الترجمة الإماراتية واستحقاقاتها

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

نشير بداية إلى (الاتحاد الدولي للمترجمين: FIT)، ذلك البيت الثقافي العريق الذي أطلق في (30 سبتمبر 1991) «اليوم العالمي للترجمة»، بهدف إظهار تعاضد المترجمين في جميع أنحاء العالم من ناحية، ولتعزيز مهنة الترجمة في مختلف الدول.

على ضوء ذلك، ونظراً لما للترجمة من فضل قريب أو بعيد، مباشر أو غير مباشر، في إنشاء جسر عبور وتلاقي بين الأمم والشعوب والثقافات؛ وبمناسبة انطلاق فعاليات الدورة الثانية ل«مؤتمر الترجمة الثاني» الذي يتبناه الأرشيف والمكتبة الوطنية في أبوظبي خلال الفترة من 9 إلى 13 مايو الجاري تحت شعار «الترجمة وحفظ ذاكرة الوطن: صورة الإمارات في الثقافات والآداب والتراث الفكري العالمي».. نطل على محطة عربية إماراتية ذات علاقة مباشرة بالنشر الإبداعي الأدبي والثقافي العام، وبفعل الترجمة الإبداعية الأدبية، من وإلى اللغة العربية واللغات الحية العالمية الأخرى، على اختلاف جنسياتها وأجناسها الأدبية المختلفة؛ هذه المحطة هي بيت المثقفين الإماراتيين اتِّحاد كُتّابِ وأدباء الإمارات، بعراقته، وتنوع روافده الإبداعية ومشاربه الثقافية، هذا البيت الذي أسسه وأنشأه عام 1984 مجموعة من مثقفي دولة الإمارات العربية المتحدة، كجمعية ذات نفع ثقافي عام؛ مقره الرئيسي في الشارقة، وأفرعه في أبوظبي، رأس الخيمة، دبي.

«اتحاد كُتّاب وأُدباء الإمارات».. هذا البيت الثقافي العربي الذي رفد المشهد الثقافي المحلي والعربي العام بمئات الإصدارات الأدبية الشعرية والسردية والنقدية والبحثية في التراث والفنون والمسرح وفي أدب الطفل؛ ليكون من بين تلك الإصدارات ذات البصمة البصيرة في المشهد الثقافي، نحو (16) إصداراً في الشعر والقصة والرواية والمسرح، كأعمال أدبية في نطاق مشروع الترجمة من وإلى اللغة العربية واللغات العالمية المختلفة الطبع والطابع.. وأظن أنَّ رقماً كهذا، لا يسمن ولا يغني من جوع، يمثل نسبة ضئيلة جداً على صعيد مشروع النشر الإماراتي عبر بوابة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ونسبة فقيرة جداً مقارنة بالنسبة العامة لمشروع الترجمة الإماراتي على صعيد المؤسسات وَجِهاتِ النشر المختلفة، الرسمية منها والخاصة والأهلية.

إنَّ أمراً كهذا، يستوجب ضرورة مراجعة اتِّحاد كُتّابِ وأُدباءِ الإمارات خطته الاستراتيجية الثقافية، وضرورة إبرام العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع مختلف المؤسسات الثقافية في دولة الإمارات، يكون محورها الأساسي ترجمة الأعمال الإبداعية الأدبية والثقافية العربية الإماراتية العامة، سواء لأعضاء الاتحاد أنفسهم، أو لسواهم من كُتّابِ وأدباء ومبدعي الإمارات من غير الأعضاء؛ بما يؤدي إلى تسليط الضوء على الثقافة الإماراتية ونقلها إلى العالمية لتكون في المشهد الثقافي العالمي العام.

بقي أن نقول: إن اللغات الرسمية ل«الاتحاد الدولي للمترجمين» هي الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية؛ فهل ستكون اللغة العربية ماثلة في ذلك البيت الثقافي العالمي عبر البوابة الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بجمعية الناشرين الإماراتيين مثلاً، بوصفها مظلة مختلف مؤسسات ودور النشر الإماراتي التي يتعيّن عليها الإسهام في مشروع الترجمة الإماراتية الكبير؟!

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"