مسلسل «الكنبة وباربي»

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

استمتعنا في رمضان بالثراء الفكري في بعض الأعمال، وبالجهد الحقيقي الذي بذله مؤلفون ومخرجون في صناعة دراما تليق بمصر وتحترم عقول المشاهدين، فبادلهم الممثلون الجهد بجهد مماثل فأبدعوا في تقديم الشخصيات، ليكتمل العمل وتكتمل فرحتنا بارتقاء الدراما إلى المستوى المأمول منها؛ لكن في المقابل هناك أعمال صنعت خصيصاً لإرضاء فلان وفلانة، مثل مسلسل لا يجوز تسميته إلا بمسلسل «الكنبة وباربي».

تعمدت مشاهدة بعض الحلقات من «يوتيرن» بالصورة بلا الصوت، بعدما مللنا من فراغ المضمون وشعرنا بالأسف على أن تكون عودة الفنان القدير توفيق عبدالحميد إلى الشاشة بعد غياب طويل من خلال هذا العمل، خصوصاً أنك تتأكد طوال الوقت أنه الفنان المناسب في العمل غير المناسب، المسلسل لا يرتقي إلى مستوى أداء وموهبة هذا النجم.

بعيداً عن كل ما قيل عن حملات شنها «بعض الحاقدين» على ريهام حجاج بطلة المسلسل ورد المدافعين عنها وعن المسلسل بأنه «من أنجح الأعمال في رمضان»، فمن يشاهد بتجرد «يوتيرن» يدرك أنه مفصل على مقاس بطلته، وأن المخرج سامح عبد العزيز لم يبذل مجهوداً كافياً كي يحرك المياه الراكدة، ممثلون معظم الوقت إن لم يكن كل الوقت يتحاورون وهم يجلسون على الكنب، لغة الجسد شبه ميتة، الانتقال بالكاميرات بين الداخل والخارج وتحرك الممثلين في الشوارع وانتقالهم من مكان إلى آخر يعطي الدراما حيوية ويكسر الروتين والإيقاع الممل والبطيء، وهو ما لم يحصل، فتشعر بأنك تشاهد مجموعة ممثلين يتدربون على الأداء ويتبادلون الكلام طوال الوقت ولا شيء يتغير سوى ديكور اللوكيشن.

من مسؤوليات المخرج أيضاً أن يُخرج من كل ممثل أفضل ما يملك من موهبة، لكن سامح عبد العزيز لم يفعل ذلك، فبدت ريهام حجاج كأنها باربي تتباهى بشكلها وتبديل أزيائها وإظهار مدى نحافة جسمها أكثر من انشغالها بالتفاعل مع الشخصية بكل مشاعرها، وبعض المشاهد بدت فيها كتلميذة حفظت واجبها وجاءت تسمّع درسها أمام أستاذها وكفى.

المؤلف أيمن سلامة لم يقدم جديداً من ناحية القصة ولم يبهرنا بعمل مختلف، خصوصاً أنه قدم «يوتيرن» في موسم ازدهر بالأعمال الغنية من حيث التأليف أولاً والإخراج ثانياً، فكيف يمكن التصفيق له والقصة عادية جداً والحوار لا يشد ولا يتضمن عبارات تعلق في ذهن الجمهور فيرددها؟

لا يمكن الدفاع عن عمل حصر نفسه بين الكنبة وجمال وأزياء بطلته والقصة العادية، بحجة أن أسباب عدم النجاح تعود إلى «أعداء ريهام حجاج»!.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"