عادي
مجلس الخليج الرمضاني بضيافة سلطان الخزرجي

الإمارات مركز عالمي للأمن الغذائي المستدام

01:15 صباحا
قراءة 5 دقائق
الحضور خلال المجلس - تصوير محمد السماني
سلطان الخزرجي

أبوظبي: عماد الدين خليل
اتفق المشاركون في مجلس «الخليج» الرمضاني، الذي استضافه سلطان ماجد الخزرجي، بمنزله في أبوظبي، على أن الاستراتيجية الوطنية التي وضعتها حكومة الإمارات للأمن الغذائي 2051 الهادفة إلى أن تكون الإمارات الأفضل عالمياً في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051 تؤكد اهتمام القيادة الرشيدة بتطوير منظومة متكاملة لإنتاج الغذاء المستدام، وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

وقالوا إن حكومة الإمارات قطعت شوطاً كبيراً لتكون مركزاً رائداً على المستوى العالمي في مجال الأمن الغذائي القائم على الابتكار، وأشادوا بجهود الدولة في توفير الغذاء وتجنب حدوث أي نقص بالمواد الغذائية في الأسواق خلال جائحة كوفيد-19 في وقت واجه العالم العديد من أزمات نقص الغذاء.

أشاد المشاركون بالمتابعة الحثيثة والزيارات التفقدية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للتأكد بنفسه من توافر السلع الأساسية ومدى التزام الجمعيات ومنافذ البيع بالأسعار المقررة، كما أشادوا بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في بداية الجائحة «الغذاء والدواء خط أحمر في دولة الإمارات يجب تأمينه».

وطالبوا بتشديد الرقابة على الأسواق للحد من ارتفاع الأسعار، وإنشاء معهد فني زراعي لاستيعاب طاقات الشباب للعمل في هذا المجال.

الإنتاج الزراعي

وأكد سلطان الخزرجي أن هناك حاجة إلى بذل مزيد من الجهد والابتكار من أجل زيادة الإنتاج الزراعي بشكل مستدام، وتقليل فقدان الأغذية وهدرها بالتزامن مع استمرار نمو سكان العالم، مشيداً بجهود الدولة في توفير السلع للمستهلك ومدّ العديد من بلدان العالم بالمساعدات الغذائية.

وقال إن دولة الإمارات وصلت للاكتفاء الذاتي في عدد من المحاصيل منها التمور وبعض الخضراوات بنسبة 100% مع نسب متفاوتة لعدد من المحاصيل الأخرى أيضاً، الأمر الذي يؤكد جهود الدولة في دعم المزارعين وتبني التقنيات الحديثة في الزراعة لزيادة إنتاج المحاصيل الأمر الذي يتطلب من المزارعين الاهتمام وبذل المزيد من الجهد والابتكار في زيادة إنتاجية الأراضي الزراعية من المحاصيل المتنوعة.

وأضاف أن الفترة المقبلة تتطلب تعزيز التوعية للمزارعين من الجهات المختصة بطبيعة الزراعة وتذليل أي معوقات تواجه المنتجين الزراعيين، مطالباً الجهات المختصة والمعنية وخاصة في أبوظبي بضرورة تشديد الرقابة على مراكز البيع المختلفة للالتزام بالأسعار المقررة للسلع الغذائية الأساسية.

وأشار إلى أن هناك عدداً كبيراً من المواطنين يتخرجون كل عام في تخصصات جامعية مختلفة ويبحثون عن فرص عمل مناسبة، ولدى البعض منهم الرغبة في العمل بأي وظيفة مثل محطات البترول والمجال الزراعي وغيرها من الوظائف تأكيداً على رغبتهم في العمل، الأمر الذي يتطلب من الجهات المختصة احتضانهم وإنشاء هيئة أو جهة تنفيذية تتبني هؤلاء الشباب وتؤهلهم للوظائف الفنية المطروحة في الدولة.

التنوع الزراعي

وقال سعيد سليم العامري، مستشار ثقافي في وزارة الثقافة والشباب سابقاً، إن مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»: «أعطوني زراعة أضمن لكم حضارة»، رؤية واضحة لسياسة وطنية انتهجها القائد المؤسس لتأمين الغذاء وتحويل الصحراء القاحلة إلى رقعة خضراء وظهرت الزراعة مبكراً في بعض المناطق في الدولة، وتستكمل القيادة الرشيدة مسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في المحافظة على تنوع واستدامة الأنواع في بيئاتها الطبيعية، خاصة أن فكر ورؤية زايد نحو البيئة، ساهم بشكل كبير في الحفاظ عليها وتوسيع منظومة التنوع الزراعي والاهتمام بالنباتات المحلية الأصلية في البيئة المحلية.

وأضاف: رغم التحديات الزراعية بذلت الإمارات جهداً واضحاً طوال العقود الماضية لبناء قطاع زراعي يكون أكثر قدرة على المساهمة في التنوع الغذائي والاقتصاد الوطني، وذلك عبر تبني سياسات تحدّ من أثر تلك العوامل، وعبر تبني أنماط زراعية مستدامة وذكية مناخياً تركز على الاستثمار الأمثل لوحدة الأراضي الزراعية وجودة المنتج المحلي وتعزيز قدرته على المنافسة، وتستند في مجملها إلى التقنيات والحلول المبتكرة كالزراعة بدون تربة «الزراعة المائية» والزراعة العضوية، إضافة إلى تعزيز برامج مكافحة الآفات الزراعية، والحد من الفقد والهدر على طول السلسلة الغذائية، وتوسيع قاعدة الاهتمام بالدراسات والبحوث العلمية في المجال الزراعي.

وأكد أن الإمارات أثبتت للعالم خلال جائحة كوفيد19 قدرتها على تأمين الغذاء لكل من يعيش على أرضها الطيبة ولم يشعر أي مواطن أو مقيم أو زائر لدولة الإمارات بأي نقص في الغذاء بالأسواق مثلما شهدنا في العديد من دول العالم، وذلك بفضل متابعة واهتمام القيادة الرشيدة خلال الأزمة.

الزراعة العضوية

وقال أحمد خميس العامري، إن الإمارات اتجهت خلال الفترة الماضية نحو الزراعة العضوية ودعمها، وأصبح داخل إمارة أبوظبي العديد من المزارع العضوية التي توجد منتجاتها بكثرة داخل مراكز البيع وتشهد إقبالاً من المتسوقين.

وأضاف أن الفترة المقبلة تتطلب تعزيز وعي المزارعين بكافة متطلبات الشؤون الزراعية من قبل الجهات المختصة بالإضافة إلى مراجعة الدعم من خلال شراء المحاصيل بأسعار تحقق ربحاً مجزياً لهم من أجل الاستمرار في زيادة المنتج الزراعي الإماراتي لدعم الاكتفاء الذاتي في ظل تلك الصراعات العالمية التي تؤثر في استيراد المنتجات الغذائية والتي تؤثر بالفعل في زيادة أسعارها داخل السوق.

إنتاج الغذاء

وقال سالم خيري الزعابي، إن الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي التي وضعتها حكومة الإمارات والتي تهدف إلى تطوير إنتاج محلي مستدام ممكّن بالتكنولوجيا لكامل سلسلة القيمة، وتكريس التقنيات الذكية في إنتاج الغذاء، ومواءمة الرسوم الزراعية المحلية مع مثيلاتها الدولية لتحسين الإنتاج المحلي، تتطلب من المزارعين دعم جهود الدولة في تحقيق تلك الأهداف بالاستفادة من كافة أشكال الدعم المقدم لهم.

وأكد حمد عبد الرحمن العامري، أن حكومة الإمارات وفرت أبعاد مفهوم الأمن الغذائي على أرض الواقع من أهمها توفّر الغذاء بكميّات تكفي لعدد الأفراد وأن يكون ذلك من ضمن المخزون الاستراتيجي، ومأمونية الغذاء وهي ضمان صحة الغذاء وسلامته وصلاحيته للاستهلاك، وإمكانية الحصول عليه هو أن تكون أسعار السلع والمنتجات ضمن متناول يد الأفراد، والاستقرار الذي يركز على ضرورة الحفاظ على أوضاع الغذاء.

تأمين الغذاء

وقال أحمد سراج، إن دولة الإمارات أثبتت قدرتها على مواجهة كافة التحديات، ونجحت في اختبار جاهزيتها، خلال جائحة كوفيد19 بل ووضعت الخطط اللازمة لتأمين الغذاء فيما بعد الأزمة، لافتا أن الفترة المقبلة تتطلب التفكير في المستقبل والاهتمام الكبير بالأمن الغذائي لتحقيق كافة أهداف الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي.

وأضاف أن صندوق خليفة لتطوير المشاريع يقدم دعماً كبيراً، بهدف دعم ريادة الأعمال في القطاع الزراعي وتوفير التمويل اللازم للمزارعين لتطوير المزارع، الأمر الذي يسهم في تعزيز الأمن الغذائي للدولة، ونقل التكنولوجيا الحديثة للمشاريع الزراعية والتقنية في مجال الابتكار والتكنولوجيا الزراعية وتعزيز مشاركة الإماراتيين في قطاع المنتجات الزراعية الطازجة.

معهد زراعي

واقترح محمد عبد الرحمن المرزوقي، إنشاء معهد فني زراعي في الدولة لاستقطاب الشباب الراغبين في العمل بالمجال الزراعي وتأهيلهم ودعمهم عملياً وتوفير الوظائف الشاغرة لهم في هذا المجال الهام للارتقاء بمنظومة الأمن الغذائي في الدولة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"