عيدكم مبارك

عيدكم مبارك.. وتقبل الله صيامكم وقيامكم وسائر عباداتكم، وغفر لنا ولكم ومنَّ علينا برضاه وعفوه وبركته ورزقنا وإياكم خير الجزاء.
ها هو رمضان يغادرنا، كما جاء خفيفاً مباركاً، جمعنا تحت ظلال نفحات أيامه المباركة، أحيا همتنا، وخفف من ذنوبنا، ومنحنا الهدوء والسكينة والرضا، أسبغ علينا ببركة من الله عطايا لا تحصى، وفرصاً للخير لا تنتهي، وروحانية تغسل القلب والروح وتحيي الأمل.
بعيداً عن طريقة احتفاء أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة بقدوم هذا الشهر وختامه وأيام عيده، لا بد من ذكر مبادرات ومواقف لها مغزاها وقيمتها وهدفها، يتكرر بعضها ويبتكر بعضها الآخر خصيصاً للاحتفاء بهذا الشهر الفضيل، فجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم التي تقام كل عام في شهر البركة احتفاءً بحفظة القرآن، تستمر كعلامة بارزة مضيئة تضيء ليالي الشهر بأعذب الأصوات الحافظة لكتاب الله الكريم، وما زالت العادة الكريمة التي يقوم بها أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حكام الإمارات، بالعفو وإطلاق سراح الكثير من السجناء تبركاً بقدوم شهر الخير، وابتكار مبادرة تتوافق وطبيعة الخير والبركة وقيمة هذا الشهر الكريم لتقديمها للإنسانية جمعاء في بقاع العالم ودوله، وكانت في هذه السنة مبادرة المليار وجبة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وشاركت فيها الكثير من الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال وأفراد المجتمع، لتصل حصيلتها إلى 600 مليون وجبه، وقدّم فيها رعاه الله، دعمه الشخصي بـ 400 مليون وجبة، ليكتمل الهدف المبارك في الشهر المبارك بمليار وجبه تعمّ المحتاجين في 50 دولة حول العالم، وجاءت مع ختام هذا الشهر الفضيل مبادرة دبي في تقدير وتكريم أئمة المساجد والخطباء والمؤذنين، الذين أكملوا 20 عاماً على رأس عملهم بمنحهم الإقامة الذهبية ومكرمة مالية، تقديراً لهم وعرفاناً بعطائهم وعملهم.
نستقبل العيد ونحن نقول جزى الله كل باغي خير خير الجزاء، وكل مبادر جزيل البركة، وكل منفق وجابر لعثرة وعسر، بدلاً خيراً مما أنفق وأعطى، وكل مساهم لتعم السكينة والطمأنينة في المجتمع، سكينة وغبطة، وكل منفق بالخير سراً، لا تعلم يمينه ما أنففت شماله، نماءً ورضاً من الله وقبولاً، ونكرر ونقول إن باغي الخير يعرف كيف يبتكر أساليب العطاء والخير والبذل في كل زمان ومكان.
عيد فطركم مبارك وأيامكم سعيدة، أعاده الله علينا أعواماً وأعواماً بالخير واليمن والبركات، وحفظ الله هذه البلاد وقادتها وأهلها والمقيمين على أرضها ومنّ عليهم بالأمن والأمان والسلام.