عادي
مقيمون في القلب

عبد الحميد الأعرج:الإمارات وطن تحقيق الطموحات

00:14 صباحا
قراءة 3 دقائق
عبدالحميد الأعرج
لقاء يجمعه بأبناء الجالية الأردنية
الأعرج يكرم أبناء الجالية الأردنية المميزين بالخدمة المجتمعية

دبي: يمامة بدوان
مشاعر متضاربة خالجت الأردني عبد الحميد شراري الأعرج لدى وصوله إلى أرض الدولة عام 1983، وهو على يقين بأن طريق النجاح ليس سهلاً، لكن الإصرار كان يدفعه. وكثرة التجارب والدروس تصنع المستحيل، وتزيد الإنسان خبرات وفكراً، كي يحقق ما يصبو إليه، ولن يجد أرضاً خصبة لتحتضن رؤاه، وتنمو فيها سوى الإمارات، التي تفتح ذراعيها لكل من يؤمن بأن الحلم مجرد بداية لمعانقة السماء في الطموح.

الأعرج، رئيس النادي الاجتماعي الأردني في دبي، جاء إلى الدولة وهو يحمل طموح الشباب، هاجسه البحث عن وظيفة، فخاض مجالات عدة، أكسبته الخبرات والمكانة التي وصل إليها بعد 39 عاماً في الإمارات، لكنه يؤمن بأن «النّشامى» جزء من المجتمع المحلي، متخذاً من مقولة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني «مع الإماراتي في خندق واحد» شعاراً في حياته.

يقول عبد الحميد الأعرج: حطّت قدماي على أرض الدولة عام 1983، وأنا على قناعة تامة بأن في البدايات الجديدة فرصة مناسبة لبناء الذات وتنمية القدرات، وتحقيق أحلام الشباب. وعلى الرغم من مشاعر الخوف التي اعترتني، فإنني قررت البحث عن فرصة عمل في بنك، من أجل الاستقرار في بلاد يعمّها الأمن والأمان. وبعد مدة وجيزة من البحث، حصلت على وظيفة في أحد البنوك العربية، واستمررت فيه إلى عام 1992، إلا أن شغف مواكبة ما يحدث في الدولة، عاد إلى وجداني، فقدمت استقالتي، والتحقت بشركة عقارات لغاية عام 2002، اكتسبت فيها خبرات، جعلتني متمكناً.

يضيف: العمل في القطاع المصرفي والعقاري منحني خبرات جيدة، جعلتني أحقق ما أصبو إليه، ومن هنا بدأت أفكر خارج الصندوق، ما قادني إلى الابتكار، وتأسيس شركة تطوير عقاري، مع أصدقائي من دول مجلس التعاون، ولا تزال مستمرة في النمو، وكل من فيها يعملون بروح الفريق الواحد، الذي تسوده المحبة والأخوة والألفة، للحفاظ على أن يكونوا في المراكز الأولى، كما هي الإمارات، وكل من يقيم على أرضها.

الاستثمار بالإنسان

ويعتبر عبد الحميد الأعرج أن أحد أسباب نجاحه في عمله طوال هذه السنوات، مقولة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه: «الاستثمار في الإنسان وليس في البنيان»، ويقول: هذا دليل قاطع على الرؤية الثاقبة طويلة المدى للقيادة الرشيدة في الإمارات، وبفضلها أصبحت على خارطة الدول المتقدمة، وجعلت شعبها أسعد شعوب العالم.

ويتابع: جعل الإمارات منبعاً للأمن وموطناً للنجاح، أسهم في جذب العقول والاستثمارات؛ ففيها تتحقق مطامح الرجال والشباب على حد سواء، لما تملكه قيادتها الرشيدة من نظرة مستقبلية سبقت الآخرين بأشواط كبيرة، إذ سعت بكل جد وعزيمة لأن تصبح منارة اقتصادية وثقافية وإنسانية لكل العالم؛ ففيها تتجلى روح التسامح والسلام، والبنيان والعمران غير التقليدي، والإنجازات التي حققتها الدولة وشعبها على مختلف الصّعُد يشهد لها القاصي والداني.

ذكريات

بعد هذه الإقامة الطويلة في الإمارات، يملك عبد الحميد الأعرج ذكريات راسخة في نفسه؛ فالكثير منها لا يمكن نسيانه، حسب تعبيره، خاصة أن أبناءه الستة وُلدوا على أرض الخير، وله أصدقاء إماراتيون كُثر يعتزون بكل ما يجمعه بهم.

ويعود بذاكرته للوراء قليلاً، ويذكر كيف كانت الإمارات متواضعة في بنائها وبنيتها التحتية وطرقاتها حين جاءها أول مرة، وكيف تطورت بسرعة، حتى باتت معلماً معمارياً مميّزاً، تتحدى كل المصاعب، لتحقق نجاحاً تلو آخر.

ويؤكد الأعرج أنه بعد 39 عاماً من العمل والحياة في الإمارات، أيقن أنها وطنه الثاني، ففيها يشعر بالأمان والطمأنينة، ما يجعلها تعوضه عن غربته عن بلده الأم الأردن، لما يتمتع به شعبها من مكارم الأخلاق وحسن الضيافة والكرم والجود، مستمدين ذلك من القيادة الرشيدة، التي تتجذّر فيها أسمى معاني الأصالة والمروءة.

النادي الاجتماعي

عن تجربته في رئاسة النادي الاجتماعي الأردني في دبي، يقول الأعرج إنه تسلم الرئاسة قبل 5 سنوات، حيث يعمل بكل جد مع فريق النادي على تطويره بمختلف المجالات، حتى أصبح من أشهر نوادي الدول في الإمارة، كما أنه ملاذ يجمع الأردنيين «النشامى»، لممارسة مختلف الأنشطة وتبادل الأحاديث بكل ودّ ومحبة.

ويشير إلى أن النادي يعود تأسيسه إلى عام 1970، ثم أعيد بناؤه عام 2000، برعاية الملك عبدالله الثاني، حيث إنه لا يألو جهداً في متابعة شؤون أبناء الجالية الأردنية، وتقديم العون لكل محتاج، ومن تقطعت بهم السبل، كما أنه يصدر بطاقة «نشمي» لطلبة الجامعات، تشمل حسوماً متعددة.

ويقول إن النادي يعمل بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني في دبي والجهات الحكومية في الأردن، كما أنه يحيي الكثير من الفعاليات الوطنية التي تخص الأردن والإمارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"