مؤتمر موزّعي الكتب في الشارقة

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

العنصر الأبرز في حقيبة العمل الثقافي في الشارقة خلال هذا العام والعام الماضي، هو قطاع النشر وصناعة الكتاب محلياً وعربياً وعالمياً، و«العالمي» في النشر بات هاجساً ملحوظاً في الشارقة، سواء من عتبات معرض الشارقة الدولي للكتاب، أو من خلال أداء هيئة الشارقة للكتاب، أو من خلال النشاط الدولي في قضية النشر أيضاً، وهي قضية حيوية يتولّاها الاتحاد الدولي للناشرين برئاسة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، وبخاصة في القارة الإفريقية، كما ذكرت ذلك مباشرة في مقال سابق.
اليوم نحن أمام حدث دولي أيضاً يتصل بالنشر هو الأول من نوعه عالمياً، فالشارقة تستضيف في يومي 15 و16 مايو المقبل «مؤتمر موزّعي الكتب»، وتنظمه هيئة الشارقة للكتاب في المنطقة الحرّة لمدينة الشارقة للنشر، وتلتقي في المؤتمر نخب متخصصة في هذا القطاع الثقافي بالدرجة الأولى. فصناعة الكتاب هي صناعة لثقافة الأمل والحياة والجمال، وتأتي أهمية المؤتمر من أهمية تنوّع وحيوية المنطقة التي يغطيها (الشرق الأوسط، وجنوب آسيا، وإفريقيا)، فنحن إذاً في قلب أفق دولي يقارب ثلث العالم، وربما أكثر، في إطار ثقافي تلتقي فيه خبرات ورؤى وأفكار وراءها تجارب قديمة وجديدة في مجال النشر.
المؤتمر أيضاً يستقطب 200 شخصية ذات صلة مباشرة بنشر الكتاب وتوزيعه وانتقالاته في العالم، وبيعه، سواء في معارض الكتب أو في المكتبات أو في المنصات المكتبية الأرضية والإلكترونية، ومن المؤكد أن هذه الشخصيات العالمية المتخصصة ستأتي إلى الشارقة بأفكار ومقترحات، وربما تحمل أيضاً مبادرات ومشاريع تجد طريقها إلى التنفيذ هنا في الإمارات، وتوفر لها هيئة الشارقة للكتاب والمنطقة الحرّة لمدينة الشارقة للنشر، امتيازات عملية لإنجاح أي مبادرة، وأي مشروع مقترح ومدروس بصيغ إدارية مهنية. 
وقت انعقاد المؤتمر يحمل أيضاً دلالة ثقافية مستقبلية محورها الكتاب، فالمنتصف من مايو يتزامن مع مهرجان الشارقة القرائي للطفل (الدورة 13)، وكل متابع أو مراقب ثقافي حرفي يعتقد واقعياً وليس مجازياً أو شعرياً، أن مستقبل الإنسانية في طفولتها أو في كينونة الطفل الذي إذا توفّرت له ثقافة صحية قائمة على كتاب نظيف، فإنه سيكون الإنسان المستقبلي الذي يعوّل عليه عند الحديث عن قيم الخير والمحبة والعدل والتسامح، وغيرها من ترتيبات وأخلاقيات تنظيف البشرية من العنف والتطرف والرعب الفكري الذي يهدّد سلام العالم.
«مؤتمر موزّعي الكتب» في منتصف مايو في الشارقة، له مقدّمات بعد انعقاده للمرة الأولى، وبعد هذه المراحل والانتقالات في مشروع الشارقة الثقافي. فعلى أكثر من أربعة عقود، أصبح معرض الشارقة الدولي للكتاب مؤسسة ثقافية معرفية ونشرية على مستوى محلي وإقليمي ودولي، ومن صلب المعرض وعلى هوامشه، من عام إلى آخر، أصبحت مسألة النشر وصناعة الكتاب وحقوق المؤلف، وآليات التوزيع مسألة ثقافية متداولة من عام إلى آخر، وبمشاركات دولية من ناشرين كبار في الوطن العربي وفي العالم.
سبق «مؤتمر موزّعي الكتب» مؤتمران انتظما زمنياً ومهنياً في الشارقة هما «مؤتمر الناشرين»، و«ومؤتمر المكتبات»، إلى جانب البيئة التكريمية السنوية التي وجدها ناشرو العالم في الشارقة وفي مشروعها الثقافي الحضاري قبل وبعد أي شيء.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"