عادي

العيدية وحق الملح و«الكبيرة».. الورد وحده لا يكفي

00:36 صباحا
قراءة دقيقتين

ينتظر الأطفال بشغف وفرح عودة الأب من صلاة العيد، حتى يمنحهم العيدية، بأوراق نقدية جديدة، مملوءة بالفرحة والبهجة التي تطفئ تعب الانتظار، ويحلم الأطفال من قبل حلول العيد، بمنحة الأب، وفي أي طريق ينفقونها، في شراء الحلوى، أو اللعب، أو إحدى الوجبات خلال التنزه العائلي.

العيدية، عادة، في بلدان العالم العربي، في دول الخليج ومصر هي القيمة المالية التي يمنحها الأب لأطفاله، أو كبير العائلة إلى أطفال العائلة كلها، ومع تطور الأوضاع الاقتصادية، اقتصرت العيدية على أطفال الأسرة الواحدة من الأب في أغلب الأحوال، لكن يقف وراء الأطفال، زوجات ينتظرن العيدية مثلهم، لكن العيدية تختلف في هذه الحالة، من بلد لآخر، ففي دول الخليج العربي قد تكون ورقة مالية كبيرة، وقد تصل إلى قطعة ذهب، أو ألماس، أو ربما سيارة، وكل بحسب استطاعته، والجميع يتقبلها بابتسامة رضا، ودعوات بدوامها، ودوام معطيها.الورد وحده لا يكفي في العيد، فقد تكون العيدية، أو «الكبيرة» كما يسمونها في ليبيا، أوفر حظاً للمرأة في العيد، لتقر أعين الزوجات، ويشعرن باهتمام الأزواج بهن، مثل الاهتمام بالأطفال، فالكل يبحث عن الفرحة في العيد.

وفي بلاد المغرب العربي الشقيقة، تسمى العيدية «حق الملح»، من المصطلح الدارج هناك «الملح والعشرة»، الذي يعد بمثابة تكريم من الزوج لزوجته على اعتنائها به خلال شهر رمضان، وتحملها مذاق ملوحة الملح خلال الصيام، لضبطه في الطعام لأسرتها، لذلك، تنتظر الزوجة بعد تنظيف البيت وتبخيره، عودة زوجها من صلاة العيد، وإفطاره، فلا يعود كأس الماء أو الشاي «الأتاي»، إلا وبه قطعة ذهبية، أو فضية، إكراماً للزوجة في العيد، فتفرح مثل فرحة الأطفال، لأن المرأة مهما بلغت من ثراء، تنتظر دوماً اهتمام زوجها بها، بعطائه، ولو في الأعياد.

و«حق الملح» واحدة من العادات المتوارثة في تونس والجزائر والمغرب، ويحرص الكثيرون على إحيائها، باعتبارها ميراث الأجداد، رغم أن البعض يتجاهلها أيضاً، في ظل المتغيرات الاقتصادية، كغيرها من المظاهر التراثية الأخرى.

وتطالب النساء في دول العالم الإسلامي بضرورة أن تكون تلك العادة المغاربية موجودة، من «حق الملح»، أو «العيدية»، ليكون لهن نصيب أيضاً من فرحة العيد والشعور باهتمام الزوج، الأب، بأولاده، وعائلته، وزوجته أيضاً، و«عساكم من عواده».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"