السباق الرقمي والآلة الذكية

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

إلى أين يقود السباق الرقميّ العالم؟ هو واقع منذ ظهور الحواسيب الشخصية. الأمر هيّن في حدود التنافس بين شركتي «أنتل» و«إيه.أم.دي» لصناعة معالجات البيانات وغيرها. سباق الحواسيب العملاقة هو النار الحامية بين الدول ذات القدرات الفائقة. الضربة الفنيّة هي دخول القطاع الخاص إلى قمرة القيادة العالمية بالتكنولوجيا الجبّارة.

مباريات هذا السباق لا تستقرّ على حال، فما إن يفز أحد بقصب السبق، حتى يتجاوزه غيره بأشواط. أحدث الحواسيب هو قيد الاكتمال، أعلن عنه مارك زوكربيرج صاحب «ميتا»، أي فيسبوك. يعرف بحروفه الأوّلية «آر.أس.سي»، وقد اختاروا له اسماً محلّقاً في الفضاءات الكونية: «العنقود المجرّي الهائل لبحوث الذكاء الاصطناعي». يطلق هذا العنقود على مجموعات مجرّية، يصل عدد مجرّاتها إلى ثلاثمئة ألف مجرّة. زوكربيرج انتقى الاسم تيمّناً بأن يصبح مشروع «ميتافيرس» في الأقل كمئة ألف مجرّة. القناعة كنز لا يفنى.

يستطيع هذا الحاسوب العملاق أن يجري كنتيليون، أي مليون تريليون عملية في الثانية. عادت عوالم الأساطير. تخيّل ذلك حتى لو كان مجرّد مليار مليار عملية اثنين اثنين. أمّا سعة التخزين فهي إكسابايت، أي مليار جيجابايت، أو مليون تيرابايت. لأحبّاء الفن السابع، هذا الرقم يكفيهم لتخزين 36 ألف سنة من الفيديو العالي الجودة. «خلّيهم يتسلّوا»، لمدة 380 قرناً وأتممناها باثنتين وعشرين سنة. أمّا المتيّمون بالكتاب، فعليهم أن يقتنوا من الكتب على قدر سعة التخزين، الذي لا يتعدى خمسة ملايين مليار كتاب. فقط، لا غير. يجب أن يضعوا جدولاً محدّداً لقراءة هذا العدد من المؤلفات.

العنقود المجرّي الهائل جولة بلا نهاية، فهو قادر على التعامل مع مئات اللغات. لكن الأهمّ هو أن إمكاناته الخارقة ستكون لها أبعاد أبعد، فبوساطته سيصنعون ذكاء اصطناعياً قادراً على التعلّم باستخدام تريليونات الأمثلة. تفاصيل هذا الخبر ليست المقصود المنشود. من بين الغايات: هل يستطيع نابغة في الاستشراف المستقبليّ تنويرنا بالأرقام التي سيصل إليها الرقمي والذكاء الاصطناعي سنة خمسين، سبعين، تسعين؟ صحيح أن العلماء يطمئنوننا إلى أن الذكاء الاصطناعي لن يخرج عن السيطرة، لكن هل الآلة الذكيّة الحالية هي التي سيراها مواليد اليوم عندما يبلغون الأربعين؟ وبعد مئة؟

لزوم ما يلزم: النتيجة الجرسيّة: هذا السباق في الرقمي والذكاء الاصطناعي، سيتعاظم، وستكون الاستخدامات الخطرة هي الأقرب من أرنبة الأنف. فليراقب كلٌّ أنفه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"