عادي
يتبنى مواهب كوميدية جديدة ويتمسك بنجومه

«الكبير أوي 6».. مسلسل عملاق دون إسفاف أو ملل

23:25 مساء
قراءة 3 دقائق
مشهد من المسلسل
رحمة أحمد في دور «مربوحة»

الشارقة: مها عادل

امتداد أي عمل درامي إلى أجزاء تُذاع على مدى سنوات طويلة تحدٍّ كبير لصنّاعه، فالرهان على نجاح الجزء الأول أو الثاني قد يسحب من نجاح الأجزاء التالية، وتبدو صورة ممسوخة مكررة تقع في فخ التكرار أو التطويل والملل، خاصة مع انسحاب أبطال المسلسل الرئيسيين وعدم قدرتهم على العمل في الأجزاء التالية، فيتم استبدال آخرين بهم لاستكمال أدوارهم، الأمر الذي يفقد المسلسل رونقه وجاذبيته.

نجاح مبهر

لكن يبدو أن مسلسل «الكبير أوي» نجا من هذا التحدي، فرغم أنه يطل على شاشاتنا في رمضان هذا العام بجزئه السادس، إلا أنه حافظ على قدر مبهر من النجاح، وقدم نموذجاً استثنائياً في القدرة على الاستمرار والحفاظ على روح المسلسل، من خلال الحفاظ على ملامح الشخصيات الرئيسية، والقدرة على الإضحاك وجذب المشاهدين بأفكار متنوعة وحبكة درامية متجددة في كل حلقة، والمدهش أنه حقق هذا النجاح الملحوظ رغم غياب ركن أساسي من عناصر نجاح العمل في أجزائه السابقة، وهو بطلة العمل الفنانة دنيا سمير غانم، التي لم تتمكن من المشاركة بالمسلسل. ولكن صناع العمل قدموا عذراً بارعاً لغياب نجمة العمل بطريقة تجعلها قادرة على الظهور مجدداً في أجزاء تالية لو سمحت الظروف.

صناع المسلسل ملئوا الفراغ الذي تركته دنيا بموهبة كوميدية شابة كانت مفاجأة هذا الجزء من المسلسل، هي الفنانة رحمة أحمد، التي أثارت ضجة على مواقع «السوشيال ميديا»، وتحولت إلى «ترند» فور ظهورها؛ بسبب قدراتها الكوميدية الهائلة، وتلقائيتها في الأداء، وهذا في حد ذاته يمثل محافظة على واحد من أهم عناصر التميز المشهود بها لهذا المسلسل منذ بدايته، وهو حرصه وقدرته على اكتشاف مواهب جديدة بمجال الكوميديا، وتقديمها بمساحة أدوار تبرز موهبتها وإمكاناتها؛ حيث انضمت رحمة أحمد التي لعبت دور «مربوحة» لعدد كبير من الممثلين الذين صنعوا شهرتهم عقب تقديمهم في هذا المسلسل في أجزائه السابقة، مثل بيومي فؤاد (الدكتور ربيع)، هشام إسماعيل (فزاع)، محمد سلام (هجرس)، وغيرهم. ونجح الفنان الشاب مصطفى غريب، في خطف الأنظار نحوه، في المسلسل من خلال دور «العترة» ابن «الكبير» خلال أحداث العمل.

بقاء النجوم

نجح المسلسل هذا العام في الحفاظ على كثير من أبطاله الرئيسيين، ومشاركة نفس الممثلين الذين ارتبط بهم المشاهد عبر سنوات طويلة، رغم انتشارهم بالوقت الحالي ونجوميتهم، ولكنهم ظلوا يفضلون البقاء في تقديم البطولة الجماعية في المسلسل الذي يقوم فعلاً على العمل الجماعي، ويمنح كلاً منهم مساحته للإبداع والظهور، رغم أن بطله الفنان أحمد مكي «يقوم بدور 3 إخوة في المسلسل بثلاث شخصيات مختلفة هي: «الكبير»، «جوني»، و«حزلقوم»، ويقوم بالأداء ببراعة تامة تحافظ على خصوصية كل شخصية وملامحها الكوميدية الخاصة بها، وظهر مكي بصورة أكثر حنكة ونضجاً في أداء الشخصيات الثلاث. ونجح المخرج أحمد الجندي في الحفاظ على إيقاع محكم للمسلسل، من دون تطويل أو ملل، وحافظ على روح المسلسل التي تقوم على الكوميديا المتفجرة من المواقف الكاريكاتورية وليس فقط من الإيفيهات اللفظية.

وكما تعودنا من صناع المسلسل في الأجزاء السابقة حرص «الكبير أوي 6» على تقديم حلقات مميزة مستوحاة من اهتمامات الناس وحياتهم اليومية، وإعادة تجسيد بعض الأعمال الشهيرة، عبر نمط المحاكاة الساخرة «comedy parody»؛ حيث تناولت بعض الحلقات التي حققت أعلى نسب في المشاهدة محاكاة للمسلسل الكوري الشهير «لعبة الحبار» في قالب ممتع وجذاب وفكاهي.

المشاهدة للجميع

ومن أكثر عوامل النجاح بالمسلسل أيضاً قدرته على مخاطبة وإمتاع كل أفراد الأسرة بمختلف أعمارهم واهتماماتهم، تحت شعار «المشاهدة للجميع»، فلا توجد إيفيهات خارجة أو تلميحات غير لائقة أو مشاهد مبتذلة من أجل استدرار الضحك، ويهتم المسلسل بالكوميديا التي تفجّر الضحك من المواقف الإنسانية، ورغم أن المسلسل عمره 6 سنوات، إلا إنه أثبت أنه بعيد عن الإسفاف والاستخفاف بالمشاهد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"