حلم أخضر للكوكب

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

أليس خبراً يساوي ألف ثروة؟ نبأ عظيم هبّت نسائمه الفردوسية لتنعش باللون الأخضر كل أرجاء الأرض، بثّه موقع «فوتورا سيانس»، مستقبل العلوم، الفرنسي (5 مايو). إذا صدقت الرؤيا، وصحّ تنفيذ الرؤية، فإن في إمكان الآدميين، أن يجعلوا أوطانهم جنّات خضراء تسرّ الناظرين.

أمّا عن الميزانية الاقتصادية التي تتحقق بها هذه المعجزة، فإنها لا تُعجز المعوز، ولا تقلق المملق، توفيرها ميسور مقدور. معجزة لا يتخلف عنها إلاّ المتخلّف. كم يساوي سرب من الطائرات المسيّرات؟ هل تصدّق أن المسيّرة الواحدة تستطيع أن تزرع أربعين ألف شجرة في اليوم؟ بهذا هي أسرع من العمل اليدوي خمساً وعشرين مرّة، أمّا التكلفة فأقل بنسبة 80%.

الطواقم الضرورية شيء مدهش، خطة اقتصادية بامتياز، مشروع حيوي في هذا المستوى،لا يحتاج إلى حشود موظفين ويد عاملة، ولا إلى ترسانة أجهزة. كل ما تتطلّبه المسيّرة لا يتعدّى شخصين للبرمجة والتوجيه والمتابعة. في البداية، تحلّق مسيّرة واحدة لاستكشاف الميدان وتحديد مواقع الزراعة وربطها بالبرنامج عبر نظام التموضع العالمي (جي.بي.إس)، ثم تنطلق المسيّرة المكلّفة بالزراعة، حاملة بذوراً، كل بذرة في ظرف يغذيها ريثما تنبت ويبدأ نموّها. نظريّاً تستطيع الطائرة زراعة بذرتين في الثانية. منذ لحظة البذار حتى ظهور النبتة، كل شيء مراقب بنظام التموضع، كل بذرة ستغدو شجرة.

العمليات الحسابية سهلة، على كل بلد أن يحسبها طبقاً لعدد المسيّرات التي سيقتنيها. أستراليا مثلاً قرّرت أن تكون لديها سنة 2024 مئة مليون شجرة. الشركة المصنّعة لم تنس وقاية البذور من الهجمات المحتملة من الطيور والقوارض، فأكسبتها مناعة ضدّها. عمليّة تنفير على الأرجح. أمّا الأرقام فمذهلة، لأن أربعين ألف شجرة في اليوم، تعني أربعة عشر مليوناً في السنة. هذا بمسيّرة واحدة، فماذا إذا سخّر البلد عشر طائرات؟ وماذا إذا اقتنى مئة مسيّرة، وعقد العزم على العمل عقداً؟ هل يستطيع المرء أن يعدّد روائع المنافع؟ سيتنفس كل صبح ملء رئتيه من الأفق إلى الأفق. ستنشرح صدور الشعوب لمرأى الدنيا نعيماً أخضر. سيتوارى التصحّر. ستنطق الأرض بالشجر، سترقص شجراً. وداعاً للاحتباس الحراري، ستزول حمّى الكوكب. ستحتفل الإنسانية في كل يوم بعيد الأوكسجين.

لزوم ما يلزم: النتيجة الحلميّة: إذا كانت هذه الجنان الخيالية بالمجان، هانت في سبيلها الأموال التي ستنفق في ضمان الريّ، بمعالجة ماء البحر أو غيره.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"