عادي

بعد رفض أتلتيكو الممر الشرفي لريال مدريد.. تعرف إلى أشهر «تحية للبطل»

12:45 مساء
قراءة 7 دقائق
أكثر ممر إذلالاً كان لجمهور أرسنال بعدما صفق فريقهم لفان بيرسي
أول ممر شرفي في كرة القدم عام 1955 للاعبي تشيلسي
لاعبو اليونايتد وسوانسي يحيون المدرب فيرجسون في آخر مباراة له بملعب أولد ترافورد
أشهر ممر شرفي حين صفق لاعبو برشلونة لريال مدريد في 2008
ممر شرفي لجمهور ويلز من مشجعي بلجيكا في يورو 2016
لاعبو الريال يصفقون للاعبي برشلونة
لاعبو تشيلسي يصفقون لرانيري مدرب ليستر السابق

إعداد: معن خليل
من مفارقات الدوري الإسباني لكرة القدم لهذا الموسم أن ريال مدريد سيخوض مباراته الأولى بعد تتويجه بلقب «الليجا» في مواجهة ابن مدينته ومنافسه التقليدي أتلتيكو مدريد، لذلك فإن السؤال الذي طرح، هل يقوم لاعبو أتلتيكو بإقامة ممر شرفي للفريق الملكي؟
الجواب جاء سريعاً، من بعض لاعبي أتلتيكو الذين رفضوا إقامة الممر الشرفي احتراماً لجماهير أتلتيكو، التي تعتبر الريال عدواً لدوداً، هذا عدا أن ريال مدريد رفض إقامة ممر شرفي مماثل عام 2014 عندما فاز أتلتيكو وقتها باللقب.
قصة الممر
هل من الممكن أن يصفق لاعبو برشلونة لريال مدريد، أو أن يصفق لاعبو الريال لمنافسهم اللدود؟ نعم، لقد حدث ذلك من قبل، ولكن كيف حصل ومتى؟
التاريخ يروي الكثير من القصص عن الممر الشرفي، والمفارقة أن الممر من اختراع مانشستر يونايتد قبل 67 عاماً، وقد تكرر بعد ذلك وأصبح عادة رغم أنه غير ملزم.
لا تعد عادة «الممر الشرفي» أمراً له علاقة بكرة القدم حصراً، ويعود الفضل في القيام بها إلى ألعاب أخرى مثل كرة السلة والرجبي والكريكيت، ولكنها تكون أكثر قسوة في اللعبة الشعبية الأولى على العالم، حيث إنها قد تجعل لاعبي برشلونة يصفقون لخصمهم اللدود ريال مدريد والعكس صحيح، وهذا حصل ثلاث مرات، ويشكل بنظر المشجعين المتعصبين إهانة لتاريخ ناديهم، إلى درجة أن صور تلك اللحظات لا تموت أبداً ويعاد ذكرها دائماً.
وحسب صحيفة «الديلي ميل» البريطانية فإن أول ممر شرفي في إنجلترا وأوروبا كان للاعبي تشيلسي ونظمه مانشستر يونايتد قبل أن يكون هناك تنافس جدي بين الناديين، حيث جمعت مباراة بين الطرفين في عام 1955 بعد الجولة التي فاز بها «البلوز» بلقب الدوري للمرة الأولى في تاريخه، حيث طلب المدرب الشهير لليونايتد السير مات بوسبي من فريقه التصفيق لمنافسه، وكان من الصدف أن يعاد نفس المشهد بعد 50 عاماً وتحديداً عام 2005 حين فاز تشيلسي باللقب للمرة الثانية في تاريخه، ولكن في ظل عداء مستحكم كروياً بين الفريقين.
الابن الضال
واستعاد مانشستر يونايتد احترامه وصفق له لاعبو تشيلسي في ممر شرفي بعد فوز «الشياطين الحمر» بلقب 2007، أما أكثر لحظات الممرات الشرفية في تاريخ الدوري الإنجليزي كرهاً عند مشجعي أرسنال فكانت في عام 2013 حين اضطر لاعبو فريقهم للتصفيق لخصمهم اليونايتد الذي كان يضم وقتها «ابنهم الضال» الهولندي روبن فان بيرسي والذي ترك «المدفعجية» ليرحل صوب «أولد ترافورد».
كان صعباً على مشجعي أرسنال أن يصفق فريقهم للاعبهم السابق فان بيرسي لذلك أدار بعضهم ظهورهم في لحظات الممر الشرفي، ورفع بعضهم أعلام مانشستر سيتي وهو الخصم اللدود لليونايتد.
لكن أكثر لحظات الممرات الشرفية عاطفية في تاريخ الدوري الإنجليزي فكانت في السابع من مايو 2016، حين اصطف لاعبو إيفرتون ليصفقوا للاعبي ليستر سيتي بفوزهم بلقب «البريميرليج» لأول مرة في تاريخهم، وكان النادي يعرف للمرة الأولى لذة هذا الشعور.
ثم عاد ليستر سيتي ليعرف هذا الشعور بعد ثمانية أيام في ملعب تشيلسي، الذي حرص على تنظيم «ممر شرفي» للفريق الزائر تكريماً له وترحيباً بمدربه آنذاك الإيطالي كلاوديو رانييري الذي سبق له أن درب «البلوز» قبل 12 عاماً وتحديداً في 2004 قبل أن يقال من منصبه ويحل مكانه البرتغالي جوزيه مورينيو.
ممر العار
وبالتأكيد لا يمكن مقارنة الكراهية بين تشيلسي ومانشستر يونايتد، أو بين تشيلسي وأرسنال، بتلك الموجودة في كرة القدم الإسبانية، ولاسيما بين العدوين التاريخيين ريال مدريد وبرشلونة، ومع ذلك كان هناك 3 ممرات شرف بين الطرفين، تعد بالنسبة لأنصارهما «ممر العار».
وفي إسبانيا، هناك تقليد، بأن يكون الممر الشرفي بعد المباراة التالية مباشرة من مباراة حسم اللقب، ولا يقتصر ذلك على بطل الدوري بل أيضاً على المتوج بكأس الملك.
ويسجل التاريخ أن أول ممر شرفي بين الناديين كان في الثلاثين من إبريل عام 1988، حين صفق لاعبو برشلونة لفريق ريال مدريد في ملعبهم «كامب نو» وذلك في مباراة بينهما أقيمت ضمن الجولة الخامسة والثلاثين من «الليجا»، حيث كان النادي الملكي ضمن لقب الدوري الإسباني قبل أربع جولات من ختام المسابقة.
ورغم أن برشلونة حل سابعاً في ذلك الموسم وكان في أسوأ أحواله الفنية إلا أنه تغلب على ريال مدريد بهدفين نظيفين، وهو ما خفف كثيراً على أنصاره الذين لم تعجبهم طريقة التصفيق للخصم اللدود في ملعبهم.
وثأر برشلونة من الواقعة غير المسبوقة في تاريخ «الليجا» بعد ثلاث سنوات فقط، حيث قام لاعبو ريال مدريد بتحية برشلونة عبر الممر الشرفي عام 1991، بعدما كان «البلاوجرانا» ضامناً للقب قبل اللقاء، وعدت تلك ضمن الحقب التاريخية للنادي في عهد المدرب الهولندي الراحل يوهان كرويف.
كان ذلك اللقب عام 1991 بداية برشلونة العظيم تحت قيادة يوهان كرويف الذي طبع الكرة الأوروبية والعالمية آنذاك بطابع فريقه الذي هيمن لمدة أربع سنوات على كرة إسبانيا، وقضى على فريق «دريم تيم» المدريدي تحت قيادة بوتراجينيو وهوجو سانشيز وفاسكين وهييرو الذين حققوا في أواخر الثمانينات خمسة ألقاب دوري متوالية.
واللافت أن يوهان كرويف قال قبل المباراة عن الممر الشرفي: «بكل تأكيد سيسجله كل البرشلونيين على أشرطة الفيديو لكي يشاهده أحفادهم»، أما خوان غسبار نائب رئيس برشلونة حينها فقال: «أتيت إلى مدريد كي أشاهد هذا الممر الذي سيكون شرفاً كبيراً أن أروي قصته لأحفادي، المباراة ثانوية، المهم هو الممر في البيرنابيو، حدث تاريخي أن يأتي برشلونة إلى البيرنابيو في حلة البطل».
ولم يهنأ برشلونة سوى 17 عاماً بممر «البيرنابيو»، حيث كان لازماً على برشلونة تنظيم الممر الشرفي الثالث والأخير في تاريخ الفريقين وذلك عام 2008، عندما أتى إلى ملعب ريال مدريد والأخير حاسماً اللقب قبل مرحلة من «الكلاسيكو» وذلك في الجولة السادسة والثلاثين، ومن القصص حول الممر الشرفي بين الغريمين أن المدرب السابق لريال مدريد رفض إقامة أي ممر لبرشلونة في 2018، بعدما كان الفريق الكتالوني رفض القيام بذلك بعد فوز «الملكي» بكأس العالم للأندية.
مفارقات
وهناك الكثير من الممرات الشرفية في كرة القدم الإسبانية، لكن اللافت أن البعض منها أثار جدلاً واسعاً لأنه كان خارج نطاق بطولتي الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا، كما حصل عام 2015 عندما قررت إدارة نادي فالنسيا وقوف لاعبي فريقها في ممر للاعبي ريال مدريد وذلك تكريماً لتتويج الفريق الملكي بلقب كأس العالم للأندية.
واللافت أن هذه الخطوة وجدت معارضة واستنكاراً من قبل صحافة كتالونيا، وعارضت صحيفة «موندو ديبورتيفو» الأمر وأشارت إلى أنه وبناء على ما هو متعارف عليه في إسبانيا، فإنه يتم إجراء الممرات الشرفية للفرق بعد فوزها بألقاب مثل الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا، واعتبرت الصحيفة أن الممر الشرفي الذي قام به لاعبو فالنسيا للاعبي ريال مدريد على إثر تتويجهم بلقب كأس العالم للأندية، أمر غير مفهوم، كما تساءلت، إن كان هذا احتراماً وتكريماً للفريق المتوج باللقب العالمي، فلماذا لم يحدث هذا التكريم مع برشلونة في المواسم الماضية؟ وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن برشلونة بقيادة المدرب السابق بيب جوارديولا رفض فكرة الممر الشرفي بعد تتويج الفريق الكتالوني بلقب كأس العالم للأندية في اليابان عام 2011 بعد الفوز على سانتوس البرازيلي برباعية نظيفة، حينها رفض جوارديولا الفكرة وقال: «لقد حصلنا على تحيتنا بالفعل في اليابان، مثل هذه الأشياء عديمة الفائدة، فالأهم هو الفوز، وبعد يومين هناك مباراة أخرى لنلعبها».
أما صحف مدريد فهللت وقتها لخطوة نادي فالنسيا، وذكرت صحيفة «أس» أنها بادرة طيبة من إدارة نادي فالنسيا لتثبيت قيمة الروح الرياضية في إسبانيا بعد أعمال العنف التي شهدتها الملاعب وقتها ووفاة مشجع ديبورتيفو لاكورونيا قبل مواجهة أتلتيكو مدريد، وقيام الأندية بحل العديد من روابط المشجعين.
ولم تكن تلك الواقعة، المرة الأولى التي يقيم فيها لاعبو فالنسيا تحديداً ممراً شرفياً للاعبي ريال مدريد، إذ سبق لهم أن فعلوا ذلك بعد فوز الفريق الملكي بلقب كأس ملك إسبانيا عام 2011 على حساب برشلونة حيث هزمه في ملعب «ميستايا» بهدف وحيد سجله البرتغالي كريستيانو رونالدو.
ومن القصص الغريبة في الممرات الشرفية ما حدث عام 2016، حين قام فريقا برشلونة وإشبيلية بممر شرفي مشترك لتهنئة بعضهما البعض بلقبي الدوري الإسباني والدوري الأوروبي قبل لقاء نهائي كأس ملك إسبانيا بملعب فيسنتي كالديرون بالعاصمة مدريد.
وتقتضي العادة بإقامة ممر شرفي للفريق الفائز بلقب في أول لقاء يلعبه بعد الفوز لكن الفريقين تمكنا من الفوز بلقبين قبل أسبوع من النهائي، بدأها برشلونة بحسم لقب الدوري الإسباني وتبعه إشبيلية الذي فاز بلقب الدوري الأوروبي على حساب ليفربول.
واصطف 10 لاعبين من كل فريق في صفين ومر بينهما كابتنا الطرفين ليقوم كل فريق بتحية كابتن الفريق الآخر والتصفيق له.
ومن غرائب الممرات الشرفية الأخرى، ماحدث في بطولة أمم أوروبا «‬يورو 2016» بعد المباراة التي جمعت بين منتخبي ويلز وبلجيكا في دور الثمانية وانتهت بفوز الأول 3-1، حيث حرصت جماهير المنتخب المهزوم على الترحيب بمشجعي ويلز المنتعشين بالفوز التاريخي ووصولهم لربع نهائي بطولة أمم أوروبا للمرة الأولى في تاريخهم، عبر الوقوف في ممر شرفي لهم داخل إحدى محطات القطار أثناء رحلة العودة إلى منازلهم عقب اللقاء.
وقد تكون بعض ممرات الشرف للاعبين ومدربين وليس لفرق، وقد نال السير اليكس فيرجسون المدرب التاريخي لمانشستر يونايتد ما يستحقه في هذا المجال، بعدما قرر الاعتزال بعد 26 عاماً من العمل الفني مع «الشياطين الحمر» قادهم خلالها إلى إنجازات باهرة من بينها 13 لقب دوري وخمس 5 كؤوس في بطولة الاتحاد الإنجليزي وكأسان في دوري أبطال أوروبا، وقد تم تكريمه في عام 2013 خلال لقاء اليونايتد وسوانسي في آخر مواجهة للفريق تحت قيادته في ملعب أولد ترافورد حيث قام لاعبو الطرفين بإقامة ممر شرفي له، ثم تكرر نفس الأمر في ملعب وست بروميتش حيث كان الفريق يخوض مباراته الأخيرة في الدوري تحت قيادة «السير».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"