عادي
اجتماع طارئ بين «المركزي» والبنوك

الصين تبحث حماية الأصول الأجنبية من أي عقوبات أمريكية

15:20 مساء
قراءة 3 دقائق
يقفون أمام لافتة لمنتجع يونيفرسال بكين بعد إغلاقه وسط تفشي مرض فيروس كورونا خلال عطلة عيد العمال في بكين (رويترز)

وزارة المالية الصينية: الحكومة في حالة تأهب بعد تجميد أصول المركزي الروسي

الطلب من المصرفيين أفكاراً لحماية أصول خارجية ب 3.2 تريليون دولار

عقد المنظمون الصينيون اجتماعاً طارئاً مع البنوك المحلية والأجنبية لمناقشة كيف يمكنهم حماية الأصول الخارجية للبلاد من العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة على غرار تلك المفروضة على روسيا لغزوها أوكرانيا، وفقاً لما نقلته «فاينانشال تايمز» عن مطلعين على المناقشة.

ويشعر المسؤولون بالقلق من إمكانية اتخاذ نفس الإجراءات ضد بكين في حالة نشوب صراع عسكري إقليمي أو أزمة أخرى.

وحافظت إدارة الرئيس شي جين بينغ على دعمها القوي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على طوال الأزمة مع أوكرانيا، لكن البنوك والشركات الصينية تظل حذرة من التعامل في أي أعمال مع كيانات روسية قد تؤدي إلى فرض عقوبات أمريكية.

وقالت المصادر إن المؤتمر الداخلي، الذي عقد في 22 إبريل/نيسان، ضم مسؤولين من البنك المركزي الصيني (بنك الشعب) ووزارة المالية، إضافة إلى مديرين تنفيذيين من عشرات المقرضين المحليين والدوليين بينهم «إتش إس بي سي».

تأهب

وفقاً ل «فاينانشال تايمز»، قالت وزارة المالية إنه تم تمثيل كافة البنوك الأجنبية والمحلية الكبيرة العاملة في الصين. وأن الاجتماع بدأ بتصريحات من مسؤول رفيع في الوزارة قال إن الحكومة الصينية وضعت في حالة تأهب بسبب قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على تجميد الأصول الدولارية للبنك المركزي الروسي.

لم يذكر المسؤولون والحضور سيناريوهات محددة، لكن «فاينانشال تايمز» ألمحت إلى غزو محتمل صيني لتايوان.

وقال أحد الأشخاص الذين تم إطلاعهم على الاجتماع: «إذا هاجمت الصين تايوان، فإن فصل الاقتصادات الصينية والغربية سيكون أشد بكثير من روسيا، لأن البصمة الاقتصادية للصين تمس كل جزء من العالم».

وقال أندرو كوليير، العضو المنتدب لشركة أورينت كابيتال ريسيرش في هونغ كونغ، إن الحكومة الصينية كانت محقة في القلق، لأن لديها عدد قليل جداً من البدائل والعواقب المالية الأمريكية ستكون كارثية.

الأصول

كبار المنظمين، بما في ذلك يي هويمان، رئيس لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية، وشياو جانغ، الذي ترأس لجنة الأوراق المالية والبورصات من 2013 إلى 2016، طلبوا من المصرفيين الحاضرين ما يمكن فعله لحماية الأصول الخارجية للبلاد، لاسيما أصولها البالغة 3.2 تريليون دولار. (4.5 تريليون دولار) من الاحتياطيات الأجنبية.

تتراوح حيازات الصين الضخمة المقومة بالدولار من أكثر من تريليون دولار من سندات الخزانة الأمريكية إلى مباني المكاتب في نيويورك. مجموعة داجيا للتأمين المملوكة للدولة، على سبيل المثال، تمتلك والدورف أستوريا نيويورك.

وقال شخص آخر تم إطلاعه على الاجتماع: «لا يمكن لأي شخص في الموقع التفكير في حل جيد للمشكلة، النظام المصرفي الصيني غير مستعد لتجميد أصوله الدولارية أو استبعاده من نظام سويفت كما تم جزئياً مع روسيا».

واقترح بعض المصرفيين أن البنك المركزي قد يطلب من المصدرين تبادل جميع عائداتهم من النقد الأجنبي مقابل اليوان لزيادة حيازاته من الدولارات المحلية. ويُسمح للمصدرين حالياً بالاحتفاظ بجزء من أرباحهم من العملات الأجنبية لاستخدامها في المستقبل.

السفر

واقترح آخرون إجراء خفض «كبير» في حصة ال 50 ألف دولار التي يُسمح للمواطنين الصينيين بشرائها كل عام للسفر في الخارج والتعليم والمشتريات الخارجية الأخرى.

عندما سأل أحد المسؤولين المصرفيين الصينيين عما إذا كان بإمكانهم التنويع إلى المزيد من الين أو الأصول المدعومة باليورو، أجابوا بأن الفكرة ليست عملية.

غير أن بعض المصرفيين شككوا فيما إذا كانت واشنطن قادرة على تحمل قطع العلاقات الاقتصادية مع الصين بالنظر إلى وضعها كثاني أكبر اقتصاد في العالم، وممتلكاتها الضخمة من الأصول الدولارية والعلاقة التجارية الوثيقة مع الولايات المتحدة.

ووافق كوليير على ذلك بقوله: «من الصعب على الولايات المتحدة أن تفرض عقوبات شديدة على الصين.. إنه مثل الدمار المؤكد المتبادل في حرب نووية». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"