عادي
دراسة دولية لهيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة

%21 من الزواحف مهددة بالانقراض عالمياً

00:09 صباحا
قراءة 4 دقائق
الوزغة ورقية الأصابع الإماراتية
السحلية المصرية شوكية الذيل (الضب)

أوضحت دراسة حديثة شاملة عن الزواحف في العالم، أعدتها ونفذتها هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، بالتعاون والتنسيق مع عدد من الهيئات والمؤسسات العالمية المختصة في عالم البيئة والحفاظ عليها وصون التنوع الحيوي، (نيتشر سيرف، الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، ومنظمة الحفاظ على البيئة العالمية)، أن جهود الحفاظ على الحيوانات الأخرى ساعدت في حماية العديد من أنواع الزواحف. ونشرت الدراسة في مجلة «Nature».

وتضمنت الدراسة تحليلاً لأول تقييم شامل لمخاطر انقراض الزواحف في القائمة الحمراء، والتي وجدت أن 21٪ على الأقل من جميع أنواع الزواحف على مستوى العالم مهددة بالانقراض.

وحلل فريق متخصص وكبير من 24 دولة، احتياجات الحفاظ على 10196 نوعاً من الزواحف، مقارنة بالثدييات والطيور والبرمائيات، وشملت الزواحف في الدراسة السلاحف والتماسيح والسحالي والثعابين والتواتارا، وهي العضو الحي الوحيد من سلالة تطورت في العصر الترياسي منذ حوالي 200-250 مليون سنة.

قالت هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة:«مثل هذا التقييم الشامل والدراسة الجديدة المهمة يزيد من فهمنا لحالة حفظ أنواع الزواحف التي تم تقييمها حتى الآن، حيث إنه يسلط الضوء على أهمية تحديد مناطق التنوع البيولوجي الرئيسية، وتوفير الحماية للكائنات التي توجد خارج المناطق المحمية الحالية والنظام البيئي الهش الذي تعيش فيه قبل أن تخسرها الطبيعة بسبب التنمية، كما أن الدراسة لم تتجاهل أنواع الزواحف المتنوعة في المناطق القاحلة، التي تكيفت بشكل مثالي مع الظروف البيئية القاسية، وغالباً ما تكون ممثلة بشكل ضعيف في برامج الحفظ، حيث تم أخذها بعين الاعتبار وكانت جزءاً من الدراسة».

زواحف مسجلة

قال جوهانس إلس، أخصائي الزواحف البرية في هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة:«يوجد في الإمارات 60 نوعاً من الزواحف الأرضية مسجلة حتى الآن داخل أراضيها، بما في ذلك الجزر البحرية، وتعد الوزغة ورقية الأصابع الإماراتية أحد الأنواع المستوطنة في الدولة، و13 نوعاً مستوطنة في سلسلة جبال الحجر و20 نوعاً مستوطنة في شبه الجزيرة العربية». وأشار إلى أن غالبية الزواحف الأرضية في الإمارات، المنتشرة على نطاق واسع، توجد داخل منطقة محمية واحدة أو أكثر، باستثناء بعض الأنواع المتوزعة في نطاقات محدودة خارج المحميات.

ولفت إلس إلى أن حالة القائمة الحمراء التي وضعها الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) للزواحف الأرضية في الإمارات تظهر بأن ثلاثة أنواع معرضة لخطر الانقراض بشكل حرج، وستة أنواع معرضة للخطر.

الجهود المبذولة

كشفت الدراسة الجديدة أن الجهود المبذولة للحفاظ على الثدييات والطيور والبرمائيات المهددة من المرجح أن تعود بالنفع على العديد من الزواحف المهددة بالانقراض، على الرغم من أن الزواحف معروفة جيداً بأنها تعيش في الموائل القاحلة مثل الصحاري والأراضي العشبية، إلّا أن معظم أنواع الزواحف توجد في الغابات، حيث تعاني ومجموعات الفقاريات الأخرى التهديدات، مثل قطع الأشجار وتحويل الغابات إلى أراضي زراعية، كما وجدت الدراسة أن 30٪ من الزواحف التي تعيش في الغابات معرضة لخطر الانقراض، مقارنة ب 14٪ من الزواحف في الموائل القاحلة.

قال د. بروس يونج، الرئيس المشارك للدراسة، رئيس خبراء الحيوان وكبير علماء الحفظ في «نيتشر سيرف»:«فوجئت بالدرجة التي يمكن أن تعمل بها الثدييات والطيور والبرمائيات معاً كبديل للزواحف، فمثل هذه الأخبار جيدة لأن الجهود المكثفة لحماية الحيوانات المعروفة ساهمت على الأرجح في حماية العديد من الزواحف، وحماية الموائل ضرورية للحفاظ على الزواحف والفقاريات الأخرى من التهديدات، مثل الأنشطة الزراعية والتنمية الحضرية».

ولفت يونج إلى أن الدراسة سلطت الضوء أيضاً على ما قد نخسره إذا فشلنا في حماية الزواحف، فإذا انقرض كل واحد من 1829 من الزواحف المهددة بالانقراض، فسنخسر 15.6 مليار سنة من التاريخ التطوري، بما في ذلك موائل لا حصر لها للكائنات الحية في بيئات متنوعة.

ومن جانبه، قال نيل كوكس، الرئيس المشارك في الدراسة، مدير وحدة تقييم التنوع البيولوجي الدولي في الاتحاد الدولي لصون الطبيعة:«تشير نتائج التقييم العالمي للزواحف إلى الحاجة إلى تكثيف الجهود العالمية للحفاظ عليها، ونظراً لأن الزواحف متنوعة جداً، فإنها تواجه مجموعة واسعة من التهديدات في مجموعة متنوعة من الموائل، وبالتالي من الضروري وجود خطة عمل متعددة الأوجه لحماية هذه الأنواع، بكل التاريخ التطوري الذي تمثله».

تدابير الحفظ

لاحظ الباحثون أن تدابير الحفظ العاجلة والموجهة لا تزال ضرورية لحماية بعض أنواع الزواحف الأكثر عرضة للخطر، خصوصاً السحالي المستوطنة في الجزر والمهددة من قبل الحيوانات المفترسة وتلك التي تتأثر بشكل مباشر أكثر من قبل البشر، فعلى سبيل المثال، الصيد، وليس تعديل الموائل، وهو التهديد الرئيسي للسلاحف والتماسيح، والتي تم تصنيف نصفها معرض لخطر الانقراض.

خطوة رئيسية

أوضح أوبراين، الرئيس والمدير التنفيذي في«نيتشر سيرف»: يتيح لنا تحليل التقييم العالمي الأول للزواحف تحديد الأماكن التي تحتاج فيها الزواحف إلى أكبر قدر من المساعدة، ويكون بمثابة خطوة رئيسية لمواجهة أزمة الانقراض العالمية.، لافتاً إلى أنه تم تعيين أكثر من 900 عالم للمساهمة في تقييمات القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة ؛ وقد ساعدت النتائج في إثراء هذا التحليل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"