عادي

هل خدعت فرنسا بريطانيا في «حرب الفوكلاند»؟

03:35 صباحا
قراءة دقيقتين

إعداد: وائل لبيب
اعترف مسؤول عسكري فرنسي سابق، بأن بلاده خدعت بريطانيا، خلال حرب «الفوكلاند» الشهيرة، بعدما رفضت إخبارها بكيفية تعطيل صواريخها المخيفة «اكسوسيت»، التي أودت بحياة العشرات من جنود البحرية، بعدم مشاركة تقنية «مفتاح القتل»، لأن باريس لم ترد تسليم «مفاتيح خزانتها» إلى منافسها في تجارة الأسلحة، وفق ما نشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
ويتعلق التصريح المثير بحرب «الفوكلاند» الشهيرة التي اندلعت في 2 أبريل/ نيسان 1982 بعد اجتياح الأرجنتين عسكرياً لجزر الفوكلاند، نشبت إثرها مواجهة عسكرية مع بريطانيا ورئيسه وزرائها مارجريت ثاتشر، التي ادعت تبعية الجزر لها. وخلال الحرب استخدمت القوات الأرجنتينية صواريخ «إكسوسيت» الفرنسية الصنع ضد مدمرات بريطانية، متسببة في خسائر فادحة ومقتل 46 من بحارتها.

خسائر بريطانية
وأبرز تلك الخسائر، بعدما استهدفت القوات الأرجنتينية بالصواريخ المدمرة «أس أم اس شفيلد»، ما تسبب في غرقها، ومقتل 20 بحاراً.وبات «إكسوسيت» التهديد الأكثر رعباً لدى البحرية البريطانية، بعدما أغرق أيضاً سفينة الإمداد «أتلانتيك كونفيور»، ومعها 12 بحاراً آخرين. كما استخدم لقصف المدمرة «إتش إم إس جلامورجان» متسبباً في مقتل 14 من بحارتها.
الاعتراف الفرنسي جاء على لسان المسؤول العسكري السابق بيير رازو، بعدما أكد لصحيفة «التليجراف» وجود جهاز يمكنه تعطيل الصواريخ الفرنسية آنذاك، لكن الرئيس فرانسوا ميتران رفض مشاركته مع بريطانيا.

«مفاتيح الخزنة»
وبحسب المسؤول السابق، لم يشارك ميتران التكنولوجيا السرية، لأنه لم يرغب في تسليم «مفاتيح الخزنة» إلى منافس في تجارة الأسلحة.
وقال رازو، الذي كان موظفاً في وزارة الدفاع الفرنسية من عام 1992 حتى عام 2020، إن السفن الفرنسية كان يمكنها إرسال إشارات من شأنها إبطال مفعول «إكسوسيت»، مشيراً إلى أن بلاده خلال الحرب سلمت تفاصيلاً فنية عن «إكسوسيت»، ومعلومات استخبارية عن الأسلحة الأرجنتينية، لكنها لم تزود بريطانيا بالجهاز الذي يمكن أن يوقف الصواريخ.

تحييد الصواريخ

وأضاف: «على حد علمي، عملية القتل هذه لا يتم تفعيلها إلا عندما تلقى الصاروخ رسالة من الهدف نفسه. تماماً مثل قوارب البحرية الملكية، كان لدى السفن الفرنسية في منطقة حرب سلسلة من الإجراءات المضادة الإلكترونية التي ترسل إشارات لتحييد الصواريخ التي كان من الممكن أن نبيعها، ويمكن استخدامها ضدنا».وتابع قائلاً: «لكن تسليم تفاصيل هذا الجهاز كان مثل إعطاء مفاتيح خزنتك إلى جارك».

تهديد نووي

الاعتراف الخطر تزامن مع دعوة كبار نواب حزب «المحافظين» البريطاني هذا الأسبوع إلى إجراء تحقيق في وجود «مفتاح قتل»، يمكن أن تكون فرنسا سلمت تفاصيله إلى بريطانيا خلال الحرب.
ويتناقض هذا الاعترف مع ما ورد في كتاب صدر العام 2005 لأحد المقربين السابقين لميتران، أكد فيه بأنه سلم تفاصيل تعطيل الصواريخ لبريطانيا، بعدما هددت ثاتشر باستخدام الأسلحة النووية ضد الأرجنتين.
الكتاب زعم أن ثاتشر هددت بقصف بوينس آيرس نووياً ما لم تقدم فرنسا المعلومات المطلوبة، بعد غضبها من بيع باريس أسلحتها المتطورة إلى النظام الأرجنتيني.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"