عادي
خلال مجلس الخليج الرمضاني بالتعاون مع جمعية المعلمين

10 مسارات لاستشراف مخرجات مئوية الإمارات

01:11 صباحا
قراءة 7 دقائق
المشاركون في المجلس
مستضيفة المجلس آمنة الزعابي

دبي: محمد إبراهيم

رصد مسؤولون وكوادر مواطنة شابة، 10 مسارات لاستشراف مخرجات مئوية الإمارات خلال السنوات العشر الأولى من الخمسين عاماً المقبلة، إذ ركزت على الشباب كمحرك رئيسي لمسيرة التنمية في الدولة، والتعليم كركيزة أساسية لبناء الأجيال، وحاضنات متخصصة لاكتشاف المواهب مبكراً والاعتماد على الذكاء الاصطناعي ومستجدات التكنولوجيا، والتعمق في بناء شراكات نوعية، داخلياً وخارجياً، وخطط واستراتيجيات لتعزيز الاستدامة، والاستناد إلى الاقتصاد الأخضر كمحرك أساسي للموارد، والتطوير المستمر في قطاع الصناعة، والتمكين في مجال الزراعة واستغلال الموارد الطبيعية.

تحدث يوسف عبد الله البطران، عضو المجلس الوطني الاتحادي، وأحمد الصم النقبي، مدير إدارة المرور والدوريات برأس الخيمة، والمقدم عدنان الحمادي، رئيس قسم الإصلاح والتأهيل بإدارة المؤسسة العقابية في رأس الخيمة، والدكتورة منى عبيد العيان، مدير مستشفى صقر، والدكتورة خلود إبراهيم الشرهان، صيدلي إكلينيكي، والشاعر والأديب أحمد عيسى العسم، والفنان التشكيلي محمد أحمد الشحي، ومدير إذاعة رأس الخيمة، محمد غانم مصطفى، والكاتبة مريم راشد الزعابي خلال مجلس «الخليج» الرمضاني بالتعاون مع جمعية المعلمين الذي استضافته آمنة راشد الزعابي، رئيس الهيئة الإدارية بالجمعية، عن «رؤية الإمارات خلال العشرة سنوات المقبلة»، بحضور صلاح الحوسني، رئيس مجلس إدارة جمعية المعلمين، ومشعل الخديم، أمين سر الجمعية، وعدد من الأعضاء، وكوكبة من الشخصيات المجتمعية والمسؤولين ورواد الفن والثقافة، والتربويين والمعلمين، وممثلي وسائل الإعلام.

شباب المستقبل

وأوصى المشاركون بضرورة إعداد الشباب للمستقبل بالمهارات والمعارف، التي تواكب المتغيرات المتسارعة، وتضافر الجهود لتكون الإمارات الأفضل عالمياً، بحلول مئوية الاتحاد، وتعزيز مستوى تدريس التكنولوجيا المتقدمة، وجعل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا رافداً مهماً في جميع مناحي الحياة، والتركيز على الشباب، ووضع خطط مبتكرة وآليات ممنهجة لاستكشاف المواهب وتوظيفها، وتهيئة بيئة لتنمية مهارات المواهب.

وأكدوا أهمية التركيز على البحث العلمي كركيزة أساسية للمعارف والعلوم لطالب المستقبل، وتعزيز سمعة الإمارات في المحافل العالمية، والتأثير العالمي، والعلاقات الدولية، والاهتمام بالتراث والموروث الإماراتي والهوية الوطنية، وخلق شراكات مجتمعية لتعزيز منهجية الرخاء والتماسك الاجتماعي، والاستثمار في الإعلام كداعم رئيسي للمجتمع، أفراداً ومؤسسات.

رؤية شمولية

في كلمته، أكد يوسف عبد الله البطران أن مئوية الإمارات 2071، تشكل رؤية شمولية تمتد على مدار خمسة عقود، وترسم طريق العمل الحكومي خلال تلك الفترة لتعزيز مكانة الدولة وقوتها الناعمة، فضلاً عن تركيز الإمارات على استشراف المستقبل في مختلف المجالات، مع التركيز على تحقيق الرفاه الاجتماعي والسعادة للمواطنين والمقيمين على أرض الإمارات لتحمل إنجازاتها رسائل إيجابية، عالمياً وإقليمياً.

وأفاد بأن الإمارات أرست مبادئ التماسك المجتمعي، ورسَّخت قيم التسامح والتعايش مع الآخر، فضلاً عن الاحترام والولاء للقيادة، وحب الوطن، موضحاً أن التماسك المجتمعي يشكل أحد أهم محاور المئوية الذي يؤتي ثماره سريع.

ركائز المئوية

وفي وقفته مع التعليم، أكد البطران أنه الركيزة التي نعوّل عليها لبناء أجيال المستقبل، لذا نجد أنه يتصدر ركائز مئوية الإمارات ليشمل رؤية مستقبلية واضحة لنوعية المؤسسات التعليمية، وتكوين عقول منفتحة تعي المتغيرات وتواكب المستجدات، لاسيما خلال العقد الأول من الخمسين المقبلة التي تشكل الانطلاقة الحقيقية نحو المستقبل.

مجالات استثنائية

صلاح الحوسني أكد أن التعليم القائم على التكنولوجيا وتعزيز مستوى تدريس العلوم، يعد محوراً مهماً ضمن مئوية الإمارات 2071، نعوّل عليه في بناء أجيال المستقبل في مجالات استثنائية منها الفضاء والهندسة والابتكار والعلوم الطبية والصحية، فضلاً عن ترسيخ القيم الأخلاقية والتوجهات الإيجابية في القطاع التعليمي من أجل رفع مستوى الاحترافية والمهنية في المؤسسات التعليمية، وفتح المجال للاستفادة من العقول المنفتحة على تجارب الدول المتقدمة ووضع آليات تهدف إلى استكشاف المواهب الفردية للطلبة مبكراً، مضيفاً أن مئوية الإمارات تركز على تمكين المدارس لتكون بيئة حاضنة في مجال ريادة الأعمال والابتكار.

وأوضح أن الإمارات واحدة من أهم الدول على مختلف الصعد، الخليجية والإقليمية والعالمية، لمركزها المتقدم في المجالات والقطاعات كافة، لاسيما الاقتصادي الذي يعد من أنشط القطاعات في العالم، والتي توفر فرص عمل ذهبية لمختلف الجنسيات، وهذا نتيجة طبيعية للخطط الدقيقة التي يتم وضعها مسبقاً لتحاكي التطورات في المستقبل.

أمن واستقرار

واستعرض أحمد الصم النقبي، إنجازات ونجاحات وزارة الداخلية في قطاعي الأمن والشرطة، موضحاً أن الوزارة تعمل بفاعلية وكفاءة لتعزيز جودة الحياة في الإمارات، من خلال توفير خدمات الأمن والسلامة والبيئة المحفزة على الابتكار، وهنا نجد أن مئوية الإمارات في جميع مراحلها وما قبلها، تركز على توفير الأمن والاستقرار للمواطنين والمقيمين.

وتسعى الوزارة من خلال رؤية الدولة واستراتيجيتها إلى تحقيق المزيد من التميز من خلال تبنّي أفضل الممارسات الدولية والعلوم المتقدمة، واستخدام الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات، والمبادرات الفاعلة والجهود التي تبذلها القيادات العامة للشرطة والمديريات في مختلف إمارات الدولة، موضحاً أن قطاع المرور على مستوى الدولة يركز على خفض عدد الوفيات وجعل الطرق أكثر أمناً للمحافظة على أرواح الأفراد.

قطاعات واعدة

أكدت آمنة الزعابي أن الإمارات جعلت استشراف المستقبل منهجية ثابتة ضمن رؤيتها نحو المستقبل، إذ تبنت أفضل التجارب والممارسات المنبثقة من استراتيجية وطنية تعزز مكانة الدولة، عالمياً وإقليمياً، ولا ننكر أن هناك تطوير في برامج المؤسسات والدوائر بشكل مستمر، فضلاً عن تطوير التدريب المهني وتعزيز معدلات الثقة بالنفس والتعليم.

وقالت إن المحور الثالث في مئوية الإمارات 2071 يركز على تحقيق اقتصاد معرفي متنوع، إذ تطمح الدولة إلى تمكين اقتصادها لخوض المنافسة بشكل أكثر فاعلية مع الاقتصادات الأخرى حول العالم، من خلال رفع مستوى الإنتاجية، ودعم الشركات الوطنية، والاستثمار في البحث والتطوير في القطاعات الواعدة والتركيز على الابتكار والريادة والصناعات المتقدمة.

وأضافت أن توقعات السنوات العشر الأولى في مئوية الإمارات، ترتكز على تربية وتنمية جيل من المخترعين والعلماء الإماراتيين والعمل على دعم إسهامهم في تطوير العلوم والتقنية والتنسيق والتكامل مع الدول المتقدمة، فضلاً عن تحسين المستوى المهني لدى الإماراتيين وإكسابهم ثقافة عملية جديدة.

مبادرات مستقبلية

وسرد المقدم عدنان الحمادي، المبادرات المستقبلية للمؤسسة العقابية والإصلاحية التي تتماشي ومئوية الإمارات، إذ تركز على إلحاق عنصر رجال شرطة آليين، وستكون السجون ذكية ببصمة الوجه، وسيتم إغلاق السجون التقليدية، وسيكون الحارس «روبوت»، وهناك دراسة لمدينة صناعية وأكاديمية تعليمية وعقوبات بديلة بحيث تكون السجون (صفر نزيل)، وشريحة ذكية للتحكم بالنزيل واستخدام الواقع الافتراضي لدمج النزلاء بالمجتمع.

وكذلك إصلاح وتأهيل النزيل من خلال تدريبية وإكسابه مهارات جديدة، وخبرات تؤهله للانخراط في سوق العمل بعد خروجه ليكون فرداً منتجاً وصالحاً في المجتمع، فضلاً عن توفير عائد مادي للنزيل خلال مدة تنفيذ الحكم لتوفير احتياجاته ومتطلبات أسرته، فضلاً عن تغيير نظرة المجتمع للنزيل وزيادة الدعم المجتمعي له.

تعليم مستقبلي

وقال إن التعليم المستقبلي في المؤسسة يستند إلى دراسات وافية لسوق العمل بالدولة واحتياجاتها الوظيفية، فضلاً عن ربط البرامج المهنية والتعليمية في المؤسسات العقابية بالاحتياجات الوظيفية، وتصميم مسار تعليمي متخصص لكل نزيل لإعادته إلى المجتمع كعنصر فعَّال، فضلاً عن إطلاق مبادرة فرصة ثانية وتحويل السجون إلى أكاديمية تعليمية، مشيراً إلى أن هناك دراسة لتحويل السجن إلى مدينة صناعية مصغرة، تضم وحدات إنتاجية متنوعة وتسير عبر مدى زمني حتى 2030.

ثقافة مؤسسية

الدكتورة منى عبيد العيان الملقبة ب «طبيبة السعادة»، أكدت أن القيادة الرشيدة جعلت التميز منهج عمل، وثقافة مؤسسية، نرتكز عليها كسبيل لتحقيق رؤية الإمارات للمئوية خلال السنوات المقبلة، مؤكدة أنه ينبغي أن نعتمد جميعاً على التميز في عملنا، من أجل تنفيذ رؤية الإمارات ومئويتها، وهنا ينبغي أن استحضر كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عندما قال: «أنا وشعبي لا نرضى إلا بالمركز الأول»، فالإمارات دولة لا تعرف المستحيل، مشيرة إلى أهمية البيئة التنافسية الشريفة في مجال العمل، معتبرة أن التميز ركيزة أساسية في كل مؤسسة، فضلاً عن الولاء الوظيفي، مؤكدة أن مستشفيات الدولة وما تقدمه من خدمات جليلة تعد مصدر فخر للجميع.

طموح كبير

أما الدكتورة خلود إبراهيم الشرهان، فأكدت أن الإمارات لديها طموح كبير وعزيمة دائمة، لتكون أفضل اقتصادات العالم، من خلال منافسة لا تتوقف، باتباع العديد من المسارات المنهجية، أبرزها دعم الشركات الوطنية، والاستثمار في البحث والتطوير، ودعم العلوم التقنية، والاستثمار في الشباب الذي يعد وقود المستقبل.

وقالت إنه على الرغم من الأزمات التي مر بها المجال الطبي على مر التاريخ، إلا أن الإمارات استطاعت وبدرجة امتياز التغلب على التحديات كافة، وتحويلها إلى فرص وإنجازات، فأصبح القطاع الصحي من أبرز القطاعات الناجحة ليس على مستوى الدولة، فحسب، بل امتدت التنافسية إلى أكبر دول العالم في هذا المجال والأكثر تأثيراً وتقدماً.

مواكبه المتغيرات

وقال محمد الشحي إن الإمارات تركز على تجهيز وتدريب شبابها لمواكبه المتغيرات والتطورات العالمية، حيث تسعى المئوية إلى الاستثمار في شباب الدولة وإعداد برامج المهارات والمعارف التي تواكب التغيرات المتسارعة في مختلف المجالات، لتكون الإمارات أفضل دول العالم بحلول الذكرى المئوية لقيام الاتحاد عام 2071، مشيراً إلى أهمية التراث كأحد مرتكزات الحاضر والمستقبل، وضرورة المحافظة على مكتسباته، معتبراً إياه ركيزة أساسية لتعزيز مكانة الإمارات وحضارتها بين المجتمعات.

ويرى أحمد العسم أن الكتّاب والأدباء يشكلون عاملاً مؤثراً في المجتمع، ولدى اتحاد وكتاب الإمارات فرصه كبيرة للمشاركة في دعم رؤية الدولة خلال السنوات العشر المقبلة من خلال إطلاق مبادرات تعني برعاية الشباب والثقافة فضلا عن تضافر الجهود الرسمية والأهلية في دعم الإبداع والمبدعين الإماراتيين.

المشهد الأدبي

أكدت مريم الزعابي أن الإمارات مزدهرة في المشهد الأدبي بشكل كبير، كذلك احتلت المرأة الإماراتية مراكز متقدمه في مختلف المجالات، فقد كان لها باع طويلة ومتميزة في المشهد الأدبي وحصولها على العديد من الجوائز.

مرآة المجتمع

اعتبر محمد غانم مصطفى، أن الإعلام مرآة المجتمع إذ إن هناك العديد من الدول التي تقدم تجربة ناجحة في الاعتماد على الإعلام لإنجاح تجربتها في النهضة والتنمية، ولا شك في أن الإمارات تتميز بإعلام واع وقوي يسعى إلى التميز دائماً، وهناك إذاعات دولية تسعي أن يكون لها مقر في الإمارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"