عادي

«فلسفة الولاء».. نظرية جديدة للضمير

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين
2001

القاهرة: «الخليج»

يعتبر الفيلسوف الأمريكي جوزايا رويس (1855 – 1916) أن الولاء محور الفضائل كلها، روح الأخلاق العاقلة، ويبدأ كتاب «فلسفة الولاء» لرويس ترجمة أحمد الأنصاري، بعرض لطبيعة الولاء وتوضيح لمدى حاجة الإنسان إليه، وبمحاولة بيان أساس الحياة الأخلاقية وطبيعة القانون الخلقي ومدى الحاجة لمعايير أخلاقية جديدة ترتبط بالحياة العملية، وإلى اكتشاف المعاني الحقيقية للأخلاق التقليدية القديمة.

يعرف رويس «الولاء» بأنه التفاني الإرادي العملي المستمر من قبل فرد ما تجاه قضية معينة، يعرف منها ما ينبغي أن يكون، وما ينبغي أن يقوم به من الأفعال، ولابد أن تتصف هذه القضية بالذاتية والموضوعية، وتضم أكبر عدد من الأفراد في رابطة واحدة، والولاء ضروري لأنه يقضي على حالة التردد والحيرة الأخلاقية، ويحقق به الفرد الخير لنفسه، لأنه يكمن في معرفة الفرد لواجبه، ومثله الأعلى في الحياة فالفرد لا يستمد خيره من الخارج ولا يعرف واجبه منه، ودائما ما يلجأ إلى الداخل لاستشارة إرادته العاقلة.

يرى جوزايا رويس أن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي ولا يحيا من دون العواطف الاجتماعية والوجود مع الآخرين، الأمر الذي يتطلب منه دائما التضحية في سبيل هؤلاء الآخرين، ويقوم الولاء بالتأكيد على أهمية تلك التضحية، ولوجودها ومن خلالها يحقق الأنا أعلى درجات إعلاء الذات.

يشير رويس إلى أننا بوصفنا كائنات اجتماعية نحتاج إلى قضايا تستحق الولاء، لأنه يقدم حلاً لأصعب مشكلاتنا الاجتماعية وإجابة عن لماذا نحيا هنا؟ ولماذا نفعل الخير؟ وما الحاجة لوجودنا؟ ولا تتعارض روح الولاء مع الاستقلال الأخلاقي للفرد، يقول أنصار المذهب الفردي في الأخلاق إن الولاء سبب الكوارث الإنسانية، واستغله الطغاة للسيطرة على شعوبهم، ويتعارض مع حرية الفكر والاستقلال الخلقي، ويستطيع الإنسان أن يعتمد على النور الفطري الداخلي لمعرفة واجبه والشعور بالسكينة، ولا حاجة للولاء.

يرد رويس على هذه الانتقادات بشرح لولاء الساموراي الياباني، حيث لا يتعارض شعوره بالولاء مع إحساسه بكرامته وكيانه الخاص، ولا يتعارض ولاؤه مع وحدة الأمة، ويرى أن الأخلاق الفردية لا تستقيم إلا بالولاء، فكل غاية فردية، لا يتم الولاء لها، يفشل الفرد في تحقيقها، وإذا كانت الأخلاق الفردية ترى أن خير الفرد في السعادة فإنها تحتاج إلى النظام الاجتماعي لمعرفة طريق السعادة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"