عادي

وعاشروهن بالمعروف

21:37 مساء
قراءة دقيقتين
أحمد حلمي

أحمد حلمي سيف النصر

الإسلام يريد بناء المجتمع الإنساني على أسس سويّة مستقرة، والمرأة تشكل نصف المجتمع. لذا كان اهتمام القرآن بتنظيم حياة عنصري المجتمع من جهة وبتنظيم الحقوق والعلاقات بين الرجل والمرأة من جهة أخرى؛ ليثبت لكل منهما حقّه كإنسان، وحقّ الرجل كرجل، وحق المرأة كامرأة، أُمّاً كانت أو زوجة أو أختاً أو بنتاً.

سنجد المئات من الآيات التي اهتمت بمعالجة شؤون المرأة. ويهمنا هنا أن نعرض للأسس التي ثبّتها القرآن لتعامل الرجل مع المرأة ومناصرته لها، ودفاعه عن حقوقها، وأنّه لمن المذهل والمثير للإعجاب هو أنّ المعروف، الذي دعا إليه القرآن، وهو أساس التعامل البشري، جاء في ثمان وثلاثين آية: تسع عشرة منها خاصة بالتعامل بالمعروف مع المرأة، وتسع عشرة منها عامة تخص الرجل والمرأة.. وبذا يتضح موقف القرآن منها.

وكما تحمل هذه المنظومة من الآيات تشكيلة فكرية متكاملة عن موقع المرأة في المجتمع، إذ هو موقع الحب والودّ والاحترام، والمعروف والإحسان، فإن هذه المنظومة تكشف الجانب الإعجازي من القرآن، وهو من الإعجاز العددي، إذ وردت ثمانٍ وثلاثون آية، تسع عشرة منها تخص المرأة.. ومن المفيد أيضاً أن نذكر في مجال الإعجاز والاهتمام المتساوي بالمرأة مع الرجل أنّ القرآن تحدث عن الأنثى في اثنتين وعشرين آية، وتحدّث عن الذكور في اثنتين وعشرين آية.. مستعملاً «الذكر» و«الأنثى» و«الذكور» و«الإناث». وفي هذا الحضور العددي للآيات كشف عن إعجاز القرآن، كما هو كشف عن الاهتمام المتعادل بالرجل والمرأة على حد سواء، ليعرف لكل منهما حقّه على أساس العدل والإحسان والمعروف..

قال الله تعالى: «وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً» النساء:19.

والوصية بالنساء خيراً امتثالاً لقول الله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وقول الرسول: «استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خُلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تُقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء» متفق عليه. وعنه أنه قال:«اللهم إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم، والمرأة» رواه أحمد.

وعن معاوية بن حيدة قال: قلت: يا رسول الله، ما حق زوجة أحدنا عليه؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «أن يطعمها إذا طعم، ويكسوها إذا اكتسى، ولا يضرب الوجه، ولا يقبح، ولا يهجر إلاّ في البيت» رواه أحمد.

وبعض الناس يأخذه الكرم والسخاء مع الأصدقاء وينسى حق الزوجة، مع أن المرء يؤجر على إنفاقه في بيته أعظم من غيره، كما روى ذلك أبو هريرة أن رسول الله قال:«دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجراً للذي أنفقته على أهلك» رواه مسلم. وآخرون اتخذوا ضرب زوجاتهم مهنة لهم فلا يرفع يده عنها، وعائشة رضي الله عنها تقول:«ما رأيت رسول الله ضرب امرأة..» [رواه مسلم].

[email protected]

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"