عادي

تعرف إلى «ثلاثية تولدي»

23:33 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة - عثمان حسن

هي من الملاحم الشعرية التي ترتبط بتاريخ الشعب الهنغاري، واسمها «تولدي» وهي في الحقيقة ثلاثية كتبها الشاعر الهنغاري يانوس أراني (1817 - 1882) وتتألف من ثلاثة أقسام، الأول بعنوان «تولدي» والثاني «ليلة تولدي» والثالث «حب تولدي» وتصور أبطال القرن الرابع عشر، يوصف أراني بأنه أعظم شاعر ملحمي هنغاري، عمل في الصحافة والترجمة، ويوصف لدى الهنغاريين باعتباره «شكسبير القصص»، وتتضمن سيرته الإبداعية أكثر من 102 أغنية تمت ترجمتها إلى أكثر من 50 لغة، وأسس شهرته بعد ملحمة «تولدي» المستوحاة من قصة البطل الأسطوري «ميكلوس تولدي» (1320 - 22 نوفمبر 1390) وهو فارس خدم في الجيش المجري في عهد الملك لويس الأول خلال القرن الرابع عشر ميلادي.

يسرد الجزء الأول من الملحمة مغامرات تولدي في الوصول إلى البلاط الملكي، أما الجزء الثاني، فيحكي تفاصيل حبه المأساوي، والجزء الثالث يعرض لجانب من صراعاته مع الملك ثم وفاته.

1

ما هو مهم بشأن هذه الملحمة التي يتذكرها الهنغاريون بوصفها تشكل جزءاً أصيلاً من تاريخهم المجيد، أنها تعكس الاستخدام العبقري الذي اتبعه يانوس في اختيار مفردات اللغة المجرية.

لا يمكن فهم ملحمة تولدي من دون فهم الظروف التي عاشتها هنغاريا (المجر سابقاً) في منتصف القرن التاسع عشر؛ حيث كانت مملكة تعيش تحت سلطة سلالة هابسبورغ، واشتعلت في أراضيها ثورة ما لبثت أن تحولت إلى حرب من أجل الاستقلال التام عن سلالة هابسبورغ.

ينظر الباحثون إلى هذه الثورة، بوصفها من أهم وأكبر الأحداث مصيرية في تاريخ هنغاريا الحديث، إضافة إلى كونها وضعت حجر الأساس في تركيب الهوية الوطنية الهنغارية.

1
تولدي ميكلوس

في تلك الفترة كانت (هنغاريا والنمسا) محكومتين من قبل فرانز جوزيف الأول (1830 – 1916) الذي كان يلقب إمبراطور النمسا - المجر، وهو الذي أنهى التسوية النمساوية المجرية لعام 1867 والتي منحت استقلالاً أكبر من الحكم الذاتي للمجر وحولت الإمبراطورية النمساوية إلى الملكية المزدوجة للنمسا - المجر.

ولد يانوس أراني لعائلة فقيرة تعمل في الزراعة، ذهب إلى المدرسة في ديبريسين، المجر، بدأ ظهوره الحقيقي على الساحة الأدبية في عام 1847 من خلال ملحمته الشعبية «تولدي» والتي استقبلت بحماس شعبي منقطع النظير، ذلك لأنها امتازت من حيث مضمونها بحس وطني عالٍ، ومن حيث جمالياتها الفنية بلغة رشيقة يستطيع الجميع استيعابها. استقبلت الملحمة بتقدير كبير من صديق أراني الشاعر شاندور بيتوفي، وكانت هذه بداية صداقة طويلة بين الاثنين، وكانا على الدوام - بحسب نقاد كثيرين - يعتقدان بأن الشعر الشعبي هو الشعر الحقيقي الوحيد، لكن مقاربتهما الموضوعات الشعرية كانت مختلفة، فارتفع إبداع بيتوفي إلى مستوى روائع الأدب العالمي، ولم يكن أراني أقل منه إبداعا ًوتجديداً، لاسيما في قصائده السردية ذات العمق الفلسفي الإنساني.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"