حذرت الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، من أن انعدام الأمن الغذائي الحاد طال ما يقرب من 40 مليون شخص إضافي عام 2021، ليصل العدد إلى نحو 200 مليون، بسبب النزاعات والأزمات المناخية والاقتصادية، في وقت يواجه القرن الإفريقي، من جنوب إثيوبيا إلى شمال كينيا، مروراً بالصومال، جفافاً يُقلق المنظمات الإنسانية، أصبح نتيجته نحو 20 مليون شخص مهدّدين بالمجاعة.
وفي تقرير يتعلق بأزمة الغذاء، أوردت المنظمة أنه في العام الماضي، عانى 193 مليون شخص في 53 دولة، انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي أنهم بحاجة إلى مساعدة عاجلة للبقاء على قيد الحياة. ولكن حتى مع المساعدات الغذائية، واجه الكثيرون سوء التغذية الحاد، وهم غير قادرين على تلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية. ويشمل التصنيف المستويات من 3 إلى 5 من مقياس الأمن الغذائي الدولي: «أزمة»، و«طوارئ»، و«كارثة». ومنذ عام 2016، عندما تم نشر هذا التقرير لأول مرة من قبل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي والاتحاد الأوروبي، استمر العدد في الازدياد. ولا يشمل تقرير عام 2021 الحرب في أوكرانيا التي تشي بتفاقم هشاشة البلدان التي تعتمد بشكل كبير على صادرات الحبوب، أو الأسمدة الروسية والأوكرانية، مثل الصومال. وتشير التقديرات لعام 2022 التي تشمل في هذه المرحلة 42 دولة فقط، من أصل 53 دولة معنية، إلى أن من 179 إلى 181,1 مليون شخص قد يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد.
من جهة أخرى، يواجه القرن الإفريقي، من جنوب إثيوبيا إلى شمال كينيا، مروراً بالصومال، جفافاً يُقلق المنظمات الإنسانية، أصبح نتيجته نحو 20 مليون شخص مهدّدين بالمجاعة.
ولم تشهد المناطق المذكورة في القرن الإفريقي مواسم الشتاء الثلاثة الأخيرة منذ نهاية عام 2020 إلّا معدلّات منخفضة من الأمطار، وأشار برنامج الأغذية العالمي في إبريل/ نيسان إلى أنه بعد شهر على بداية موسم المطر «من المرجّح أن يرتفع عدد الجياع بسبب الجفاف، من التقدير الحالي أي 14 مليون شخص إلى 20 مليون في عام 2022». ويواجه نحو 40% من سكّان الصومال، أي قرابة ستة ملايين شخص، مستويات شديدة من انعدام الأمن الغذائي، ومن المحتمل أن تعاني بعض المناطق من المجاعة، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وفي إثيوبيا، يواجه 6,5 مليون شخص «انعداماً حادّاً في الأمن الغذائي». وكذلك بالنسبة إلى 3,5 مليون شخص في كينيا، بحسب أوتشا. ونزح نحو مليون شخص من منازلهم في المنطقة بسبب نقص المياه والمراعي، ونفق ما لا يقل عن ثلاثة ملايين رأس من الماشية، بحسب أوتشا. وقال ممثل برنامج الأغذية العالمي لدى الاتحاد الإفريقي، شيميمبا ديفيد فيري، خلال مؤتمر صحفي في جنيف «علينا التحرّك الآن... إذا أردنا تجنّب كارثة إنسانية». (وكالات)