عيدنا جديد وسعيد

00:22 صباحا
قراءة دقيقتين

كل عام وأبناء الإمارات، والمقيمون على أرضها الطيبة بألف خير.

انتهى شهر رمضان المبارك، وها هو عيد الفطر السعيد، يحلّ علينا، وكان الشوق إلى رمضان هذا العام على أشدّه من الصائمين والعابدين، بعد سنتين من الحرمان عاشتهما البشرية جمعاء، بسبب جائحة «كورونا». وما زلنا نذكر حجم الوحشة التي انتابتنا خلال رمضان 2020، عندما ألغيت جميع مظاهر الحياة تقريباً، في محاولة لمنع انتشار الفيروس، حيث كان على أشدّه في تلك الأيام، وما تلاها من انفراجات في رمضان 2021، ثم إلى انفراجة شبه كاملة في رمضان 2022.

إزاء هذا التطور الذي عشناه، باتت حياتنا تقترب شيئاً فشيئاً من العودة إلى طبيعتها، وبدا ذلك واضحاً، بتخفيف القيود، فالواجب أن نوجه الشكر إلى كل من عمل وسهر وتعب، للجم هذا الفيروس الذي غيّر حياتنا، ليس لسنتين فقط، وإنما ستكون له تداعيات طويلة الأمد على الحياة، وطرائق العمل والتعايش والتواصل.

فيروس «كورونا»، أصاب نحو 513 مليوناً على مستوى العالم، وبلغ عدد الوَفَيات بسببه 6.2 مليون. فيما لا يزال نحو 40 مليوناً في العناية، بسبب تداعيات هذا الوباء.

هذه الأرقام مفزعة من الناحية الصحية، ولكن لها تداعيات معيشية على البشر أيضاً؛ وبحسب تقارير للبنك الدولي، فإن الجائحة أفضت إلى سقوط 88 مليوناً في براثن الفقر المدقع، وذلك الرقم مجرد قراءة أولية، وفي توقّع آخر، فإن هذا الرقم قد يرتفع إلى 115 مليوناً. وتتوقَّع مجموعة البنك الدولي أن تكون أكبر شريحة من «الفقراء الجدد» في جنوب آسيا، تليها مباشرة منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، والكثير من هؤلاء يشتغلون على الأرجح في قطاعات الخدمات غير الرسمية، والإنشاءات، والصناعات التحويلية، وهي القطاعات التي تأثَّر فيها النشاط الاقتصادي بشدّة، من جرّاء الإغلاقات العامة والقيود الأخرى على الحركة والانتقال.

وأخطر ما قد يلحقه أثر هذا الفيروس في الناس، ما أشار إليه البنك الدولي، من اضطرار بعض الأسر، بسبب الأحوال الاقتصادية، إلى اتخاذ قرارات صعبة بشأن إنفاقها، وتزداد هذه المخاوف بشأن معدلات تسرّب الطلاب من المدارس، لأن الكثير من الطلبة، لن يعودوا إلى منظومة التعليم، لأن هذا الأمر سيشكل عبئاً كبيراً على الأسر التي تضررت مواردها المالية، بسبب «كورونا».

كل هذا الحديث عن تداعيات «كورونا»، يردنا إلى أن نشكر الله على أننا مررنا بالجائحة، ونحن على أرض الإمارات الطيبة، لأن تداعيات هذا الفيروس كانت أكبر في كثير من الدول، إلا أن الإمارات اتخذت قرارها بأن تكون السند لكل مواطن ومقيم، فابتكرت وقدّمت كل ما من شأنه تخفيف وطأة الفيروس على أبناء الإمارات والمقيمين فيها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"