عادي
حصاد مرير للشارقة والجزيرة.. والتفكير المحلي السبب

شباب الأهلي.. شمعة مضيئة في عتمة المشاركة ب «أبطال آسيا»

23:58 مساء
قراءة 5 دقائق
عبدالله كاظم يحاول إيقاف لاعب من استقلال
GHSANY

متابعة: علي نجم

انتهت رحلة فرق الإمارات في منافسات دور المجموعات من دوري أبطال آسيا، بخسارة الشارقة أمام استقلال الطاجكستاني بهدفين دون مقابل، ليضيف «ملحاً» جديداً على جراح المشاركة القارية لأندية الإمارات. لم يكن حصاد الفرق الثلاثة التي شاركت في المسابقة القارية بمستوى الآمال والطموحات، بل كشفت نسخة 2022 التي ستستكمل في فبراير 2023 عن أن هوة كبيرة باتت تفصل بين فرقنا والمنافسين على المستوى القاري، رغم كل ما يدفع على اللعبة وما يرسم من أحلام وطموحات سرعان ما تنكشف هشاشتها عند أول اختبار.

صال الجزيرة بطل الدوري وجال في الموسم الماضي،وقدم المتعة محلياً حتى بلغ المنصة ورفع الدرع، لكن التراجع الكبير في أداء «فخر أبوظبي» بات يحتاج إلى من يدق ناقوس الخطر، خاصة بعدما حل الفريق في المركز الأخير في مجموعته، خلف كل من الشباب السعودي الذي تربع على الصدارة وتأهل إلى الدور التالي، بينما جاء مومباي سيتي الذي يشارك في المسابقة للمرة الأولى (أحد أعضاء مجموعة سيتي جروب التي يمتلكها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان) وصيفاً في المجموعة ب7 نقاط مقابل 6 نقاط للجزيرة الأخير، وكان أداء الفريق في المسابقة القارية صدمة لكل المراقبين، خاصة أن البعض وضع الكثير من الرهان على بطل الدوري ليكون فرس الرهان قارياً، لكن الحسابات والرهانات كانت كلها خائبة، بسبب الأداء المتواضع الذي بدا عليه الفريق، وخيارات المدرب الهولندي مارسيل كايزر التي كان بعضها من النوع الغريب جداً.

ولعل من المفارقات، أن بعض الفرق باتت تستغل المسابقة القارية التي تعتبر هي المسرح لتمثيل اسم وعلم الدولة، والدفاع عن مكانة كرة الإمارات كحقل اختبار، والزج بلاعبين صغار وإراحة الأساسيين للبطولات المحلية.

وأسهمت تلك الظاهرة في تعرض الفرق لهزائم ونتائج سلبية، ستزيد وضع كرة الإمارات سوءاً على المستوى القاري وفي التصنيف الآسيوي الخاص بمشاركات فرقنا في البطولات خلال السنوات المقبلة.

خسارة الملك

ولم يكن الجزيرة وحده، هو من تسبب في تجرع الجمهور مرارة الخيبة، بل إن خروج الشارقة كان بدوره بمثابة طعم العلقم، خاصة أن الكثير من الآمال وضعت على عاتق الفريق الأبيض ومديره الفني الروماني كوزمين ليكون خير من يمثل الإمارات في المسرح القاري.

وفي الوقت الذي نال «القيصر» حصة كبيرة من الانتقادات، بسبب الخيارات التي قام بها في الرياض، إلا أن العديد من الظروف الصعبة عاندت الفريق لعل أبرزها عدم جاهزية المهاجمين مالانجو وكمارا، إلى جانب توقيت مباراة نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة التي كانت الشغل الشاغل للاعبين والمدير الفني، قبل أن يتم الإعلان عن تأجيلها.

ولعل ما زاد من مرارة الوداع تلك الخسارة الأخيرة التي مني بها في الجولة الأخيرة أمام استقلال، وهي المرة الثانية في سجلات مشاركاتنا الآسيوية، بالسقوط أمام ممثل للكرة الطاجكستانية، بعدما خسر شباب الأهلي في الموسم الماضي أمام نفس الفريق المغمور.

أما الضربة الأشد ألماً بالنسبة إلى «الملك»، فكانت في إصابة الحارس عادل الحوسني بالرباط الصليبي، وهي التي ستمثل مصدر قلق لعشاق الفريق الذي قد يجد ضالته في درويش محمد أو ماجد محسن مصبح.

شمعة مضيئة

ووحده شباب الأهلي، كان العلامة الفارقة، والشمعة التي أضاءت عتمة مشاركتنا القارية، حين حصد بطاقة التأهل بعدما حل وصيفاً في المجموعة الثالثة خلف فولاذ الإيراني، وسيقابل في الدور ثمن النهائي الهلال السعودي.

ونال «الفرسان» العديد من الانتقادات التي كانت غالبيتها دون وجه حق، خاصة أن الفريق هو وحده من حافظ على سجله خالياً من الهزائم، وهو من دافع ولعب من أجل أن يكون «خير سفير» لكرة الإمارات في الاختبار القاري.

ويعتبر شباب الأهلي أحد 3 فرق لم تعرف مرارة الخسارة في دور المجموعات في غرب القارة الصفراء، إلى جانب فولاذ الإيراني الذي تصدر ترتيب المجموعة الثالثة، ومعهما الشباب السعودي الذي حصد 16 نقطة في قمة ترتيب المجموعة الثانية.

أرقام

شهد دور المجموعات لغرب آسيا تسجيل 177 هدفاً، كانت حصة الأسد منها للمجموعة الرابعة التي ضمت كلاً من الدحيل والتعاون السعودي وسباهان الإيراني وباختاكور الأوزبكي والتي شهدت تسجيل 48 هدفاً في 12 مباراة، بمعدل 4 أهداف كاملة في المباراة الواحدة.

وكان من اللافت أن تشهد كل من المجموعات الثلاث (الثانية والثالثة والخامسة) تسجيل 32 هدفاً، مقابل 33 هدفاً للمجموعة الأولى.

وكان شباب الأهلي قد حقق الفوز الأكبر بثمانية أهداف على حساب الغرافة القطري، في الوقت الذي كان فيه الشباب السعودي هو الأقوى هجومياً برصيد 18 هدفاً.

تفوق سعودي

ومع إسدال الستار على مباريات دور المجموعات، كانت الكرة السعودية هي الرابح الأكبر في غرب القارة، بعدما حصدت 3 مقاعد من بين الفرق الثمانية المتأهلة إلى الدور ثمن النهائي.

وحل الثلاثي السعودي الهلال والشباب والفيصلي في صدارة ترتيب المجموعات الثلاث (الأولى، والثانية والخامسة) على التوالي، بينما ودع التعاون بعد سيناريو مجنون في الجولة الأخيرة.

ورغم تواضع الأداء القطري في الجولات الأولى، لكن الخبرة لعبت دورها لصالح الريان الذي هز عرش البطل في الجولة الأخيرة، ليضمن ركوب قافلة المتأهلين، بينما فرض الدحيل شخصيته الكبيرة مع المدرب الارجنتيني كريسبو ليتأهل متصدراً لترتيب المجموعة الرابعة.

وكان وداع السد بطل الدوري بمثابة المفاجأة الكبيرة، بعدما حل ثالثاً رغم الأسماء الكبيرة التي تزخر بها تشكيلته، بينما نجح ناساف الذي بلغ دور المجموعات من الملحق القاري حين فاز على بني ياس بالشامخة بهدفين، في الحفاظ على ماء وجه الكرة الأوزبكية، ليكون من بين الثلاثي المتأهل ضمن أفضل ثوان في المجموعات الخمس مع الريان وشباب الأهلي.

كيف ستحسم آلية مشاركات فرقنا الموسم المقبل؟

في الوقت الذي تدخل الفرق وجماهيرها ابتداء من غد السبت لعبة ماراثون الأسابيع الأخيرة من دورينا، ستكون حصة الإمارات الآسيوية ابتداء من نسخة العام المقبل التي ستنطلق في سبتمبر المقبل هي الملف الشائك، خاصة مع الأنباء والمؤشرات التي تشير إلى إمكانية تقليص عدد مقاعد كرة الإمارات إلى مقعد مباشر+ نصفين.
وسيكون تقليص عدد فرقنا قارياً، ضربة مؤلمة خاصة مع التعديلات التي ستدخل مستوى وآلية ونظام المسابقة الآسيوية.
أما الملف الشائك الآخر، فيتمثل في آلية توزيع مقاعد الفرق الإماراتية، وهي المشكلة التي يتوجب على رابطة المحترفين إيجاد الآلية المناسبة لها والكشف عنها مبكراً، حتى يتضح الخيط الأبيض من الخيط الأسود للفرق كافة مبكراً.
ويتمثل العائق الكبير في أن المشاركة في النسخة الجديدة ستكون بعد انتهاء موسمين، وهو ما يؤشر إلى إمكانية وجود 4 أبطال (بطلا دوري الموسم الحالي والموسم المقبل 2022-2023.. وبطلا كأس رئيس الدولة للنسختين الحالية والقادمة) أو ربما توجد 3 فرق في حال قدر لأي فريق الفوز بلقبين خلال الموسمين الحالي والمقبل.
وكان الاتحاد السعودي قد حسم هذا الملف بإعلان مبكر عن آلية مشاركة الفرق في النسحة الجديدة، مع التأكيد على تطبيق الآلية ما لم تصدر آلية من الاتحاد الآسيوي.
وقرر الاتحاد السعودي توزيع المقاعد الآسيوية على الشكل التالي:
بطل الدوري 2022-2023 (مقعد مباشر).
بطل كأس خادم الحرمين الشريفين 2022-2023 (مقعد مباشر).
بطل الدوري 2021-2022 (مقعد مباشر).
بطل كأس خادم الحرمين الشريفين 2021-2022 (مقعد ملحق).
كما أوضح الاتحاد السعودي أنه:
في حال تكرار الفريق يكون الاختيار بالتسلل حسب التالي:
1- وصيف الدوري موسم 2022-2023.
2- وصيف الدوري موسم 2021-2022.
3- ثالث الدوري موسم 2022-2023.
4- ثالث الدوري موسم 2021-2022.
5- رابع الدوري موسم 2022-2023.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"