عادي
توقعات بمزيد من التراجع للعملة البريطانية

الإسترليني عند أقل مستوياته أمام الدولار منذ يونيو 2020.. ماذا بعد؟

11:36 صباحا
قراءة 4 دقائق

انخفض الجنيه الإسترليني أمام الدولار الأمريكي للشهر الخامس على التوالي، في إبريل، على الرغم من أن بنك إنجلترا المركزي بدأ برفع الفائدة ابتداء من شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي 2021. 

وبنهاية الأسبوع المنصرم، استقر الجنيه الإسترليني إلى حد بعيد بعد انخفاضه في وقت سابق إلى ما دون 1.23 دولار للمرة الأولى منذ ما يقرب من عامين، وذلك بعد يوم من إرسال بنك إنجلترا تحذيرا شديدا من أن بريطانيا تخاطر بضربة مزدوجة من الركود وتضخم يتجاوز 10%.

وانخفض الإسترليني الشهر الماضي بنسبة 4.3%، ويستمر باتجاهه الهابط هذا الشهر بخسائر تقدّر بنحو 1.8% منذ مطلع مايو/أيار 2022، إلى أقل مستوياته منذ يونيو 2020. وتأثّر الجنيه الإسترليني بارتفاع الدولار أمام سلّة من العملات؛ حيث يستفيد الدولار من توقعات استمرار الفيدرالي رفع الفائدة بشكل كبير هذه السنة.

وارتفع فرق عوائد السندات الأمريكية عن البريطانية، ووصل فرق عائد سندات استحقاق عشر سنوات إلى أكثر من 112 نقطة لصالح الأمريكية. وهذا الفرق هو الأعلى منذ الربع الأول عام 2020.

ورفع بنك إنجلترا المركزي الفائدة منذ أواخر العام الماضي من 0.1% إلى 1.00% على أربع مراحل، أي بفارق مقداره 90 نقطة أساس.
بالمقابل، رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الفائدة من نطاق 0.00% - 0.25% إلى نطاق 0.75% - 1.00%، وهذا يعني بأن الفيدرالي رفع الفائدة 75 نقطة أساس خلال الفترة.

وتشير التوقعات إلى احتمال أن يستمر الفيدرالي في رفع الفائدة، وأن تصل نهاية هذه السنة إلى نطاق 3.00% - 3.25% بنسبة احتمال تفوق 47%، أو أن تصل إلى نطاق 2.75% - 3.00% بنسبة احتمال تفوق 35%، أي أن الفائدة ستكون أعلى من المستويات الحالية بواقع 175 نقطة أساس على الأقل. بل أن هنالك توقعات بأن تصل الفائدة لأكثر من 3.25%، وأغلب التوقعات تشير إلى أن الفيدرالي سيستمر برفع الفائدة. (الاحتمالات بحسب مجموعة CME).

أزواج العملات

وتتحرّك أسعار أزواج العملات مع توقعات فروق أسعار الفائدة وليس مع أسعار الفائدة الحالية، وتشير أغلب التوقعات بأن بنك إنجلترا المركزي سيتوقّف عن رفع الفائدة عندما تصل لمستويات 1.50%، وفي أفضل الظروف 2.00%، أي أن التوقعات لنهاية هذه السنة تشير إلى احتمال أن تكون الفوائد الأمريكية أعلى بكثير من البريطانية.

وتأثّر الجنيه الإسترليني بشكل كبير من توقعّات تأثير التوتّرات الجيوسياسية شرقي أوروبا على بريطانيا، بأكثر من تأثّر الاقتصاد الأمريكي. لذلك، يبقى الضغط على الجنيه الإسترليني مقارنة بالدولار.

ويجد الدولار طلباً جيداً عندما تسود حالة القلق في الأسواق المالية، ويتوجّه المتداولون لطلب الدولار كملاذ آمن وتصفية مراكزهم في أسواق العائد المرتفع، مثل أسواق الأسهم. فعندما نرى القلق يتزايد، يزيد الطلب على الدولار.

وانكمش الاقتصاد الأمريكي في الربع الأوّل بنسبة 1.4%، وما زلنا ننتظر بيانات الناتج المحلي الإجمالي لبريطانيا، ومن المتوقّع أن تقع بريطانيا في ركود بفعل التباطؤ الاقتصادي العالمي والارتفاع الهائل في معدلات التضخم.

بورصة لندن

 

معدلات التضخم

كذلك، ارتفع معدل التضخم في الولايات المتحدة إلى 8.5%، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من 40 عاماً، مما قد يجبر الفيدرالي على رفع الفائدة بشكل متسارع. وعلى الرغم من أن الفيدرالي كان أقل تشدداً مما اعتقدت الأسواق في اجتماعه الأخير هذا الأسبوع، لكن هذا لا يعني توقّفه عن رفع الفائدة. أقل تشدداً تعني بأنه قد لا يرفع الفائدة بنطاقات تفوق 50 نقطة كما كانت تعتقد الأسواق، إذا كان الاعتقاد بأن الفيدرالي قد يرفع الفائدة 75 نقطة كاملة لأول مرة في تاريخه، لكن هذا قد لا يحصل، إلا أنه سيستمر برفع الفائدة على مدى هذه السنة، بنطاقات 25 أو 50 نقطة أساس.

خسائر جونسون

وبدأ موسم الانتخابات البريطانية، وهي حالياً تؤثّر سلباً في الجنيه الإسترليني؛ حيث إن هذه الانتخابات تعتبر فريدة من نوعها؛ إذ إنها ليست في صالح بوريس جونسون حتى هذه اللحظة، نتيجة خسارة منطقة «لندن دستركت» والتي فاز فيها حزب العمّال لأول مرة منذ 44 عاماً.

وهناك ارتفاع الأسعار الهائل في بريطانيا ومعدلات التضخم التي وصلت إلى 7% وهي الأعلى منذ عقود، وكل هذا أدى إلى تخلي العديد من المواطنين في لندن عن التصويت لصالح بوريس جونسون من حزب المحافظين.

إقرأ المزيد: الدولار يحوم قرب أعلى مستوياته في 20 عاماً.. والذهب يترنّح دون 1880

وأحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى فقدان بوريس جونسون شعبيته بين المجتمع كان عدم التزامه في قوانين كان قد وضعها هو بنفسه؛ حيث تم ضبطه في حفلات خلال جائحة كورونا داخل مكتبه.

وذهب الناخبون في أجزاء كثيرة من إنجلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية إلى صناديق الاقتراع الخميس الماضي، وشعرت حكومة جونسون بالضيق من ارتفاع تكاليف المعيشة، وتواجه رد فعل عنيف من الناخبين على سلسلة من الفضائح. وهذا ما أدى إلى انخفاض شعبية بوريس جونسون في حزبه أيضاً وليس فقط في الأحزاب المنافسة.

جونسون

من ناحية أخرى، جدد رئيس الوزراء البريطاني مشاكل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من خلال منح الاتحاد الأوروبي «فرصة أخيرة» للتوصل إلى حل وسط بشأن بروتوكول أيرلندا الشمالية، وهذا أيضاً قلل من شعبية بوريس جونسون.

واجتمعت المخاوف الاقتصادية مع التوترات السياسية داخل بريطانيا، مع التوترات الجيوسياسية شرق أوروبا في دفع الجنيه الإسترليني للانخفاض مقابل الدولار الأمريكي.

التحركات الفنية

فنياً، تراجع زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار وقام بكسر الدعم 1.2700، مما أسهم في تسارع وتيرة الهبوط نحو مستويات 1.2300. ومن المحتمل أن يقوم الزوج بقليل من التصحيح الصاعد على المدى القصير، في حال بقي الزوج مستقراً أعلى مستوى 1.2300 وقد يتوجّه الزوج لإعادة اختبار مستويات 1.2650/1.2700 كمستويات مقاومة للسعر. ومن المحتمل بشكل كبير أن يعود للاتجاه الهابط مرة أخرى بعد التصحيح؛ إذ إن الزوج يتوجّه لاختبار مستوى 1.20 في اتجاهه الهابط. في حالة كسر 1.2280 من المرجح أن يستكمل الهبوط بشكل متسارع لمستوى 1.20 بدون أي تصحيحات صاعدة.

  • «إكويتي»
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"