عادي

إيرلندا الشمالية تترقب زلزالاً سياسياً يقوده حزب «شين فين»

00:19 صباحا
قراءة 3 دقائق

بلفاست - أ ف ب

بعد أكثر من مئة عام على تأسيس إيرلندا الشمالية في العام 1921، قد تشهد الأخيرة زلزالاً سياسياً إذا فاز حزب «شين فين» الجمهوري القومي المؤيّد لتوحيد الجزيرة الإيرلندية هذا الأسبوع في الانتخابات المحلية.

ولطالما كان الوحدويون ومعظمهم من البروتستانت والمتمسكون بشدة بالحفاظ على إيرلندا الشمالية داخل المملكة المتحدة، الحزب الرئيسي تقريباً منذ العام 1921. وقبل اقتراع 5 مايو/ أيار الذي يجدد المجلس المحلي في بلفاست، تظهر استطلاعات الرأي انتصاراً ل«شين فين»، بفارق ست أو سبع نقاط على الحزب الوحدوي الديمقراطي.

وفي حال فاز حزب «شين فين» في الانتخابات، سيتولى الحزب الجمهوري اليساري منصب رئاسة الحكومة، على أن تُنتظر خطوة الحزب الوحدوي الديمقراطي في ما إذا كان سيوافق على تولي منصب نائب رئيس الوزراء، والسماح للحكومة المحلية، غير العاملة حالياً، بالعمل، كون لا يمكن للواحدة أن تعمل دون الأخرى، بحسب الحكم المشترك بموجب اتفاقية «الجمعة العظيمة» لعام 1998.

الوحدة الإيرلندية

وفي تيوري، قرب الحدود مع إيرلندا، لافتة لحزب «شين فين» تعلن أن «الوحدة الإيرلندية» هي «الحل لبريكست» أي إخراج البلاد من الاتحاد الأوروبي. وأدّى «بريكست» الذي رفضه معظم المتحدّرين من إيرلندا الشمالية، إلى «تحوّل زلزالي في المجتمع»، بحسب ما أعلنت مؤخراً نائبة رئيسة «شين فين» ميشيل أونيل.

ورغم ذلك، فإن الحزب يخفف من احتمال وجود إيرلندا موحدة في المستقبل القريب، خوفاً من تأثير التراجع على الناخبين المعتدلين، الذين هم أكثر قلقًا بشأن قضايا مثل الصحة أو التعليم أو تكلفة المعيشة.

وفي ليغان فالي، الدائرة المرشّح فيها رئيس الحزب الوحدوي الديمقراطي جيفري دونالدسون، تُرفع ألوان الأحمر والأزرق والأبيض من العلم البريطاني. وتدعو اللافتات الناخبين إلى وضع دونالدسون على قائمة بطاقات اقتراعهم، كون النظام الانتخابي يسمح للناخبين بتكوين قوائمهم الخاصة.

فشل المفوضات

وحث الحزب الوحدوي الديمقراطي لندن باستمرار على التخلي عن بروتوكول إيرلندا الشمالية، وهو نظام يفرض ضوابط جمركية على البضائع من بريطانيا. ويعتبره الوحدويون تهديداً لمكانة بلدهم داخل المملكة المتحدة، إلى جانب تقدم حزب «شين فين».

ومع استقالة رئيس الوزراء الوحدوي الديمقراطي بول غيفان مطلع فبراير/ شباط الماضي، انهارت رئاسة الحكومة المحلية بحيث أدت استقالته مباشرة إلى إقالة نائبة رئيس الوزراء ميشيل أونيل.

وتشدّد لندن على أنها لا تستبعد شيئاً حال فشل المفاوضات مع بروكسل، بما في ذلك تحرير نفسها من بنود البروتوكول.

وتنص اتفاقية «الجمعة العظيمة» على إجراء استفتاء على مستوى الجزيرة بشأن إعادة توحيدها إذا كان هناك دعم شعبي للفكرة. لكن كيفية قياس هذا الدعم لم يتم تحديدها إلا بطريقة غامضة. لذا فإن توقع انتصار محتمل ل«شين فين» لا يزال غير مؤكد في هذا الصدد.

التمثيل الإيمائي

وقالت ناومي لونغ زعيمة حزب تحالف إيرلندا الشمالية: «حان وقت إنهاء التمثيل الإيمائي حول منصبي رئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء».

ولحزب تحالف إيرلندا الشمالية، إلى جانب حزبين صغيرين آخرين، 11 مقعداً من أصل 90 في الجمعية العامة المنتهية ولايتها. ويقول ديفيد مكان من موقع Slugger O'Toole السياسي: «إذا عادوا مع 16 أو 17 أو 18 نائباً، قد يتسبب هذا بإعادة تفاوض جوهرية حول اتفاقية الجمعة العظيمة».

وتعتزم جاكلين هيرست (52 عاماً) التي لطالما انتخبت الوحدويين، التصويت لحزب تحالف إيرلندا الشمالية للمرة الأولى. لكنها عبرت عن قلقها من نتائج البروتوكول، قائلة «أشياء كثيرة بدأت تختفي من المتاجر». لكنها قلقة أكثر من الخلل داخل الحكومة المحلية بسبب المنافسة بين «الوحدوي الديمقراطي» و«شين فين». وقالت: «يجب أن نتحاور. إنها الطريقة الوحيدة للتقدم».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"