عادي

تعرف إلى «الزائر الغريب» في الملاعب

11:50 صباحا
قراءة 6 دقائق
إعداد: معن خليل
تشهد ملاعب كرة القدم الكثير من المفارقات، ويبقى«الزائر الغريب» أكثرها إثارة، وهو يظهر عندما يتم فتح «رشاش المياه» الموجود في الملعب بشكل مفاجئ، ليضطر الحكم إلى إيقاف اللقاء لبعض الوقت إلى حين إيقافه.
هناك الكثير من الوقائع في هذا المجال، ولاسيما أن نظام «رشاش المياه» الذي يستخدم لري أرضية الملعب يعمل بشكل تلقائي، لذلك فإن انطلاقه يكون مفاجئاً في بعض الأحيان لعطل ما في نظام برمجته.
ملاعب الإمارات
وشهدت ملاعب الإمارات ظهور «الزائر الغريب»، لعل أبرزها ما حدث في مباراة النصر ودبي في دور الـ16 لكأس رئيس الدولة عام 2016 والتي أقيمت في استاد راشد بنادي شباب الأهلي، عندما توقف اللقاء في الشوط الثاني بسبب رش الأرضية بالماء بشكل مفاجئ خلال مجريات المباراة.
كما شهدت قمة الهلال والنصر في الدوري السعودي عام 2020 ظهور «الزائر الغريب»، حيث انطلق رشاش المياه فجأة في وجه حارس النصر المحترف الأسترالي براد جونز وتسبب في إيقاف اللعب لعدة دقائق.
الملاعب الإنجليزية
وتعد الملاعب الإنجليزية حافلة في هذا المجال، فقد شهدت مباراة أقيمت بين برمنجهام ووست هام وبعد ثلاث دقائق من بدايتها على ملعب الأول «سانت آندروس غراوند»، انطلاق رشاشات المياه، ليوقف الحكم الدولي مايكل أوليفر اللقاء ثم يتابعه بعد إيقاف عمل «المضخة».
ولم تسلم مباراة وال سال مع ضيفه تشيلسي في سبتمبر عام 2015 ضمن الدور الثالث لكأس الرابطة الإنجليزية لكرة القدم من الأمر، حيث انطلق الرشاش للعمل في الملعب ليتوقف اللقاء لدقائق، لكن هذا الشيء لم يكن لصالح أصحاب الأرض الذين سقطوا في المواجهة غير المتكافئة 1-4.
استحمام وتبريد
كما ضربت «رشاشات المياه» الملاعب الأمريكية أيضاً، فخلال لقاء بين كانساس سيتي وكولورادو راييدز في يونيو من عام 2015، انطلقت المياه وبشكل هزلي بعد دقيقة من بداية الشوط الثاني، وقد استغل اللاعبون الأمر من أجل الاستحمام لتبريد أجسامهم بسبب الحرارة المرتفعة في الولايات المتحدة في الشهر السادس من السنة، ولم تؤثر الحادثة في سير المباراة التي تم استئنافها وانتهت بفوز فريق كانساس سيتي بهدفين دون مقابل.
وفي الدوري البلجيكي لكرة القدم وخلال لقاء لوفين ضد جنك عام 2013، انطلقت رشاشات المياه خلال هجمة واعدة لفريق جينك، لكن الحكم أمر بإيقاف اللقاء لبعض الوقت حتى إيقاف الضخ إلى داخل الملعب.
وحتى البطولات الكبرى لم تسلم من «الزائر الغريب»، حيث إن كأس ليبرتادوريس( بطولة أمريكا الجنوبية للأندية) شهد نفس المفارقة خلال لقاء بين فريقي كاركاس الفنزويلي وجريميو البرازيلي في مايو عام 2009، وتوقف اللقاء لمدة أربع دقائق في الدقيقة 76 عندما كانت النتيجة 1-1 وهي نفسها التي انتهت عليها المواجهة.
كما شهد الدوري الأوروبي «يوروبا ليج» وخلال لقاء فريق سكيتديريو الألباني وسبورتينج لشبونة البرتغالي في نوفمبر عام 2015 انطلاق رشاشات المياه في الدقيقة 67 من اللقاء، وكأنها كانت تحتفل بالفوز التاريخي لأصحاب الأرض بثلاثة أهداف نظيفة على أحد أعرق الفرق في أوروبا.
وفي الدوري الأوروبي أيضاً ظهر «الزائر الغريب» خلال مباراة الدور الـ16 الذي جمع فريق كلوب بروج البلجيكي على ملعبه «يان بريدل ستاديوم» مع بشكتاش التركي في مارس 2015، وكذلك ظهرت خلال لقاء جمع شتوتجارت على ملعبه «مرسيدس أرسنا» مع باير ليفركوزن في الدوري الألماني عام 2014.
وحتى يكتمل المشهد القاري فقد وصل الزائر الغريب إلى البطولة الإفريقية، ففي 9 يونيو عام 2014 انطلقت المياه من الرشاشات المتواجدة في أرضية ملعب المباراة التي جمعت بين الترجي التونسي ومواطنه فريق الصفاقسي ضمن منافسات دور المجموعات لبطولة دوري أبطال إفريقيا، بطريقة كوميدية لتُشعل القمة التونسية المثيرة أصلاً، وانتهت المباراة بفوز الترجي على الصفاقسي بهدفين مقابل هدف.
منع الاحتفال
«الزائر الغريب» قد يظهر أيضاً قبل وبعد المباريات الكبرى أو خلال التدريبات، أو مع احتفال الفريق المنافس، وأشهر واقعة في هذا المجال شهدتها مباراة فريقي برشلونة الإسباني وإنتر ميلان الإيطالي عام 2010 في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على ملعب «الكامب نو»، حيث تم انتقاد النادي الكتالوني بشدة بعد خروجه من البطولة بمجموع المباراتين ( خسر ذهاباً 1-3 وفاز إيابا 1-صفر)، وخلال احتفالات إنتر ميلان بالتأهل من أرض ملعب منافسه انطلقت رشاشات المياه لتمنع فرحة الفريق الخصم في الاستاد الكاتالوني.
وأثارت الواقعة انتقاد الكثير من وسائل الإعلام لإدارة ملعب «كامب نو» لأن إطلاق رشاشات المياه بعد ثوان من نهاية اللقاء لم يكن مسبوقاً، وعد قلة احترام للفريق المنافس وكذلك للجهة المنظمة وهي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
وقام البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب إنتر ميلان الإيطالي وقتها بالركض في ملعب «كامب نو» محتفلاً بالتأهل التاريخي، لكن فيكتور فالديس حارس مرمى برشلونة ركض باتجاهه وحاول منعه من الاحتفال أمام جمهور النادي الكتالوني، وانطلقت بعدها رشاشات المياه بشكل مستفز، إلا أن لاعبي الفريق الإيطالي لم يتم استفزازهم كما أرادت إدارة الملعب حيث وجدوها فرصة للاحتفال وسط المياه.
وانتقد لاعب إنتر ميلان وقتها الهولندي ويسلي شنايدر إدارة الملعب من استخدام رشاشات المياه لتفريقهم.
وأعرب شنايدر عن غضبه الشديد من الطريقة التي اتبعت لإفساد احتفالات فريقه واعترف أن ذلك زادهم إصراراً على نشر فرحهم وقال شارحاً: «أرادوا إفساد احتفالاتنا بأي شكل، لكننا لم نهتم كثيراً لذلك، فنحن وصلنا للنهائي على كل حال، ولا يهمنا إن أصابت بعض رذاذات المياه أجسادنا، كنا نشعر بعطش شديد بعد اللقاء، وكنا بحاجة شديدة إلى بعض قطرات الماء البارد».
واعتذر جوان أوليفر المدير التنفيذي لنادي برشلونة وقتها عن فتح رشاشات المياه، وأكد أن إدارة برشلونة فتحت تحقيقاً حول الواقعة التي تتنافى مع قواعد وأخلاق الروح الرياضية، وبرر ذلك بأن جمهور إنتر ميلان الإيطالي ألقى ألعاباً نارية على أرضية الملعب فقام شخص ما بفتح رشاشات المياه لإطفاء هذه الألعاب بعد أن عجزت أجهزة الإطفاء داخل الملعب عن إخمادها، ولكن لم يكن هذا القرار صائباً.
أما الحالات التي شهدت انطلاق رشاشات المياه خلال الإحماء قبل المباريات فكثيرة ويبقى أطرفها، ما حصل في أغسطس عام 2013، فخلال عمليات الإحماء لفريق نابولي الإيطالي الذي كان يستعد للقاء بورتو البرتغالي في كأس الإمارات لكرة القدم الذي كانت تنظمه «طيران الإمارات» سنوياً على ملعب الإمارات الخاص بنادي أرسنال الإنجليزي في لندن انطلقت رشاشات المياه، وكان لافتاً أن السلوفاكي ماريك هامسيك استمتع بالأمر، والتقطت له صورة شهيرة وهو يجري وسط المياه في سعادة بالغة، وقد علق موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم ( فيفا) على الصورة وقتها بأن «هامسيك المولود في بانسكا بيستريكا، التي تقع على نهر هورن وتغطيها الثلوج أغلب شهور السنة، وجد في الماء عدواً بسيطاً يمكن مقاومته مقارنة بالثلوج والبرد القارس الذي اختبره كثيراً في مدينته السلوفاكية».
أما الأوروجواياني لويس سواريز لاعب أتلتيكو مدريد الحالي وليفربول الإنجليزي سابقاً فكان محط سخرية جماهير نادي إيفرتون العدو اللدود لـ«الريدز» بعد أن فقد أعصابة خلال فترة الإحماء التي سبقت مباراة الديربي التي جمعت بين إيفرتون وليفربول والتي انتهت بفوز الأخير بهدفين دون مقابل.
وقبل توجه اللاعبين لغرف تبديل الملابس بدقائق حاول سواريز تسديد كرة من خارج منطقة الجزاء ولكنه تفاجأ بفتح رشاشات المياه التي تستخدم لري أرضية الملعب في المكان الذي تواجد فيه وهو الأمر الذي أصابه بالرعب.
هدوء رونالدو
أما تعامل البرتغالي كريستيانو رونالدو عندما كان لاعباً في ريال مدريد مع واقعة مماثلة فكان أكثر هدوءاً، وعد تصرفه من طرائف عام 2013 الكروية، فخلال فترة الإحماء لمباراة ريال مدريد ضد ألميريا في الدوري الإسباني انطلقت رشاشات المياه، فما كان من النجم البرتغالي إلا أن عمل على إيقافها دون انتظار عمال الملعب ونجح بذلك بالفعل.
وقد تفاجئ رشاشات المياه محللي مباريات كرة القدم، وكانت أكثر اللقطات متابعة من قبل وسائل التواصل الاجتماعي ما حصل خلال تصفيات كأس أمم أوروبا 2016 التي أقيمت نهائياتها في فرنسا، عندما انطلقت المياه خلال الاستوديو التحليلي من داخل استاد «سانت جاكوب بارك» في مدينة بازل الذي استضاف لقاء سويسرا وإنجلترا، حيث صدم المعلقون أيان رايت وغلين هودل ولي ديكسون عندما بدأت المياه تنهمر عليهم.
ولكن قد يكون الأمر أصعب وغير متوقع عندما تنطلق رشاشات المياه باتجاه المدرجات لتصل إلى المشجعين، وهو ما حصل مع جمهور ليفربول خلال مباراة فريقهم أمام نيوكاسل يونايتد في الدوري الإنجليزي في مارس 2016.
وقد اضطر المشجعون المساكين أن يتلقوا رذاذ المياه لمدة دقيقة قبل أن يتم العمل على إغلاق رشاشات المياه في ملعب ليفربول.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"