عادي
أكد أنه لن يشتري كل العملة المشفرة مقابل 25 دولاراً

بافيت: «وول ستريت» صالة قمار.. و«بيتكوين» لا تساوي شيئاً

16:50 مساء
قراءة 3 دقائق

إعداد: هشام مدخنة

رغم اكتسابها قبولاً ثابتاً في عالم التمويل والاستثمار التقليدي خلال السنوات الأخيرة، لا تزال عملة «بيتكوين» والعملات المشفرة الأخرى، موضع شك كبير في عقلية الملياردير والمستثمر الأشهر، وارن بافيت، الذي يتمسك بموقفه غير الداعم لها، ولا يشتريها.

سحر «بيتكوين»

عاد بافيت وأكد في اجتماع «بيركشاير هاثاواي» السنوي للمساهمين، أمس الاثنين، أن «بيتكوين» ليست أصلاً مثمراً ولا تُنتج أي شيء ملموس. قائلاً: «لا أعلم إن كانت سترتفع أو تنخفض في العام المقبل، أو في الأعوام الخمسة أو العشرة المقبلة. لكن الشيء الوحيد الذي أنا على يقين منه تماماً، هو أن العملة المشفرة لا تنتج أي شيء. إنها تتمتع بالسحر، وقد ربط الناس السحر بالعديد من الأشياء في حياتهم».

وشرح بافيت سبب عدم رؤيته للقيمة في عملة «بيتكوين»، مقارناً إياها بالأشياء التي تولد أنواعاً أخرى من القيمة. وقال: «مقابل 25 مليار دولار يمكنك امتلاك 1% في جميع الأراضي الزراعية في الولايات المتحدة. وإذا قدمت لي 1% من جميع المنازل السكنية في الدولة وتريد 25 مليار دولار أخرى، سأكتب لك شيكاً بالمبلغ بعد ظهر اليوم، الأمر بسيط للغاية. لكن إذا أخبرتني أنك تمتلك كل عملة البيتكوين في العالم وعرضتها عليّ مقابل 25 دولاراً، فلن آخذها لأنني ماذا سأفعل بها؟ يجب أن أعيد بيعها إليك، بطريقة أو بأخرى، فهي لن تفعل أي شيء. في حين ستنتج الشقق إيجارات وستنتج المزارع الطعام».

مضيفاً: «لكي تكون للأصول قيمة، عليها أن تقدم شيئاً ما لشخص ما، وهناك عملة واحدة فقط مقبولة في هذه الحالة. يمكننا طرح عملات «بيركشاير» الخاصة بنا، ولكن في النهاية هذا هو المال، مشيراً إلى ورقة بقيمة 20 دولاراً بين يديه، وليس هناك سبب في العالم يجعل حكومة الولايات المتحدة تسمح لأموال بيركشاير وغيرها، بأن تحل محل أموالهم.

ولطالما أدلى بافيت وتشارلي مونجر، نائب رئيس «بيركشاير هاثاواي»، بتعليقات معادية لعملة «بيتكوين» في الماضي. وضاعف مونجر هذا الشعور في الحدث الموسمي الأخير، حيث قال: «في حياتي، أحاول أن أتجنب الأشياء الغبية والشريرة والتي تجعلني أبدو سيئاً مقارنة بشخص آخر، و«البيتكوين» تفعل الثلاثة معاً. في المقام الأول، أنها غبية لأن قيمتها قد تصل إلى الصفر في أي لحظة، وشريرة لأنها تقوّض نظام الاحتياطي الفيدرالي، وتجعلنا نبدو حمقى مقارنة بالرئيس الصيني الذي كان ذكياً بما يكفي لحظر عملات بيتكوين في الصين».

صالة قمار

وفي معرض حديثه، انتقد الرئيس التنفيذي للمجموعة الاستثمارية الضخمة «وول ستريت» لتشجيعها سلوك المضاربة في سوق الأوراق المالية، وتحويلها فعلياً إلى «صالة قمار».

وتحدث بافيت، ذو ال 91 عاماً، مطولاً خلال اجتماعه السنوي للمساهمين عن أحد مواضيعه المفضلة للنقد، وهي «البنوك الاستثمارية» و«السمسرة». حيث قال: «تجني «وول ستريت» الأموال، بطريقة أو بأخرى، من خلال التقاط الفُتات الذي يسقط من طاولة الرأسمالية. إنهم لا يكسبون المال ما لم يفعل الناس الأشياء، ويحصلون على جزء منها. إنهم يجنون الكثير من المال عندما يقامر الناس أكثر مما يجنونه عندما يستثمرون».

وهنا أبدى بافيت حسرته من أن الشركات الأمريكية الكبيرة أصبحت «أوراق بوكر» للمضاربة في السوق. منتقداً الاستخدام المتزايد لخيارات الاتصال، أي شراء الأصول عن طريق الاتصال «Call Options»، وبأن السماسرة يجنون أموالاً من هذه الرهانات أكثر من الاستثمار البسيط.

اقتناص الفرص

ومع ذلك، يمكن أن تقوم الأسواق بأشياء مجنونة، وفي بعض الأحيان تمنح الاضطرابات بيركشاير فرصة لفعل شيء، بحسب بافيت الذي علّق بأن المجوعة أنفقت 41 مليار دولار على الأسهم في الربع الأول، وأطلقت العنان لمخزون الشركة من السيولة بعد فترة هدوء طويلة. وقد ذهب نحو 7 مليارات دولار من هذا المبلغ لاقتناص أسهم في شركة أوكسيدنتال، ما رفع حصتها إلى أكثر من 14% من أسهم منتجي النفط.

ويتمتع وارن بافيت بتاريخ طويل من السخرية من المصرفيين الاستثماريين ومؤسساتهم، قائلاً إنهم يشجعون عمليات الاندماج والشركات الفرعية لجني الرسوم، بدلاً من تحسين الشركات. وعادة ما يتجنبهم في عمليات الاستحواذ التي يقوم بها، واصفاً إياهم بأنهم «متلاعبو الأموال باهظو الثمن».

وأشار بافيت إلى أن بيركشاير ستكون دائماً غنية بالنقد، وفي أوقات الحاجة، ستكون أفضل من البنوك في مد خطوط الائتمان إلى الشركات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"