حققت شركات الأسهم الخاصة انتعاشاً قوياً من جائحة «كوفيد-19». ووفقاً لشركة «برايس ووترهاوس كوبرز» فقد ارتفع حجم الصفقات في عام 2021، بنسبة 48% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020.
وخلال أربعة أرباع فقط، عاد نشاط شركات الاستثمار في الأسهم الخاصة إلى مستويات ما قبل الجائحة. وساهمت أسعار الفائدة المنخفضة والاستثمار الواعي اجتماعياً والطلب على الأصول البديلة إلى حدوث طفرة شاملة في القطاع.
وتحصل شركات الأسهم الخاصة بشكل عام على رأس المال من مؤسسات مثل معاشات التقاعد والأوقاف الخيرية وصناديق الثروة السيادية. وتستخدم رأس المال للاستثمار في الشركات الخاصة. وفي الأغلب تشتري شركات الأسهم الخاصة شركة ذات أداء ضعيف، وتنفذ تغييرات لتبسيط العمليات وتحسين الربحية. وبمرور الوقت، ومع تحسّن المقاييس المالية للشركة، يمكن لشركة الأسهم الخاصة إدراج الشركة المستحوذ عليها عبر طرح عام أولي أو تحويل الأصول بطريقة أخرى إلى نقد لتحقيق عوائد لمستثمريها.
وتحصل شركات الأسهم الخاصة عموماً على رسوم إدارية بناءً على مقدار إجمالي الأصول المدارة، جنباً إلى جنب مع تحقيق المكاسب عندما تزداد قيمة محافظ الشركات.
«بلاكستون» أكبر شركة في مجال الاستثمار في الأسهم الخاصة، وهذا ليس مفاجئاً، نظراً للنجاح الهائل لأسهمها. وأطلقت «بلاكستون» طرحها العام الأولي في عام 2007. وكان ذلك يعد توقيتاً مؤسفاً، فسرعان ما فقدت الأسهم معظم قيمتها خلال الأزمة المالية الكبرى. لكن منذ عام 2009، قفز السهم من نحو 5 دولارات إلى ما يقرب من 130 دولاراً اليوم، مما أعطى المستثمرين العموميين طعماً للثروات في الأسهم الخاصة. وفي نهاية عام 2021، أدارت الشركة 279 مليار دولار في العقارات، و261 مليار دولار في الأسهم الخاصة، و81 مليار دولار في صناديق التحوط، و258 مليار دولار في الائتمان والتأمين. وفي أحدث تقرير ربع سنوي لها، أفادت «بلاكستون» أن أرباحها ارتفعت بنسبة 55%، لتصل إلى 2.3 مليار دولار في الربع الأخير.
