مقعد جامعي والسلام..

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

للأسف، وحتى في زمننا هذا، ما زالت هناك الكثير من الأسر ترضى بما يُختار لابنها من تخصص جامعي.
هذه حقيقة تعيشها الكثير من العائلات في بلادنا العربية، وهي تنتظر بفارغ الصبر القبول الجامعي، لتحمد الله وتشكره، لمجرد أن ابنها أو ابنتها قد حصدا مقعداً جامعياً.
ما المقعد؟ ما التخصص؟ ليس بالأمر المهم لدى الكثير.. لكن رغبة الأسرة وأمنيتها تحققت بأن ولدها سيلتحق بالجامعة أخيراً، ومسألة الوظيفة وما نوعها وأين ستكون؟ تأتي لاحقاً؛ فالزمن ما زال مبكراً عليها، هناك 4 أو 5 سنوات سيقضيها الطالب في الجامعة.
في مقابل ذلك، هنالك أسر ليست بالقليلة، لديها من الوعي والإلمام بأنها تخطط لمستقبل أولادها مبكراً، وقد يكون هذا التخطيط من مراحل الإعدادية أو بدء الثانوية، ولكن الأسر الأكثر ذكاء واهتماماً، قد تتنبّه لذلك حتى من مراحل الطفولة المبكرة بمراقبة ميول الطفل أو اهتماماته، فتحول مسار حياته بالكامل، بالتركيز على ما يحبه أو يتقن فعله.
تعاطي الأسر مع التخصص الجامعي، يجب أن يحظى باهتمام أكبر لديها، وألا تكون مسألة قيد البحث عند حلولها، لأنه في توجيه الطالب أو معرفة ميوله، ومزامنة ذلك مع التوجهات الحالية للوظائف، ومعرفة المستقبل القادم، ستوفر على هذا الطالب الكثير من معاناة إثبات الذات، والبحث عن وظيفة المستقبل، وكثير من الأسر تعي تماماً أن هذا الاختيار يحدد مسار حياة ابنهم إلى الأبد تقريباً.
في صحيفة «الخليج» وخلال رمضان المنصرم، أضاء «ملحق الصائم» الذي صدر طوال أيام الشهر الفضيل، على بعض التخصصات النادرة التي يدرسها أبناء الإمارات، وتبين أن الكثير من هؤلاء الطلبة، وعبر الحوارات معهم، يعرفون جيداً ما يريدون، ويدرسون مواد واختصاصات بعضها لم نسمع بها بعد، ولكنها في المجمل تعكس مقدار وعيهم ومعرفتهم بما هم ذاهبون إليه، فضلاً عن الطموح والرؤية المتشكلة لدى الكثير منهم.
وفي الحديث عن التخصصات، لا بدّ من الإشادة بمبادرة «مليون مبرمج عربي»، التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لتأهيل جيل جديد من الشباب العربي قادر على الاستفادة من اقتصاد المعرفة، وصنع الفرص المستقبلية لنفسه ولمجتمعاته.
«المبادرة» ومنذ إطلاقها عام 2017، كشفت حجم الوعي لدى الكثير من الشباب العربي، فكان الإقبال عليها كبيراً، فهي على أهميتها توفر فرص عمل، وفوق هذا كله لديها تحدّ سيُعلن قريباً، تبلغ قيمة جوائزه مليون دولار.
التخصص الجامعي، نصف المستقبل، فكم من طالب أعاد دراسته الجامعية ليعمل بما يحب، وكم من طالب درس وتخرج وهو لا يعرف ماذا سيعمل!!

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"