التهنئة أبلغ هذا العام

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

كل عام وأنتم بخير. لعله أصدق دعاء في التهنئة هذا العام بالذات، فلا أحد يعلم كيف سيكون العالم في رمضان المقبل. كل عام والعالم بخير، بحجره وبشره، بنباتاته وحيواناته. لا أحد يدري ما الذي سيجري. لم يكد العام يطل، حتى شبّت نار أوكرانيا. بالمناسبة: نطقها الصحيح: أوكرايينا، وتعني: التي تقع على الطرف، حتى لا نقول، المتطرفة.
انصرف القلم إلى الجناس، قال: ماذا يريد منا ثلاثي الكاف والراء والنون. كان الناس في كل مناسبة يقولون كل عام وأنتم بخير. من دون مقدمات، وقعت الواقعة في ووهان الصينية، فإذا صينية الفيروسات تنقلب على رأس الكوكب في القارات الخمس، فلا ينجو عرق أو جنس من الإنس. قيل إن الاقتصاد العالمي مني بخسائر تقدر بثلاثين ألف مليار دولار. أرقام أخطر من الأراقم.
قبيل إقلاع سنة 2022، بشّر المتفائلون البشرية، بأن الفيروسات التاجية حزمت حقائبها وقالت: إني راحلة، فرمى الناس خلفها سبعة أحجار. حتى أخبرُ خبراء الاستراتيجية، لم يكونوا ليتنبأوا بمخططات الجناس: فحين أوشكت الأرض أن تتخلص من ثقل ظل «كورونا»، اندلعت الحرب في أوكرانيا. الغريب هو أن ثلاثي الكاف والراء والنون لا ناقة له ولا جمل في جملة المجريات التي كانت السبب. لا يهم من الجار ومن المجرور، فما يجعل النوم يفر من الجفون، هو أن رفاق الشيوعية بالأمس، بعد افتتاحية وجيزة، وضعوا الأصابع على زناد النووي. في هذا العالم، لا تسأل عن حاتمية السخاء بالسلاح، خصوصاً عندما يكون للكريم المتفضل حلم يتوق إلى تحقيقه، يصير: «الغالي طلب الرخيص». ثم إن الذكاء لا تعوزه الحلول المتألقة، هكذا تغدو المساعدات المليارية تتدفق من الأموال المجمدة.
لا بد من إلقاء نظرة على مخزون المعاني في ثلاثي الكاف والراء والنون، في العربية، عسى أن تكتشف ما وراء هذه العدوانية إزاء العالم، في «كورونا» وأوكرانيا. «لسان العرب» يفيدنا بأن الكِران هو العود، الذي يعزف عليه، ومنه الكرينة، المغنية العازفة. قال القلم: تمنيت أن تكون الكرينة تعريباً لآلة النفخ «كلارينيت». هكذا نرى أن الثلاثي لا فيروس له ولا رصاصة في المخمصتين. لكن، في هذا العام الحرج عالمياً، على العقلاء أن يفكروا في أنجح درء للأخطار، ليكون العام خيراً وبرداً وسلاماً، بإذنه.
لزوم ما يلزم: النتيجة الاستباقية: العام كافٍ لإحداث ثورة زراعية ليل نهار بلا هوادة. الغذاء سلاح.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"