حتا: سومية سعد
بعزيمة لا تعرف المستحيل في وطن يسخّر موارده وجهوده لرفعة المواطن، بدأ مُربّي النحل الإماراتي مانع الكعبي تجربته في تربية النحل ب 10 خلايا في حديقته بمنطقة حتا دبي.. ثابر وواصل جهده حتى بلغ عدد خلايا النحل في حديقته حالياً 3000 خلية، وتعد الحديقة الأكبر في تربية النحل في الشرق الأوسط، وقد صارت الحديقة وجهة فريدة ومحل اهتمام ومتابعة كل الباحثين المتخصصين في مجال تربية النحل وإنتاجه.
تضم حديقة حتا للنحل أول محطة لتربية ملكات النحل، ومركز التداوي، كما تُعد الحديقة معهداً لتدريب النحّالين المحترفين والهواة لتعريفهم بفنون تربية نحل العسل، كما يتيح للجمهور التعرف إلى كل ما يتعلق بتربية النحل، والإسهام في تعريف الأجيال بدور النحل وأهميته في البيئة وكيفية جمع العسل، وأهم الأشجار الإماراتية المنتجة للعسل كالسدر، أو السمر، والغاف. وتعتبر حديقة النحل وكيلاً لأكثر من 15 شركة أوروبية، تصدر للدوائر الحكومية والخاصة ومزارع الشيوخ ومزارع كبار التجار والإشراف على الخلايا لجهات أخرى.
مدينة للنحل
منذ الصغر راوده حلمه، ويعمل عليه حالياً مدينة للنحل كاملة على أرض مساحتها 100 ألف متر مربع، وأول مدينة حاضنة مبتكرة للنحل والعسل ومستلزمات المناحل على مستوى العالم، وتحوي معاهد تدريبية للهواة ومن لديه الرغبة في تعلم فن إدارة المناحل ومصانع للصناعات التحويلية لمشتقات العسل مثل الشوكولاتة بالعسل، والأدوية المعالجة بالعسل. وستضم المدينة أول عيادة بيطرية متخصصة في النحل، إضافة إلى أول مركز تخصصي تجميلي بمستحضرات التجميل المستخلصة من النحل ومشتقاته والشمع الطبيعي وغذاء الملكات، وأول متحف يجمع سلالات العالم أجمع، والطرق القديمة والحديثة التي كان يستخدمها العالم منذ قيام البشرية ليومنا هذا، وكيفية استئناس النحل وتربيته وإنتاج العسل، وتثقيف الأجيال في مجال إدارة المناحل.
بدء المشروع
ويقول مانع الكعبي، صاحب حديقة حتا للنحل، إنه بدأ مشروعه الصغير الذي أطلق عليه اسم «عسل حتا» وتلقى عنه دعماً من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث تبلغ مساحتها نحو 16 ألف متر مربع، تقع بين الجبال والمزارع وهي موطن طبيعي للنحل.
ويضيف تعد منطقة حتا من أفضل الأماكن لإنتاج العسل، كما يعد العسل الإماراتي من أفضل الأنواع، ويمكن للنحالين الإماراتيين جعل الدولة مركزاً عالمياً في إنتاج العسل الطبيعي ذي الجودة العالية.
وأوضح أن مشروعات تربية النحل قد يظنها البعض غير مجدية، إلا أنها على العكس فهي ذات دخل عالٍ، إذا تم الاهتمام بها من حيث نوعية العسل وجودته وكيفية تسويقه وتعريف بالعسل وأنواعه وسلالاته وصولاً إلى كيفية إنتاج العسل ومشتقاته.
ويوضح انه حوّل الحديقة إلى مجموعة تسمى «إيه إن إتش بي» وأن خلية النحل تنتج العديد من الأنواع وليس نوعاً واحداً، مثلما هو سائد اليوم، فالخلية تنتج أشكالاً عدة مثل العسل وحبوب اللقاح، و(البروبليز) وهي المادة الصمغية ذات اللون الأسود يجمعها النحل من الأشجار وتعتبر مضاداً حيوياً طبيعياً للإنسان، كما تنتج نوعاً من سم النحل والشمع.
أهم الصعوبات
وينوه بأن أهم الصعوبات التي واجهها خلال سنوات عمله الطويلة مع النحل هي موت الخلايا بسبب الحرارة وقلة المراعي، إضافة إلى مشكلة رش المبيدات الحشرية، ولكن مع التطور وصلنا إلى استحداث منتجات مبتكرة في قطاع النحل للاستدامة في الدولة، وكذلك قلة الوعي في مجال تربية النحل كان أكبر تحدٍ واجهنا ما أدى إلى موت الخلية، وبالتالي خسنا مبالغ طائلة، وقمنا بالتواصل مع جهات ومؤسسات متخصصة في أوروبا وأمريكا وروسيا وأستراليا، وبحثنا عن الحلول والبدائل المستخدمة لاستدامة النحل، باستخدام بدائل غذائية علمية.
أهم الأنواع
تعد الحديقة أول محطة رسمية لإنتاج الساسكاتراز خارج أمريكا وكندا، تلك السلالة من أحدث سلالات العالم، تم تطويرها وإنتاجها في مقاطعة ساسكاتشيوان في كندا، وهي سلالة نحل عبارة عن مزيج مهجّن من سلالتي ليجستيكا وكارنيكا تمّ تعديلها وراثياً، ومنها أخذت الاسم، إضافة إلى سلالات محلية أخرى.
وتتضمن معايير الاختيار الأولية، إنتاج العسل، والقدرة على تحمل الشتاء، ومقاومة العثة، وأمراض الحضنة، ومقاومة تأثير الفيروسات والنوزيما، حيث تمت تربيتها بعدة طرق منها الاختيار الطبيعي، والتهجين، وإعادة الاختيار، وتحليل السلالة، والغرض من المشروع هو التوصل إلى سلالة أكثر إنتاجية، وتم التعاقد مع المقاطعة بشكل رسمي.
متجر للعسل
أول متجر ذكي للعسل يتضمن 4 أقسام رئيسية، هي العسل الطبيعي والنحل ومستلزمات النحل ومنتجات الخلية، ويشارك في الموقع شركات متخصصة في قطاع النحل من جميع الدول الخليجية وبعض الدول العربية والمتجر في تزايد.
