يوم العمال

00:29 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

يستحق العمال في يوم عيدهم، وفي كل يوم، التحية والشكر والعرفان لأنهم اليد التي تبني وتعمّر وتزرع وتجني، وهم ملح هذه الأرض، وقيمتها، وحضارتها. 

 وقد جاء الدين الإسلامي وشعاره العمل، بقوله تعالى «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون». فالعمل شرف وكرامة، وهو نوع من الجهاد تفادياً للبطالة والفقر والعوز، وكسب لقمة العيش بعرق الجبين.

 وإذ نحتفل، كما يحتفل العالم، بهذه المناسبة فلأنها تستحق ذلك، تقديراً للجهود والتضحيات التي يبذلها العمال في مختلف ميادين الحياة، ويقدمون للبشرية ما يمكّنها من الاستمرار والحياة والنهوض. فلولاهم ما عملت المصانع، ولا ارتفعت الأبنية، ولا انتجت المزارع، ولا شُقت الطرقات والجسور، ولا وصل الإنسان إلى الفضاء، ولا كانت هذه الحضارة التي يعتدّ بها الإنسان. فالفرق بين الواقع والحلم هو العمل، ومن الصعب أن نتخيل الإنسان بلا عمل، فالعمل يزوّدنا بمناعة ضد الكسل والتقاعس والذل والارتزاق.

 لقد كانت مسيرة اليد العاملة شاقة وعسيرة وصولاً إلى يوم عيدهم، قدّم فيها العمال في مختلف أرجاء المعمورة الكثير من التضحيات خلال نضالهم وصولاً إلى حقوقهم، والخروج من معاناتهم التي كانت أقرب إلى الاستعباد والرق من جانب أرباب العمل وأصحاب الأرض.

 وكانت بداية عيد العمال في عام 1856 في أستراليا. وقبل ذلك، ومع بداية الثورة الصناعية في بريطانيا، حوّل الإنتاج الصناعي في المصانع الكبيرة حياة العمال إلى جحيم، إذ كان يوم العمل يمتد بين 10 ساعات و16 ساعة، وكان استخدام الأطفال شائعاً، حيث ظهرت الحركات العمالية والاجتماعية المناهضة لهذا الشكل من العبودية، أما في فرنسا فقد حصل العمال على 12 ساعة عمل يومياً بعد ثورة فبراير/ شباط 1848. وفي الولايات المتحدة، وقعت العديد من المجازر التي ارتكبت ضد العمال في شيكاغو ونيويورك خلال العامين 1882 و1894، خصوصاً خلال تظاهرات شيكاغو العمالية، حيث قتلت الشرطة عشرات العمال الذين كانوا يطالبون بتحديد ساعات العمل بثماني ساعات.

 وهنا في دولة الإمارات التي تعتبر من أكبر المستفيدين من العمالة الأجنبية بفضل سياستها المنفتحة ومجتمعها المتسامح، فقد كان النهوض بحقوق العمال وحمايتهم أولوية وطنية، وتعمل على سَنّ التشريعات والقوانين التي تحميهم وتحفظ حقوقهم ضمن ظروف عمل آمنة وكريمة، وفقاً لأعلى المعايير الدولية، خصوصاً من خلال تنظيم علاقات العمل بين العامل، وصاحب العمل، المعروف ب«قانون العمل الإماراتي» الذي تغطي مواده قضايا العمل، كحقوق الموظفين، وعقود العمل، وتسوية المنازعات العمالية، وتوظيف الأحداث، ومعايير السلامة في العمل، إضافة إلى منع التمييز بين الموظفين على أساس الجنس، أو العرق، أو اللون، أو الدين، أو الأصل القومي، أو الاجتماعي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"