عادي

انفجار مفاعل تشرنوبل.. الحقيقة كما حدثت

23:58 مساء
قراءة دقيقتين
2002

القاهرة:«الخليج»

تعتبر كارثة تشرنوبل واحدة من أهم الأحداث العالمية البارزة، وقد وقعت خلال المئة عام الأخيرة، مع ذلك هناك عدد قليل من الناس فهموا ما حدث فعلاً، بعد قدر من الخلط والتشويش، ثم تحريف المعلومات التي تسربت عن هذا الحادث، كي تتوافق مع قصة مختارة، وهي أن المسؤولية واللوم يقعان على كاهل العاملين الذين كانوا يديرون المحطة.

يقول أناتولي دياتلوف أحد المسؤولين عن تشغيل المفاعل: «وجدت أنني أواجه كذبة، كذبة كبرى ترددت على الألسنة مرة ومرات، على ألسنة حكامنا والفنيين البسطاء، هذه الكذبة الفاجرة دمرتني، ليس لدي أدنى شك في أن مصممي هذا المفاعل، عرفوا السبب الحقيقي لوقوع الحادث (وهذا ما حدث فعلاً) لكنهم صنعوا كل ما في طاقتهم لإلقاء الذنب على المشغلين».

من هنا تحول قليل من المعلومات إلى نوع من الأساطير والأحاجي، بالرغم من وضوح الكثير من الأقاويل غير الدقيقة التي راجت سابقاً، فكل كتاب جديد أو فيلم سينمائي أو مقال في صحيفة كان يدلي بشكل مخالف للقصة الحقيقية لهذه الكارثة، وهذه المفارقات لا تزال منتشرة إلى اليوم.

يتضمن هذا الكتاب، وعنوانه «تشرنوبل الحقيقة كما حدثت» الرحلة التي قام بها «أندرو ليذربارو» إلى مفاعل تشرنوبل 2011 وقد ترجمه إلى العربية سمير محفوظ بشير، وصدرت الترجمة عن دار العربي للنشر حيث اقتضى تأليف الكتاب أربعة أعوام ونصف العام.يقول المؤلف: «أجريت بعض التعديلات البسيطة على هذا الكتاب في يونيو 2019 بعد ثلاث سنوات من إصداره، خصوصاً بعد كارثة مفاعل فوكوشيما الياباني» وهو في ذات الوقت يحبذ إنشاء محطات القوى النووية السلمية في الدول النامية وذلك عندما تتمسك بمعايير الحفاظ على السلامة والصحة كاملة، مع الاحتفاظ بالمعايير البيئية السليمة.

تصحيح المغالطات

في هذا الكتاب يوضح المؤلف تفاصيل انفجار مفاعل تشرنوبل بطريقة سهلة وبسيطة، وكيف بدأ اهتمامه بالكارثة، وسعيه للبحث عن تفاصيلها ومعلومات عن أسباب حدوثها، ولكن يكشف أن معظمها مغلوط، أو تم تحريفه، لذا يحاول أن يصحح الأسباب الحقيقية والعلمية، وراء انفجار المفاعل، بالإضافة إلى سرد قصة الانفجار، كما حدث بالضبط.

وبالتوازي مع سرد القصة تاريخياً كما حدثت، يحكي الكاتب تفاصيل رحلته إلى تشرنوبل، والتي كانت تحدياً كبيراً بالنسبة له أن يواجه المدينة وجهاً لوجه، وأن يتعرض لخطر الإشعاع المتفشي هناك، ومن خلال رحلته هذه عرف أكثر عن التفاصيل الكاملة والثغرات الخفية وراء التناقضات والشائعات، التي كانت تقال عن المتسببين في الكارثة.

وبين الحقيقة الكاملة للحادثة وزيارة الكاتب الشخصية لتشرنوبل نجد صوراً التقطها الكاتب بنفسه لما شاهده هناك في المنطقة، من معالم تاريخية متأثرة بالانفجار، وكيف يتعايش أهل المنطقة مع هذه الظروف، بالإضافة إلى تفاصيل لم يرد ذكرها في المسلسل الشهير، الذي أنتج عن تلك الكارثة.

بعد عامين من وقوع الكارثة أدرك الاتحاد السوفييتي (السابق) أن تلك الحادثة كلفت الدولة ما يزيد على 235 بليون دولار، كانت تكاليف هذا الحادث تمثل كارثة على الاقتصاد السوفييتي، ومن ثم كان له تأثير كذلك في الفحم وصناعة توليد الكهرباء من القوة المائية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"