عادي
خبير: يشكل رافعة حقيقية تعزز جودة المخرجات

التعليم عبر الإنترنت أداة لزيادة خريجي التخصصات النوعية

00:15 صباحا
قراءة 3 دقائق
2

دبي: «الخليج»

أكد دراسات وتقارير عالمية أن التعليم الجامعي الإلكتروني أو عبر الإنترنت، يعد أداة فاعلة لمواجهة تحديات قطاع التعليم خلال المرحلة المقبلة، لاسيما المرتبطة بزيادة عدد الخريجين في تخصصات متنوعة مثل الهندسة والتقنية وتحليل البيانات والطب والإدارة، معتبرة أنه يشكل رافعة حقيقية تعزز جودة المخرجات في مختلف التخصصات.

ويرى د. يوسف فؤاد بساده خبير التعليم الجامعي الدولي والأستاذ الزائر في تخصص ريادة الأعمال في الجامعة الأمريكية في القاهرة وفي المعهد الأوروبي لإدارة الأعمال في فرنسا، أن دول الخليج بما فيها الإمارات، والعالم العربي تحتاج إلى قفزة تعليمية في مجال التعليم الإلكتروني الجامعي الذي يواجه تحديات كثيرة منذ سنوات، موضحاً أن التعليم أداة فاعلة لبناء أجيال قادرة على التنمية وتطوير الصناعة.

وأفاد بأنه بعد جائحة كورونا وما أصاب العالم من تداعيات، من المتوقع أن يزيد الاستثمار الصناعي والتصنيع الأجنبي في العالم العربي في صورة استثمارات أجنبية ودولية في عدة مجالات في دول مجلس التعاون، إذ إنها لا تقتصر على صناعة النفط فحسب، بل في مجالات التقنية والطاقة، الأمر الذي يتطلب مخرجات من التقنيين والمهندسين والإداريين لسد حاجة الشركات الكبرى، حيث يتعثر تحقيق جودة الإنتاج من دون قوة عمل مؤهلة، من ذوي التعليم الجامعي الأفضل والتخصصات المتقدمة.

وأوضح أن التعليم العالي في الخارج مكلف جداً ليس فقط على الطالب نفسه بل على الدولة ذاتها، مشيراً إلى أن الجامعات الخليجية بما فيها الإمارات متميزة، ولديها كوكبة من الأكاديميين المرموقين، ولكن الإشكالية تكمن في عدد المقاعد الجامعية المحدود، فسوق العمل يتطلب المزيد من الخريجين، لاسيما أن هناك توجهاً للاعتماد على المواطنين والمقيمين بشكل أكبر بدل جلب المزيد من العمالة الأجنبية التي لديها مؤهلات علمية جامعية.

ويرى أن التعليم عبر الإنترنت يسهم بفاعلية في سد حاجة أسواق العمل من الخريجين في التخصصات المختلفة، لاسيما أن هناك العديد من الجامعات غير الربحية التي تعمل وفق النظم التعليمية المطورة، مثل جامعة University of the people الذي يحتضن أكثر من مئة وسبعة عشر ألف طالب حول العالم، يتلقون تعليمهم عبر الإنترنت وحاصلة على اعتراف من هيئة التدريس الجامعي الأمريكي ومعترف بها في الولايات المتحدة، وتمنح شهادات إدارة الأعمال باللغة العربية، وتخصصات اللغة الإنجليزية كالحاسوب والعلوم الطبية والتربية، فضلاً عن الدراسات العليا في إدارة الأعمال والحاسوب والتربية.

وقال د. يوسف فؤاد بساده إن التعليم عبر الإنترنت يوفر فرصة ذهبية للطلبة «الموظفين»، للحصول على درجة علمية قيمة أثناء العمل، إذ يستطيع الموظف أن يدرس ويعمل في نفس الوقت، معتبراً أن طريقة التدريس عبر الإنترنت فريدة ونوعية، فالطلبة الآن قادرون على الدراسة بمفردهم في الوقت الذي يناسبهم، وسط مجموعات طلابية لا تزيد على 20 طالباً تحت إشراف معلم أونلاين، إذ يتلقى الطلبة في كل أسبوع قائمة بالمهام والقراءة الواجب إنجازها، وبمجرد الانتهاء منها، يتم نشرها على الإنترنت وتصبح في متناول طلبة باقي المجموعة، موضحاً أن هذه المبادلات تسهم في تعزيز معارف الطلبة ومهاراتهم وقدراتهم على التعلم، فضلاً عن المرونة والابتكار الذي يحاكي لغة العصر والتطورات المتوالية في الأنظمة التعليمية عالمياً.

وشدد على أهمية التركيز على تنمية التعليم والبحث عن أساليب تعليمية جديدة، لا تقل أهمية عن تنمية الموارد الاقتصادية، مؤكداً أن مفتاح النهوض بالمجالات كافة، لاسيما مجال الصناعة والزراعة والطاقة والتقنية، يكمن في تحسين الأداء التعليمي، إذ إن العدد المطلوب للخريجين يزداد عالمياً ويأخذنا إلى أهمية إيجاد اتجاهات جديدة، لتلبي طلب السوق المحلي والعربي والخليجي من الخريجين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"