عادي

عوض الدرمكي لـ «الخليج»: الموسم المقبل يقيس نبض الشارع

00:28 صباحا
قراءة 4 دقائق
الدرمكي يستعرض إحدى القطع في المتحف
.

الشارقة: زكية كردي
أكد عوض بن حاسوم الدرمكي، مقدم برنامج «إسلامنا حضارة» أن الثراء البصري يحافظ على دهشة المشاهد، لهذا كان التفكير في موسم آخر للبرنامج يعتمد على قياس نبض الشارع الإماراتي ومدى تفاعل الجمهور معه، في الوقت الذي تصدّر فيه البرنامج قائمة المشاهدة، وفق استطلاع «الخليج».

وعن إشادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ببرنامج «إسلامنا حضارة» أثناء لقائه الإعلاميين في شهر رمضان، وهذا التكريم الذي لفت أنظار المجتمع للتوقف أمام عمق وثراء البرنامج، قال الدرمكي: «معتادون من صاحب السمو على اهتمامه ورعايته للإعلام، وتأكيده أهمية ورسالة الإعلام في المجتمع وصناعة الوعي، إلا أنه في لقاء هذا العام فاجأني وأثلج صدري أطال الله في عمره أن شخصية بمقامه الكبير كحاكم ومثقف وكاتب فذ، عندما يتكلم بهذه الطريقة عن البرنامج، ما جعل الجمهور يتوجه إلى منصة تلفزيون الشارقة للبحث عن البرنامج ومشاهدته، فهذا إكليل غار على رؤوسنا».

تصوير البرنامج كان في «متحف الشارقة للحضارة الإسلامية» الذي يضم مقتنيات صاحب السمو حاكم الشارقة التي وصفها الدرمكي بأنها كنز يجب أن يصل إلى الناس بطريقة مشوقة. وأضاف: «في البداية، اقترح مخرج البرنامج محمد طعمة، وهو الجندي المجهول في هذا العمل، أن نكتفي ب15 حلقة فقط خوفاً من ملل المشاهد، إلا أنني ارتأيت أن تأخذ المقتنيات الكثيرة حقها بالشرح والتطرق للقصص التي تحملها، فالموجود في المتحف كثير جداً، ولا نقول إنه كل ما جادت به الحضارة العربية والإسلامية، إلا أنه كافٍ ليقول إن الحضارة الإسلامية لم تمر عبثاً على الإنسانية، كما يصدّر الغرب اليوم مدعياً أن نتاج العرب كان من باب التسلية. وفي هذا البرنامج أحببنا التأمل في منجزات الكثير من علمائنا، والإضاءة على ما قام به ابن الجزار القيرواني، والبيطار، وغيرهم الكثير من علماء المسلمين الأوائل الذين استطاعوا أن يتركوا بصمة وأثراً عاماً في تقدم الحضارة الإنسانية».

وقال الدرمكي: «لدينا قضية عادلة تحتاج إلى محامين أكفاء، فقبل عام 1492م فترة سقوط غرناطة (أعظم حواضر الإسلام)، لم يكن هناك أي ذكر لعالم أو مخترع أوروبي على الإطلاق، ورأينا أنهم بدأوا يظهرون تباعاً وبغزارة بعد سقوط غرناطة، ما يبين أن إحراقهم كل الكتب ما كان إلا مجرد أكذوبة، فخروج العلماء من أي أمة تسبقه فترة تحتوي على إرهاصات ومدارس علمية ونقدية، لكن هذا الظهور المفاجئ يوضح السرقة التاريخية التي لم يتحدث عنها سوى الباحث المتخصص في التراث العلمي العربي والإسلامي فؤاد سزكين».

وأشار الدرمكي إلى أن البرنامج حاول تسليط الضوء على مختلف مجالات العلوم التي كان للعلماء العرب والمسلمين الفضل في نهضتها وتقدمها في مختلف المجالات: الفلك والطب والملاحة والري، وغيرها الكثير، متناولاً ما قدمه العرب والمسلمون من إنجازات واكتشافات كانت القاعدة التي أوصلت البشرية إلى الحضارة التي نعيشها اليوم، وليس القصد هنا التغني بالماضي؛ بل أردنا القول إن الحضارة العربية والإسلامية كانت رقماً صعباً في المشهد الإنساني، ولم تكن يوماً موطناً للعنصرية، فما زالت بلاد الشام إلى يومنا تحتضن جميع الطوائف منذ أقدم العصور.

ولفت الدرمكي إلى أن «نجاح البرنامج كان دافعاً للاستمرار في هذا الطريق بلا شك، فالشارقة تحتوي على عدد من المتاحف المتخصصة والغنية في مختلف المجالات والتي تستحق التوقف عندها، إلا أن الاستقرار على موضوع ومتحف البرنامج المقبل ما زال قيد النقاش مع المخرج، ونتطلع في الموسم المقبل إلى أن نستحدث أسلوباً أكثر تشويقاً، لنحاول جذب الجيل الأصغر سناً؛ فالجيل الناشئ هو الذي يتولى مهمة تغيير المجتمعات، وعليهم أن يعرفوا أنهم هم الرهان القادم، ويدركوا أن أجدادهم كانوا على قمة الحضارة، والحضارة تحتاج إلى طموح يستند إلى إرث الماضي».

محمد خلف: المكونات الثقافية تصنع مادة جاذبة

1
محمد خلف

اعتبر محمد خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، أن برنامج «إسلامنا حضارة» الذي تميزت به شاشة قناة «الشارقة» الفضائية في شهر رمضان، جاء ليؤكد ما تتميز به الشارقة من مكونات ثقافية تسهم في صناعة مادة إعلامية يقبل عليها الجمهور، مشيراً إلى أن التعاون بين الهيئة والإعلامي المميز عوض بن حاسوم الدرمكي ليس الأول.
وقال خلف: برنامج «إسلامنا حضارة» جاء متميزاً لعدة عوامل؛ كان أهمها المقتنيات المميزة والنادرة التي يحتويها متحف الحضارة الإسلامية بالشارقة، وهي كلها خاصة بصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي يزود بها متاحف الإمارة بين الفينة والأخرى، كما أن الأسلوب المشوق الذي تميز به مقدم البرنامج أسهم في انتشاره وتميزه، ولا شك أن إشادة صاحب السموّ حاكم الشارقة، بالبرنامج ومقدمه أثناء لقاء سموّه مع الإعلاميين في رمضان، جعلته واحداً من أكثر البرامج متابعة خلال الشهر الفضيل.
وأكد خلف سعي الهيئة لمزيد من التعاون مع متاحف الشارقة والمتميزين من الإعلاميين من أمثال الدرمكي لتقديم كل ما يهم المشاهد العربي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"