دبي: «الخليج»
تسود حالة من القلق العميق في أوساط المستثمرين من أصحاب الأصول الصافية الضخمة بشأن تأثير أحداث أوكرانيا على الاقتصاد العالمي وتفاقم التضخم، وذلك وفقاً للاستطلاع ربع السنوي الجديد حول توجهات وشعور المستثمرين الصادر عن مجموعة «UBS».
توصل الاستطلاع، الذي شمل 2500 مستثمر و1000 من أصحاب الأعمال في 14 سوقاً على مستوى العالم، إلا أن 92% من المستثمرين يتوقعون أن تؤدي الحرب إلى زيادة التضخم، ويعتقد أكثر من نصفهم أن ارتفاع معدل التضخم سيستمر على مدى ما يزيد على 12 شهراً.
على صعيد الإمارات، رأى 59% أن هناك مخاطر جيوسياسية بسبب الأزمة الأوكرانية، ويتخوف 56% من المستثمرين من تراجع الأسواق و55% من أزمة تجارة عالمية.
كذلك، توقع 85% من المستثمرين ارتفاع التضخم بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا، (35% ارتفاع كبير)، فيما يعتقد 15% أنه لا تأثير يذكر لذلك على أعمالهم. وفيما يرى 43% أن التضخم سيستمر أكثر من 12 شهراً، يعتقد 19% إنه لن يدون أكثر من 6 أشهر.
وعموماً، 72% من المستطلعة آراؤهم في الإمارات ما زالوا متفائلين بحالة الاقتصاد على مستوى المنطقة ل 12 شهراً المقبلة (بتراجع طفيف عن الاستطلاع السابق)، فيما 9% متشائمون و19% لا يرون تغييراً.
وبالنسبة لأسواق الأسهم للستة أشهر المقبلة، لا يزال التفاؤل مسيطراً عند 63% من المستطلعة آراؤهم (تراجع 17 نقطة)، مقابل تشاؤم لدى 10% ولا تغيير عند 27%.
وبشأن التنوع في المحفظة الاستثمارية والتوجهات إذا ما تراجعت الأسواق، يتجه 33% إلى زيادة الاستثمار مقابل ثبات 10% وانتقال 30% إلى قطاعات جديدة وفقط 27% يتجهون لتقليل الاستثمارات.
ويتجه 43% من المستثمرين إلى الأصول المشفرة و41% نحو العقار، و40% إلى الذهب.
ويرى 65% إلى 67% أن العقارات وقطاع الاستدامة والقطاع الصحي قطاعات جاذبة في هذه المرحلة. عالمياً
عالمياً، يرى نصف المستثمرين الذين استُطلعت آراؤهم أن تقلبات السوق أعلى من المعتاد. ويتوقع معظم المستثمرين أن تؤثر الأحداث الجيوسياسية في أوكرانيا تأثيراً سلبياً في الاقتصاد، إذ يتوقع 66% منهم ارتفاع أسعار الطاقة، فيما يرى 64% أن عدم الاستقرار سيتفاقم على الصعيد العالمي، كما عبر 60% عن قلقهم بشأن تصاعد الهجمات السيبرانية. غير أن المستثمرين لم يُقدِمُوا بعد على تعديل محافظهم، ولكنهم يتأهبون للقيام بذلك إذا واصلت السوق تراجعها. ويفكر العديد من المستثمرين حالياً في شراء الذهب والأسهم المحلية والنفط، فيما يظل قطاعا التكنولوجيا والطاقة من أكثر القطاعات جاذبية في بيئة السوق الحالية.
قلق واضح
وقال إقبال خان، رئيس UBS لأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا: «يبدي المستثمرون على الصعيد العالمي قلقاً واضحاً بشأن التأثيرات الناتجة عن إحدى أكبر الأزمات الإنسانية منذ عقود، سواء على الجانب الشخصي أو الاقتصادي». ويضيف قائلاً «من الصعب تقييم التداعيات الاقتصادية طويلة الأمد للحرب في أوكرانيا، إلا أن معظم المستثمرين يظهرون تفاؤلهم بشأن آفاق أسواق الأوراق المالية ويشعرون بالثقة حيال محافظهم الاستثمارية التي تمتاز بتنوعها».
وزاد قلق أصحاب الأعمال خلال ربع السنة الحالي بسبب عدم الاستقرار الجيوسياسي، فضلاً عن ارتفاع تكاليف المواد، وزيادة الضرائب، واللوائح التنظيمية الأكثر صرامة، ومشكلات سلاسل الإمداد. ونتيجة لذلك، تراجعت ثقتهم في أعمالهم ل 12 شهراً القادمة بمقدار 11%. وتوصل الاستطلاع إلى أن أصحاب الأعمال يميلون إلى ضبط وتيرة التوظيف والخطط الاستثمارية، ويركزون على زيادة مزايا الموظفين والإنفاق على تكنولوجيا المعلومات وتحسين المهارات.
