عيد الفطر

00:34 صباحا
قراءة دقيقتين
سالم-االشويهي

د. سالم بن ارحمه الشويهي

قال الله تعالى: «وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا»، قال ابن عبّاس: منسكاً أي: عيداً. وفي الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها قالت: «دخل علَيّ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، وعندي جاريتان تضربان بدفّيْـنِ وتغنيان بغناء بُعَاث، وذلك في يوم عيد فاضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفراش، وحوّل وجهه وتسجّى بثوبه، فدخل أَبو بكر رضي الله عنه فانتهرهما وقال: أَمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فكشف رسول اللهِ عن وجهه وقال: دعهما يا أبا بكر، فإنها أَيام عيد»، «إن لكلّ قوم عيداً وهذا عيدنَا».

ومن مشاهد السرور بالعيد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ما فعله الْحَبَشَة، كما في الصحيح؛ حيث اجتمعوا فِي المسجد يلعبون بالحراب، واجتمع معهم الصبيان حتى علت أصواتهم، فإظهار السرور في الأعياد من شعائر الدين؛ بل إن مقدار فرحك بالعيد، هو مؤشر على مدى التزامك بتعاليمه قال المولى الجليل: «وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ»، فأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إذا فازوا بإكمال طاعتهم، «قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا». وشرع الله لنا أن نفرح بعيدنا، ونكبر شكراً على تمام العبادة، فقال الله في ثنايا آيات الصيام: «وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ».

ويبدأ التكبير من غروب شمس آَخر يوم من رمضان وينتهي بخروج الإمام لصلاة العيد؛ وللتكبير أثر كبير في طمأنينة النفس فيعلمنا التكبير أن نفرح وألا نحزن.

كيف نشكو علّة والله أكبر؟ الله أكبر

عندها الأحزانُ في الأعماق تصغُر

الله أكبر، كل قلبٍ بعد كسرٍ سوف يُجبر

«اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلهَ إلَّا اللهُ. واللهُ أَكْبَرَ، اللهُ أَكْبَرَ، ولِلَّه اَلْحمْدُ». هذه من صيغ التكبير الواردة عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم ويسن جهر الرجال به في المساجد والأسواق والطرقات والبيوت وأدبار الصلوات إعلاناً بتعظيم الله وإظهاراً لعبادته وشكره.

الله أكبر قولوها بلا وجل وزينوا القلب من مغزى معانيها

الله أكبر ما أحلى النِداء بها كأنه الرِي في الأرواح يُحيها

وَقَدْ أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى تَحْرِيمِ صَوْمِ يوم العيد بِكُلِّ حَالٍ، إذ العيد شُرع للفرح ولا بهجة كاملة لمن شَهد العيد وهو صائم. ومن السنة أَنْ يَأْكُلَ فيِ عيدِ الْفِطْرِ تَمَرَاتٍ قَبْلَ أَنْ يَذْهَبَ لِصَلاةِ الْعِيدِ؛ فقد

كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لا يَغدو يومَ الفِطرِ حتَّى يأكلَ تَمراتٍ، ويأكلُهُنَّ وِتراً«.

وتشرع صلاة العيد بعد طلوع الشمس وارتفاعها، بلا أذان ولا إقامة، وهي ركعتان؛ يُكَبِّرُ فِي الْأُولَى سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ، وفي الثانية خمس تكبيرات، قال مِخْنَفُ بْنِ سُلَيْمٍ رضي الله عنه:»خُرُوجُ يَوْمِ الْفِطْرِ يَعْدِلُ عُمْرَةً«، أي: الخروج لصلاة عيد الفطر أجره وثوابه يعدل عمره فلا ينبغي تفويتها.

وفي العيد تَتصافَى القلوبُ وتتصافَح الأيدي ويَتبادَل الجميعُ التَّهانِيَ.

كان أصحابُ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا الْتَقَوْا يومَ العيدِ يقولُ بعضهم لبعضٍ: تَقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنكم»، فالتَّهْنِئَةُ بالعيد مما يزرع الود في قلوب الناس.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"