وتقول: أهم شخصية تأثرت بها هو المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كل ما قاله وفعله يستحق التوقف عنده، فتحية لروحه الرائعة ورؤيته العميقة والواسعة للأمور. إنه شخصية فذة بامتياز، تركت أكبر أثر لحاكم كان لي شرف معاصرته والتعرف عن كثب إلى مسيرته المشرفة في إنجاح تجربة الإمارات وما حققته من إنجازات وتطور يفوق كل التوقعات، تأثرت بشخصيته كحاكم عادل يحب الناس وهذا واضح جداً في ما فعله لشعب الإمارات والمقيمين فيها.

1

وعن أولوياتها في المجال الفني، أوضحت أنها ركزت نشاطها أولاً في إقامة المعارض وتقديم فنانين جدد والعمل معهم وعرض نتاجهم بشكل جيد لاستقطاب مقتنين جدد، والعمل على نشر المعرفة حول الفن، واستخدام كل السبل المتاحة لذلك سواء في مواقع التواصل الاجتماعي أوغيرها، والتواصل الدائم مع محبي الفن والعاملين فيه عن طريق إقامة الحفلات الاجتماعية والندوات ودعم وتشجيع كل ما يتعلق بالفن ومحبيه أو مقتنيه.

تجربة غنية

التطورات التي عاصرتها سلوى زيدان في مجال الفن التشكيلي بالإمارات وكانت شاهدة عليها «تذهل العقل»، كما تصفها. وتقول: دعم الدولة للفنانين، وفي جميع المجالات، أغنى تجربتهم وجعلهم يتطورون بسرعة مذهلة حقاً، ما جعل الفنان الإماراتي يحقق الكثيرمن الحضور على الساحة الفنية العالمية من خلال مشاركة الفنانين الرواد في البيناليات العالمية، وذلك بفضل ما قدمته الدولة للفنان الإماراتي مباشرة أو بما احتضنته من متاحف ومراكز فنية رائعة، وبرامج فنية نشيطة ومتنوعة تغني الحركة الفنية على مستوى عالٍ يضاهي ما تقوم به أهم الدول في العالم. الإمارات حققت مكانة عالمية مهمة بالاستفادة من أفضل التجارب الفنية العالمية، خاصة في مجال التشكيل، فما حدث وأنجز خلال العشرين سنة الفائتة لا يصدق، فهو أشبه بالحلم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"