صوت السلام

00:55 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

لدولة الإمارات مواقف ثابتة وواضحة تجاه مختلف القضايا التي تهم منطقتنا والعالم، وهي استراتيجية تقوم على مبادئ السلام والتعاون والتعايش، من منطلق تعزيز القيم الإنسانية القادرة على تجاوز الأزمات والحروب، وخلق بيئة يمكن للعالم أن يتصالح فيها مع نفسه، بعيداً عن الصراعات والأزمات الحادة التي يمكن أن تهدّد السلام والأمن العالميين.

 هذا مبدأ تكرّره الإمارات دائماً وتلتزم به في كل علاقاتها، الدولية والإقليمية، وتسعى إلى تكريسه من خلال التعاون مع مختلف الدول المُحبة للسلام.

 وخلال اللقاء الذي جمع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يوم أمس، مع رئيس وزراء اليونان، كيرياكوس ميتسوتاكيس، وتم فيه بحث مسارات التعاون والعمل المشترك في مختلف المجالات بين البلدين، في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تجمعهما، أكد سموه عدداً من الثوابت التي تتعلق بالأوضاع الدولية الراهنة، خصوصاً الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتداعياتها على الأمن العالمي، والوضع الاقتصادي والإنساني الذي بات يشكل عبئاً وتهديداً يطال ملايين البشر.

محمد بن زايد أكد أن دولة الإمارات تتابع الأزمة الأوكرانية بقلق شديد، بسبب تداعياتها الخطيرة. وأشار إلى أن «موقف دولة الإمارات من الأزمة منذ بدايتها يتسق مع توجهاتها الثابتة في الدعوة إلى السلام، وإعطاء الأولوية للحلول الدبلوماسية للأزمات، والاهتمام بالبعد الإنساني في مناطق الصراعات». وشدّد على أن الإمارات ستستمر في تقديم المساعدات، وإغاثة المدنيين المتضررين، كما أكد سموه استعداد دولة الإمارات الدائم للقيام بأي جهد بالتعاون مع أصدقائها في العالم، وفي مقدمتهم اليونان الصديقة، للدفع بأي جهد في اتجاه تخفيف حدّة التوتر في الأزمة وتقليل آثارها السلبية على مختلف المستويات.

 إن دعوة الإمارات هذه تنطلق من مسؤولياتها كدولة عضو في الأمم المتحدة، تلتزم بميثاقها، وكدولة نجحت في أن تكون صوت الضمير العالمي المحب للسلام والساعية إليه، والداعية للتعقل وتجنيب العالم المزيد من الكوارث.

 إن دعوة الإمارات للحوار من أجل السلام في أوكرانيا، هي دعوة تنطلق من إيمان بأن الانتصار الحقيقي والدائم هو انتصار السلام وليس انتصار الحرب، وأن المحافظة على السلام أصعب من صنعه، وأن من يصنع السلام هو القادر على صنع الحياة وحمايتها، فالحرب الوحيدة التي تستحق القتال هي الحرب من أجل السلام، وكون الإمارات تدعو للسلام فلأنها تدرك تماماً أن الحرب لن تأتي إلا بالخراب والدمار وتزيد من الكراهية والحقد، وقد قيل «الذين عرفوا قيمة السلام بنوا مجتمعات، أما الذين جهلوه فقد هدموا مجتمعات».

 لا بد من نهاية للحرب الأوكرانية التي تتعاظم مأساتها، ولن يتحقق السلام فيها إلا من خلال الحوار، طال الزمان أو قصر. 

من أجل اختصار المأساة وتكاليفها البشرية والمادية فلتتوقف الآن قبل فوات الأوان.. هذه دعوة مخلصة من الإمارات إلى كل الذين يشعلون أوارها ولا يريدون أن تتوقف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"