صدارة إماراتية

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

هذا هو الواقع الفعلي لموقع الإمارات في العالم، وتلك هي صورتها المدنية الحضارية الثقافية عملياً، وعلى الأرض، وليس من باب البهرجة الإعلامية وسيولة ثقافة الدعاية في العالم، وأغلبها ثقافة تضليل وقلب للحقائق.. والحقائق في الإمارات تأتي هذه المرة في تصريح محمد الدليمي، الأمين العام لهيئة المرأة العربية: «نسبة حضور المرأة الإماراتية في عضوية المجلس الوطني الاتحادي بلغت النصف. نسبة الوزيرات في الحكومة الاتحادية 30%، بواقع تسع وزيرات من 33 وزيراً». ويضيف الدليمي في المستوى الدبلوماسي أنه من 50% إلى 60% من الإماراتيات يعملن في السلك الدولي الحيوي.
معلومات منشورة أمس في الصحافة الإماراتية ترفع رؤوس أبناء هذه البلاد التي تتصدر العالم اليوم في مؤشرات عديدة: في الثقافة والعمل الدولي والاقتصاد، والإدارة والعلوم والفضاء.
لانا نسيبة أوّل سيدة عربية إماراتية تترأس جلسات مجلس الأمن الدولي في تاريخ هذه المؤسسة الدولية التي يجلس على مقاعدها شخصيات نخبوية من العالم وراءها تربية ثقافية رفيعة، ومشهود لها بالكفاءة المهنية التي أهّلتها للوصول إلى هذه المواقع بكل احترام لتاريخ وتراث الدول التي تمثّلها هذه الكفاءات.
على مستوى الاقتصاد والتجارة والأعمال حازت الإمارات المقاعد الأولى، وتشغلها نساء مثقفات محترفات في مجالاتهن الدقيقة والصعبة، ومرة ثانية بكل كفاءة، وتأهيل علمي وأكاديمي وثقافي.
أتحدث بكل شفافية عن التقرير السنوي لعام 2021 الصادر عن مركز دراسات مشاركة المرأة العربية في صنع القرار في البلدان العربية، وللسنة الرابعة على التوالي تتصدر الإمارات هذا التقرير المعتمد دولياً، والمستند في حيثياته إلى الواقع العملي في كل بلد عربي.
وراء هذه الصدارة الإماراتية العالمية فكر دولة، وفكر مؤسسات، وثقافة حكام ومسؤولين وإداريين، وعقول شابة اكتسبت العلوم والأفكار من أكبر جامعات العالم، وأخذت تعمل بهدوء بعيداً عن السرعة والارتجال التي تسمى في أدبيات عديدة: «حرق المراحل».
فكرة «حرق المراحل» ليست موجودة في الفكر الثقافي والإداري والاقتصادي في الإمارات. هنا تطوّر وتدرّج، وعلم وبحوث ودراسات، وجامعات ونخب منتقاة وكفاءات موثوقة.
في الإمارات مؤسسات علم ومعرفة وآداب وفنون متكاملة ومتوازية في برامجها وأدائها ضمن معادلة ثابتة: المحافظة على التراث، والتواصل اليومي مع الحداثة والمعاصرة.
فكر دولة معتدل ومتوازن بهذه الرؤية، يمكّن المرأة والرجل والطفل والشاب في الإمارات من الوصول إلى الصادرة، ليس فقط على مستوى إبداع المرأة واكتشاف ذكائها المهني والإداري؛ بل على مستوى آخر هو الأصل وهو البداية.. إنه المكان وروحه وأصالته، بساطته، وجغرافيته، ورائحته، وألوانه، وأصواته.
حين تحب المرأة وطنها.. تصبح سيدة العالم. 
حين يحب الرجل بلاده.. يصبح سيداً وأباً وحكيماً.. وربّ عائلة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"