عادي
120 دقيقة قضتها «الخليج» مع فريق العمل بالمشروع

إنجاز 50% من المرحلة الثانية لقمر محمد بن زايد «MBZ-SAT»

00:31 صباحا
قراءة 6 دقائق
Video Url

دبي: يمامة بدوان

فريق شاب من المهندسين والمهندسات، يبلغ متوسط أعمارهم 27 عاماً، يعملون بدقة تامة، ومن دون الشعور بالتعب، وفق الجدول الزمني المحدد مسبقاً لمشروع القمر الاصطناعي محمد بن زايد «MBZ-SAT» في الغرف النظيفة في مركز محمد بن راشد للفضاء بمنطقة الخوانيج في دبي. 120 دقيقة، قضتها «الخليج» تحاور بعض مهندسي المشروع، عن آخر مستجداته، خاصة أنه ثاني قمر اصطناعي إماراتي يبنيه ويطوره بالكامل فريق من المهندسين الإماراتيين، بعد قمر «خليفة سات»، فضلاً عن الاختبارات التي أجريت عليه، للتأكد من أنظمته الكهربائية والميكانيكية، استعدادا لإطلاقه في الربع الثالث من العام المقبل، والتحديات التي واجهت الفريق عند تصميم الكاميرا الخاصة بالقمر، كونها أكبر حجماً وأكثر دقة، حيث إن حجمها يعادل حجم «خليفة سات» كاملاً.

1

كشف المهندس عامر الغافري، مدير إدارة الهندسة الفضائية، ومدير مشروع القمر الاصطناعي محمد بن زايد «MBZ-SAT» في مركز محمد بن راشد للفضاء، عن أنه تم إنجاز 50% من المرحلة الثانية في مشروع القمر، التي تشمل اختبار الأنظمة الكهربائية والميكانيكية على النموذج التأهيلي مشابهة تماماً لمثيلتها في النموذج النهائي.

وقال إن المشروع مر بثلاث مراحل، الأولى تم الانتهاء منها وهي مرحلة التصميم وإجراء الاختبارات على النموذج التجريبي، بينما يجري العمل في المرحلة الثانية، حيث قطع الفريق منتصف الطريق فيها، أما المرحلة الثالثة فهي تتضمن بناء النموذج النهائي، الذي سيتم اطلاقه أواخر العام 2023.

وأضاف أنه تم في وقت سابق، إنجاز مرحلة مراجعة التصاميم النهائية للمشروع، والمباشرة في تطوير الأنظمة الفعلية للقمر، حيث أنجز فريق العمل نسبة كبيرة من الأنظمة المختلفة بالمشروع، مثل الأنظمة الكهربائية والميكانيكية وأنظمة التحكم والكاميرا الرئيسية في القمر، التي من المتوقع إنجازها نهائياً أواخر العام الجاري، ليتم تركيبها مع باقي الأنظمة الأخرى، لتكوين القمر النهائي «MBZ-SAT».

اختبارات تأهيلية

وأكد أن المشروع يعد نقلة نوعية في مجال صناعة الفضاء بالدولة حيث أنجز فريق العمل تصنيع العديد من أنظمة المشروع، على أن يتم تجميعها خلال الفترة المقبلة، وإجراء الاختبارات التأهيلية للقمر النهائي، وتشمل اختبارات قدرة تحمل القمر لعوامل الإطلاق واهتزازات صاروخ الإطلاق، والقدرة على تحمل بيئة الفضاء، سواء الإشعاعات أو ارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها بالفضاء الخارجي، حيث سيتم إجراء الاختبارات بالتعاون مع الشركاء الدوليين بحكم وجود المختبرات المتخصصة خارج الدولة بالوقت الحالي، يلي ذلك مرحلة معايرة ومعاينة القمر النهائي مع الأنظمة الأرضية، وتجهيز شبكة من المحطات الأرضية المنتشرة حول دول العالم المختلفة، للتحكم واستقبال الصور والبيانات المرسلة من القمر، من أجل توفيرها للمستخدمين في داخل الدولة وخارجها بطريقة أسرع وبكفاءة أفضل، من خلال أتمتة جميع المراحل والعمليات في المحطة الأرضية الموجودة بمنطقة الخوانيج في دبي.

وحول الاختبارات والمعايرات مع المحطات الأرضية حول العالم، قال إنه سيتم إنجازها في الربع الثالث من العام القادم، كي يكون القمر جاهزاً للإطلاق في الربع الرابع من 2023.

تطوير الأنظمة

وتابع الغافري: بعض مهمات إطلاق الأقمار الاصطناعية تكون جديدة، وتتم من خلال معايير دولية، لكن تختلف بحسب كل مهمة، وبالتالي فإن مهمة القمر MBZ-SAT تختلف عن المهمات السابقة، وتحتاج إلى تطوير أنظمة جديدة في المشروع، حيث إننا تطرقنا في نقاشنا مع عدد من المستخدمين داخل الدولة وخارجها، وارتأينا ضرورة زيادة في وضوح الصور الفضائية، حيث إن القمر «خليفة سات» يوفر حالياً صوراً بدقة 70 سم، لكن توجهنا إلى تطوير دقة وضوح الصور التي سيتم التقاطها بواسطة المشروع الجديد لتصل إلى أفضل من 50 سم، أي ضعف دقة صور «خليفة سات».

دقة ووضوح

وأكد الغافري أن حجم كاميرا MBZ-SAT بحجم القمر «خليفة سات» كاملاً، وهو ما جعل ذلك من التحديات التي واجهت فريق العمل في تطوير مثل هذا الحجم الكبير، بما يتطلبه الأمر من معايرات للتأكد من دقة وضوح الصور.

وأشار إلى أنه يجري العمل على تطوير المحطة الأرضية، بحيث تكون أتمتة لجميع العمليات فيها، ما يعني عدم الحاجة لتدخل كثير من العنصر البشري، إضافة إلى توفر الخدمة على مدار ال24 ساعة متواصلة، ما يسهل طلب الصور الفضائية ووصولها للمستخدمين بشكل أوتوماتيكي وسريع، من خلال وجود شبكة المحطات الأرضية حول العالم.

وأشار الغافري إلى أن بعض الأنظمة في القمر، خلال وجوده بالفضاء، يمكن إعادة برمجتها عن بُعد، لكن نطاق التحكم بها ليس مشابهاً لوجود القمر على الأرض، وبالتالي فإن كثرة الاختبارات التي نجريها حالياً، للتأكد من عدم فشل تلك الأنظمة في بيئة الفضاء الخارجية.

نموذج ميكانيكي

وأوضح الغافري أنه تم البدء في تطوير وتصنيع نموذج الطيران الخاص بالمشروع فور الانتهاء من اجتماع التصميم النهائي في أكتوبر/ تشرين أول من العام الماضي 2021، حيث تم التأكد من أن جميع التصاميم سليمة، وبالتالي المباشرة في تصنيع القمر النهائي، كما عقدنا شراكة مع شركة «استرادا» لتصنيع النموذج الميكانيكي للقمر، وجارٍ المتابعة معهم في هذا الشأن، كذلك جارٍ تصنيع الأنظمة الكهربائية والإلكترونية مع شركائنا.

وقال إن أكثر من 90% من الأنظمة الميكانيكية يتم تصنيعها بالدولة من خلال شركائنا المحليين، وبالنسبة للأنظمة الكهربائية والألواح الإلكترونية نحن بصدد العمل معهم في هذه المرحلة لزيادة النسبة عن 50%، حيث إن القمر الاصطناعي مثله مثل أي مشروع بحاجة للتركيز على الجدول الزمني، ومن أجل ذلك نسعى للتأكد من قدرة شركائنا المحليين على توفير عمليات التصنيع في الوقت المناسب، كما أنه من الملاحظ وجود شركات جديدة تبدي رغبتها في المشاركة بالمشروع، وبدأنا بالحديث معهم لزيادة نسبة التصنيع المحلي، ونسعى للتعاون مع مؤسسات محلية تعمل في مجال الفضاء، مثل مختبرات للفضاء في جامعة العين من أجل إمكانية القيام بعمليات التطوير والتصنيع فيها، كذلك يجري النقاش مع شركات محلية مسؤولة عن الاستفادة من البيانات الفضائية، سيتم الإعلان عنها قريباً.

جدول زمني

وحول إمكانية تسريع العمل في الجدول الزمني للمشروع، أكد الغافري أنه بالرغم من خبرة الفريق الواسعة في العمل بعدة مشاريع سابقة، إلا أنهم ملتزمون بالجدول الزمني للقمر الاصطناعي، لوجود مشاريع أخرى في المركز يقوم المهندسون بالعمل عليها في الوقت نفسه، مثل المستكشف «راشد» والقمر «فاي».

نافذة الإطلاق

وفي ما يتعلق بنافذة الإطلاق الخاصة بالمشروع، أوضح الغافري أنه تم اختيار شركة «سبيس إكس» الأمريكية لتكون الشريك في عملية إطلاق القمر الاصطناعي للفضاء، حيث تمتلك محطتين في فلوريدا وكاليفورنيا، كما تم تحديد نافذة إطلاق القمر الاصطناعي من 3-6 شهور، تبدأ في الأول من أكتوبر 2023، إلا أن تحديد الموعد الدقيق للإطلاق يتطلب التنسيق مع «سبيس إكس» لمناقشة جاهزية القمر واختيار أنسب الأوقات.

1

بدورها، أوضحت حصة علي، مهندس أول إدارة المشاريع الهندسية، ونائبة مدير مشروع MBZ-SAT، أن عدد فريق القمر الاصطناعي يبلغ حوالي 200 مهندس، متوسط أعمارهم 27 سنة، منهم 70 مهندساً في قسم تطوير القمر، و35 مهندساً في قسم العمليات ومعالجة البيانات، كذلك 10 باحثين و40 متخصصاً وإدارياً في قسم الاستفادة من البيانات الفعلية.

ساعات العمل

وقالت إنه تم تصميم القمر الاصطناعي ليعمل في الفضاء ما بين 5-8 سنوات، إلا أنه من المتوقع أن يستمر في الخدمة لأكثر من 8 سنوات، كما أن خبرة الفريق اكتسبت من خلال العمل في مشاريع طويلة بدءاً من دبي سات1 ووصولاً إلى خليفة سات ومسبار الأمل، فمنهم من يمتلك خبرة تصل إلى 15 عاماً في هذا المجال، ما يسهم في تخطي الصعوبات التي قد يواجهها الفريق.

وذكرت أن ساعات العمل، تترواح من 8-12 ساعة، ومن المتوقع أن يجري العمل على مدار ال24 ساعة في فترة الإطلاق ضمن نظام المناوبة.

1

سرعة النقل

وحول مزايا القمر MBZ-SAT، قالت إن وزن التصميم النهائي المعتمد يبلغ أكثر من 800 كيلوجرام، وسيعمل على تحسين دقة التقاط الصور بأكثر من ضعف المستوى الذي تقدمه الأنظمة السابقة، كما سيزيد من سرعة نقل بيانات الوصلة الهابطة (Downlink Data) بثلاثة أضعاف السعة الحالية، وسيتمكن النظام المؤتمت بالكامل لأغراض جدولة ومعالجة الصور من إرسال أكثر من 10 أضعاف الصور التي ينتجها المركز حالياً.

وأشارت إلى أن MBZ-SAT سيكون أول قمر اصطناعي يمتلك القدرة على رصد عدد كبير من الأهداف، سواء كانت طبيعية أو من صنع الإنسان بدقة عالية تفوق الأقمار الاصطناعية المخصصة لأغراض الرصد، كما سيعمل النظام الجديد في القمر على جمع البيانات الأولية ومُعالجتها بمرونة وسرعة بفضل وظائف الذكاء الاصطناعي المُحسنة، التي تُساعد أيضا في تحليل ومعالجة الصور الفضائية بشكل أسرع.

قدرة كبرى للشركات الوطنية

قال عامر الغافري إن الشركات الوطنية لديها قدرة لتطوير جميع الأنظمة الميكانيكية داخل الدولة بنسبة 100%، كما أن هناك بعض التقنيات التي سيتم تأهيلها من خلال البرامج التأهيلية داخل المركز بالتعاون مع الشركاء المحليين، لكن بشكل عام الشركات الوطنية قادرة على تطوير الأنظمة كافة المستخدمة بالأقمار الاصطناعية بحسب الحاجة للمهمات الفضائية المختلفة،

وذكر أن المصانع الوطنية قادرة على استخدام مواد خام مختلفة، وأنظمة متخصصة مثل ألياف الكربون والتيتانيوم والمغنيسيوم وغيرها، كما لديها أجهزة متطورة لإجراء الاختبارات على الأنظمة الميكانيكية، سواء الاهتزازات أو رصد شروخ داخل هذه الأنظمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"