عادي

تعرف إلى الهوية الثقافية لـ "الآبالاش"

22:07 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة – عثمان حسن
يعمد الروائي والشاعر الأمريكي "رون راش" في رواياته ومجاميعه القصصية وحتى في أشعاره إلى إبراز تأثير جذوره حيث منطقة الأبالاش على أجداده من جهة، وعليه شخصيا من جهة أخرى، ففي أعماله ثمة دائما الجبال العالية والخلجان العميقة في الأبالاش، وثمة شخصيات تشكلت مصائرها من خلال هذه البيئة.
شارك رون راش في سلسلة ثقافية بعنوان "الأرض التي جئنا منها" فوصف الصيف في مزرعة جدته في جبال الأبالاش الجنوبية في الولايات المتحدة، حيث عاشت عائلته لأكثر من 250 عاما في منزل مهجور في أبالاتشي كل ما كان من قبل بقوله: "لقد رأيت حقولهم ومراعيهم ومنازلهم وحظائرهم...الخ"..

1
رون راش

في واحدة من رواياته، يذكر كيف أنه حين كان طفلا ومراهقا، أمضى الكثير من الصيف في مزرعة جدته لأمه، كما يتذكر السماء الزرقاء التي تبشر بالمطر في الغد، فتتداعى أمامه تلك الطقوس التي ترافق مثل هذه السعادة، كالمحن التي ربما تظهر فجأة لمواجهة الحظ السعيد. ويقول: "كنت أستمع إليها بمزيج من المتعة والسخط، أردت أحيانا أن أسألها عما إذا كان يمكن أن يحدث أي شيء جيد، وأن يتم الاستمتاع به ببساطة دون الخوض في بعض الحسابات المستقبلية".. ويتابع: "للأسف، لقد أدركت جوانب تشاؤم جدتي في نفسي، عندما يأتي الحظ السعيد، هناك دائما ظل على الأطراف، أتذكر عندما كان فوز فريقي لكرة القدم مضمونا، شعرت أنني سأدفع بطريقة ما ثمن هذا الحظ الجيد لاحقا، هي تبدو كميول متأصلة في العائلة وهي جزء من تراثي"..
في كتاب "شيء غني وغريب"، لراش، وهو مجلد يحتوي على 34 قصة قصيرة، تم نشر معظمها سابقا، وصفت القصص بأنها تمثل إبداع راش ككاتب مبدع لديه إحساس استثنائي بالمكان، هذا المكان الذي وصفته -كما يقول راش - امرأة عجوز من الأبالاش ذات يوم ذات "لا يمكن أن يكون الوطن حيث لا توجد الجبال".
والكتاب يظهر براعة راش في سرد الحكاية، وثمة عودة إلى الجذور، في قصص أقرب إلى السرد الروائي، حيث يستحضر راش من خلالها قلب وروح هذه الأرض وشعبها، رجال ونساء مرتبطون بلا هوادة بالجغرافيا التي تحددهم وتشكلهم، حيث التشويق والأساطير، والأمل والحسرة، التي تروى بلغة تتدفق مثل الشعر المتلألئ السائل.
كتب عن راش: "لا أحد يلتقط تعقيدات "الآبالاشيا" والمناظر الطبيعية الوعرة والوحشية ذات الجمال الرائع، بشكل مثير للذكريات، ولا يمحى مثل المؤلف والشاعر رون راش، الذي يضيء ببراعة على التوترات ما بين التقليدي والحديث، ويبرز ملامح الحنان والعنف، والإنسان والطبيعة".
وجاء أيضا: إن موضوعاته وإن كانت تتجه نحو جذوره في منطقة أبالاشيا، إلا أنها عالمية، وتضرب على وتر حساس، يتردد صداه في كل أنحاء أبالاشيا، حيث يعيش القارىء مشاعر حميمة، فيها تنوع ثقافي أمريكي نادر، هو تماما هناك في الطرف الجنوبي من ولاية نيويورك إلى شمال ولايتي ألاباما وجورجيا، حيث تقف الجبال والجبال.. جبال أبالاتشيا".
صدر الكتاب في خريف في خريف 2014، عن دار "هاربر كولينز" مع تنويه على غلافه براش بوصفه "المؤلف الأكثر مبيعا لروايته "سرينا"، والذي حصل على جوائز أدبية مرموقة، وعنوان الكتاب يكرر عنوان قصة نشرت لأول مرة في عام 2004 وأعيد طبعها كجزء من "لا شيء كالذهب يمكن أن يبقى" وهو عنوان يماثل ما ورد في مسرحية "تاجر البندقية" لويليام شكسبير: "ليس كل ما يلمع ذهبا".

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"