عادي

رواية حاربت التمييز ضد المرأة في كوريا الجنوبية

22:52 مساء
قراءة دقيقتين
تشو نام جو
غلاف

الشارقة: عثمان حسن

تعليق ظريف للمحررة سارة شين من «الجارديان» البريطانية على رواية «مولودة عام 1982» للكاتبة الكورية الجنوبية تشو نام جو يقول: «إحساس عالمي في الرواية التي أصبحت معياراً للحوار حول النسوية والجندر».

كما وصفت ألكسندرا ألتر من صحيفة نيويورك تايمز الرواية باستحسان عال وقالت: «إنها حقاً أطروحة اجتماعية وعمل فني كبير».

حازت الرواية شهرة واسعة في العالم، وقد أشاد بها نقاد وفنانون كوريون كثيرون، حيث تتتبع حالة التدهور النفسي لبطلتها كيم جيونغ المولودة في عام 1982 في مواجهة تفشي الكراهية ضد النساء.

تبدأ أحداث الرواية من شقتها الهادئة في ضواحي سيؤول، حيث تقضي كيم جيونغ أيامها في رعاية ابنتها الرضيعة، ولكن فجأة تبدأ تعاني أعراضاً نفسية غريبة، فهي مثلاً تنتحل أصوات نساء مازلن على قيد الحياة، وأخريات ميتات، يرسلها زوجها إلى طبيب نفسي. فتروي جيونغ قصتها للطبيب، منذ ولادتها لوالديها اللذين توقعا ابناً لزوجها معلم المدرسة الثانوية، تتوالى الأحداث، وإذا بالأهل يمارسون مزيداً من القمع الذكوري بحق جيونغ وشقيقتها في مكان العمل.

ومن بين المحطات المهمة التي تكشف عنها الرواية، ويفضح أشكال التمييز ضد المرأة، ثمة مواقف عديدة من الطفولة من بينها، معاناتها هي وشقيقتها من التمييز حتى في تناول الطعام، فشقيقهما الذكر، وهو الأصغر سناً منهما، يجب أن يأكل أولاً، ثم تحصل الشقيقتان على الفتات، وهو دور كانت تمارسه جدة كيم «كو بون سون» التي لم تكن تستسيغ تناولها لحليب أخيها الصغير، ومن بين المواقف كذلك، موضوع الألبسة حيث تتشارك الشقيقتان في ذات الملابس، كما تشاركان في ذات الأغطية، والبطانيات، والحلوى وغيرها.

و«مولودة في عام 1982» تواصل سرد هذا التميز الجندري في كوريا الجنوبية التي تعترف المؤلفة بأن وتيرته قد خفت اليوم عما كان قبلاً، ولكنه لايزال موجوداً، ومن هذه المشكلات المضايقات الجنسية، والرواية ليست خيالية تماماً، بل استندت إلى إحصائيات جمعتها المؤلفة ووثقتها، حتى لا يتم النظر إليها بوصفها تكتب تجربة امرأة واحدة، وتوصم بأنها كاتبة تميل إلى الشطح والمبالغة.

نجحت الرواية في إثارة نقاش عام في أوساط المؤسسات والأكاديميات والمجتمع المثقف في كوريا، وكل من له علاقة بحقوق المرأة هناك، وأصبح الكتاب من أكثر الكتب مبيعاً على مستوى العالم، كما أصبح في 2018 جزءاً من الحملة النسوية في كوريا الجنوبية لمحاربة التمييز ضد المرأة.

ترجمت الرواية لأكثر من 18 لغة، وباعت أكثر من مليون نسخة، ووصلت للقائمة الطويلة للجائزة الوطنية الأمريكية للكتاب لعام 2020 كأفضل عمل أدبي مترجم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"