الجيش الإماراتي.. درع الأمان

00:53 صباحا
قراءة 3 دقائق

سلطان حميد الجسمي

حماية الأوطان والمحافظة على حدودها تعدّان من أهم عوامل قيام الدول ونموها وتطورها، وإبراز مكانتها ووجودها بشكل رئيسي. فالدول التي لا تمتلك قوات مسلحة متحدة قوية مخلصة، متقدمة، وطموحة هي الدول التي تعاني الفقر والفساد والتدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية، وينعدم فيها الأمن والأمان، وتكثر فيها الجرائم، وتكون معرضة للاختراق الأمني دائماً. وأما الدول التي تمتلك قوات مسلحة مخلصة وقوية ولديها عقيدة قتالية، وتمتلك عتاداً متقدماً فهي الدول القوية التي تتصدر المشهد السياسي والعسكري والاقتصادي، ويكون نموها الداخلي أضعافاً مضاعفة بسبب الأمن والأمان، والسلام والتعايش الذي يرتكز على وجود قوى أمنية يقظة ومتأهبة وكفوءة.

 ولهذا حرصت دولة الإمارات منذ نشأتها على توحيد القوات المسلحة التي تصادف ذكرى توحيدها يوم 6 مايو/ أيار من كل سنة، هذا الحدث التاريخي الذي وحّد صفوف أبناء الوطن، وجعلهم أكثر لحمة وأكثر عطاء ودفاعاً عن الوطن وشعبه، وقد قال المغفور له القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إن «دمج قواتنا يعني جمع الشمل وتوحيد الكلمة والتآزر بين إخوة تربطهم أواصر القربى والدم والجوار»، وهذه المبادئ جعلت من القوات المسلحة الإماراتية قوات قادرة على حماية مكتسبات الاتحاد، وجعلت من الوطن واحة سلام وأمان. 

 ومنذ نشأة القوات المسلحة الإماراتية كان هدفها الرئيسي حماية الوطن ومكتسبات الاتحاد والدفاع عن مواطنيه ومقيميه وحدوده من أي خطر كان، وكما قال المغفور له بإذن الله الشيخ زايد: «إننا نسعى إلى السلام ونحترم حق الجوار، ونرعى الصديق، لكن حاجتنا إلى جيش قوي قادر على حماية الوطن تبقى قائمة ومستمرة، ونحن نبني الجيش لا عن رغبة في غزو، وإنما للدفاع عن أنفسنا»، وهكذا تأسس جيش الإمارات كي يحمي ويصون ويبني.

 ولعبت القوات المسلحة الإماراتية على يد أبناء الإمارات الأوفياء دوراً مهماً في الحفاظ على السلام، ورفعت علم دولة الإمارات عالياً بكل فخر في جميع الميادين ،باعتزاز وإصرار على رفع كلمة الحق ونشر السلام والأمان والاستقرار في العديد من الدول العربية والعالم، إيماناً بدورها في تعزيز السلام وحمايته وخلق حالة من الاستقرار في المجتمعات التي عانت الحروب والفقر والجوع والتشرد، فكانت القوات المسلحة الإماراتية تحمل لهم الخير والمساعدة وتدافع عنهم. وقد لاقت القوات المسلحة الإماراتية إشادة عالمية وإقليمية لمشاركتها مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في أكثر من موقع، وكانت كلمة دولة الإمارات لحماية المستضعفين من الأبرياء حاضرة لحماية المدنيين الأبرياء. وهي مواقف ستظل محفورة في ذاكرة الشعوب، لأن القوات المسلحة الإماراتية غرست الخير في كل منطقة تواجدت فيها من أجل الإنسانية.

 ففي اليمن أرض العروبة، قاتل الجيش الإماراتي الجماعات الحوثية المتمردة التي انقلبت على الشرعية ونشرت الذعر والفقر والخراب وجعلت مصالحها فوق مصالح الشعب اليمني الشقيق، فكانت القوات المسلحة الإماراتية بقيادة التحالف العربي درعاً لرد هذا العدوان. وقامت قواتنا المسلحة بدعم المنظمات الإنسانية لتسهيل حركة وصول المساعدات الإغاثية والغذائية للأشقاء اليمنيين، وسطرت قواتنا آيات الفخر والمجد على تراب اليمن، وقدم أبناؤها أرواحهم قرابين عز كي يبقى اليمن عربياً أبياً. وفي الكويت شهدت أراضيها ملاحم بطولية في معركة تحريرها من ظلم ذوي القربى.

 وأيضاً ساهمت القوات المسلحة الإماراتية في حفظ السلام، حيث شاركت مع قوات «الردع العربية» في نشر الاستقرار والأمان في لبنان، ودعم الشعب الصومالي في مواجهة الحرب الأهلية والمجاعة التي كانت تسود الصومال، وأيضاً شاركت في إطفاء الإبادة الجماعية في كوسوفو، وفي أفغانستان ضد الفقر والحروب وعدم الاستقرار الداخلي، وهكذا كانت القوات المسلحة الإماراتية بلسماً للجروح في كل مكان تواجدت في لنشر السلام والاستقرار.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"