بسيطة لكن عظيمة

00:14 صباحا
قراءة دقيقتين

في كل مناسبة وكل عيد، تتجه القلوب إلى الله بالدعاء وفي النفس أمنيات تحلم بتحقيقها، لكن الأحلام تبقى أحلاماً ما لم تتحول الأمنية إلى حقيقة.
من يمدّ يده عمداً ليحقق لأحد ما أمنياته، يكون كمن يبحث من فيض كرمه ونبل أخلاقه عن إسعاد الآخرين بلا مقابل، كأنه يقدم أغلى وأثمن هدية لإنسان، من أجل أن يدخل البهجة إلى قلبه فقط، فما بالكم بمن يدخل هذه البهجة إلى قلب طفل مريض؟
قبل أن يحل العيد بيومين صادف «يوم الأمنية العالمي» فتزينت معالم الإمارات باللون الأزرق، الدولة التي عودتنا على المساهمة في كل عمل يعود بالخير على البشرية، وتمكنت من خلال مؤسسة «تحقيق أمنية» من إسعاد العديد من الأطفال المصابين بأمراض خطيرة من مختلف الجنسيات، وزرعت الابتسامة على وجوههم، ليكبر فيهم الأمل بغد مشرق لا ألم فيه، والأمل هو جزء من العلاج الذي يساعد المريض في رحلة علاجه، خصوصاً حين يكون المريض طفلاً لم يعرف من الحياة سوى الألم والمستشفيات والأدوية..
مؤسسة تحقيق أمنية العالمية ساهمت منذ تأسيسها في تغيير حياة أكثر من 520 ألف طفل من المُصابين بأمراض خطيرة تُهدّد حياتهم في 50 دولة. ومن الإمارات أرض الخير، تمدّ مؤسسة «تحقيق أمنية» يدها لتحقق أمنيات أطفال في أكثر من دولة عربية، ففي إبريل/ نيسان الماضي، مثلاً، حققت أمنيات 9 أطفال من المُصابين بأمراض القلب، فذهبت إليهم في مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب في أسوان في مصر، وقبل أيام حققت أمنية الطفل عمر في الإمارات بمفاجأته في منزل عائلته، حيث قدمت له المؤسسة بدلة الشرطة واصطحبه فريق من الشرطة ليتفقد سيارة الشرطة قبل أن يقدموا له السيارة الكهربائية التي لطالما حلم بها، وهي تحمل شعار الشرطة.
قد تبدو بعض الأمنيات بسيطة لكنها في عيون الصغار كبيرة وعظيمة، وأحياناً لا يرى الطفل أمامه وفي خياله سواها، يحلم بها في يقظته ومنامه، وحين تصبح حقيقة تكون فرحته شفاء لروحه وتطغى على كل آلام بدنه؛ والاحتفال بيوم الأمنية العالمي يتزامن مع فرحة العيد، وسعادة الصغار تعنينا جميعاً وتدفعنا للتفكير في كيفية جعل المبادرات الإنسانية موصولة طوال العام، وكيفية إدخال البهجة إلى قلوب الصغار، لا سيما المرضى منهم، وذوو الاحتياجات الخاصة، ومن يعانون ظروفاً صعبة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"