هذا الإرهاب اللعين

00:22 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

ساد اعتقاد بأن الإرهاب في مصر، خصوصاً في سيناء، قد لفظ أنفاسه بعد حرب ضروس استمرت لسنوات أبلى فيها الجيش المصري بلاء حسناً، وخاض خلالها عشرات المواجهات، ودمر مئات الأوكار الإرهابية، وقتل مئات الإرهابيين. وكان من المتوقع أن يتم الإعلان عن نهاية هذا الكابوس ودحره إلى الأبد، لكنه على ما يبدو قد استشعر نهايته، فقام قبل يومين بعملية إرهابية استهدفت محطة لرفع المياه شرق قناة السويس أدت إلى استشهاد أحد الضباط وعدة جنود، في محاولة من تلك الجماعات للإيحاء بأنها ما زالت حية وقادرة على ممارسة الإرهاب، خصوصاً ضد أهداف مدنية.

 هذه العملية التي تأتي بعد نحو عامين من الجهود الأمنية التي كبحت جماح الإرهابيين، واستعادت الأمن في سيناء، هي مؤشر على أن الإرهاب لم يتم اجتثاثه من جذوره بعد، وأن هناك بقايا إرهابية تتحرك في الظلام وقادرة على الإيذاء، وأنها تجد بيئة حاضنة في مكان ما في صحراء واسعة وممتدة، وصعبة المسالك.

 لا شك أن القيادة المصرية تعي أن هذا العمل الخسيس يستهدف مصر وجيشها وشعبها، وتدرك أن الإرهاب أراد أن يقول من خلال هذه العملية إنه لا يزال في سيناء وفي غيرها من المناطق، وإن لديه القدرة على التحرك رغم ما تعرض له من ضربات، لكن هذه القيادة تدرك أيضاً أن مثل هذه العملية هي محاولة لعودة الروح التي لن تعود، لأن الجيش المصري دائم التأهب، ولن تفتّ في عضده مثل هذه العملية أو غيرها، وقد أكد ذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قال «إن هذه العملية الإرهابية الغادرة لن تنال من عزيمة وإصرار أبناء هذا الوطن وقواته المسلحة في استكمال اقتلاع جذور الإرهاب».

 لا شك أن هذه العملية أعطت للقوات المسلحة درساً في أن تبقى في حالة يقظة وتأهب لاستكمال مسيرة تحرير سيناء وأي جزء آخر من مصر، من أوكار الإرهاب والإرهابيين، وأن تظل كل العيون مفتوحة وساهرة على كل موقع ومؤسسة ومنشأة عامة، لأنها تشكل هدفاً للإرهابيين الذين يعادون الوطن والشعب والمؤسسات، وكل ما له علاقة بالتنمية.

 وكما لاقى هذا العمل الإرهابي اللعين شجباً حكومياً وشعبياً مصرياً، واستنفاراً أمنياً واسعاً لضرب بقايا الأوكار الإرهابية، فقد كانت ردود الفعل العربية في نفس مستوى الإدانة، من مختلف الدول العربية، لأنها ترى في هذا العمل الإرهابي استهدافاً لها باعتباره يمثل خطراً وجودياً يهدد العديد من الدول العربية على مرّ سنوات ما يسمى «الربيع العربي» و«الفوضى الخلاقة»، حيث دمّر وخرّب ومزّق وانتهك كل المحرمات، ولا يزال يخرج من أوكاره ويضرب كلما سنحت له الفرصة في سوريا والعراق وليبيا وغيرها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"