عادي
رواية وصلت إلى القائمة القصيرة ل«البوكر العربية»

«ماكيت القاهرة» على طاولة نقاش صالون الملتقى الأدبي

23:02 مساء
قراءة 3 دقائق

أبوظبي: نجاة الفارس
استضاف صالون الملتقى الأدبي، الكاتب طارق إمام في جلسة افتراضية للنقاش والحوار حول روايته «ماكيت القاهرة» التي وصلت للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2022، وذلك مساء أمس الأول، الثلاثاء، وأدارتها أسماء صديق المطوع مؤسسة ورئيسة الملتقى، وقدمت نادية طرابيشي من العضوات نبذة عن ضيف الأمسية.

وقالت أسماء المطوع: «تتناول الرواية المفارقة بين الواقع والمتخيل، والوجود الفعلي لمدينة القاهرة مقابل الوجود الفكري الاستعاري المجازي، حيث يُطلب من أحد أبطال الرواية في عام 2045 بناء ماكيت مصغر للقاهرة قبل 25 عاماً، وتخلط اللغة الأدبية لإمام بين العربية والإنجليزية، لتعبر عن الفترة التي تغطيها الأحداث ولتصف التكوين المعرفي للأبطال الذين يعيشون في الفترة ما بين 2011 و2045 وتعكس إحساسهم بالأشياء وما يستخدمه بالفعل جيلهم من مفردات، فنحن في رواية «ماكيت القاهرة» أمام لغة هجينة تعبر عن قطاع كبير يعيش بيننا.

أضافت: أسماء المطوع «في روايتنا لليوم، يناقش طارق إمام الوضع الاجتماعي والثقافي الذي تعيشه مدينة القاهرة ويلاحق أحداثها عبر الفنتازيا، وبقدر ما تمتلك الأحداث من غرائبية عالية، أو إن شئنا أن نطلق عليها سوريالية مفرطة، فهي تكشف عن واقع حقيقي وأحداث فعلية شهدها أبطال الرواية الثلاثة: نود وأوريجا وبلياردو، الذين ندرك مع تصاعد الأحداث أن العلاقة التي تجمعهم هي علاقة أسرية فهم أب وأم وابن، فهي رواية مفعمة بتاريخ لأشخاص يتماهى مع تاريخ المدينة، وبجغرافية مكان سكن قاطنوه بأكثر ما سكنوه هم».

أثر

يقول طارق إمام في الرواية: «ما الذي يجعلُ حكاية ما تتحوّلُ كُّل مرة إلى حكاية مُختلفة رغمَ أنّ جوهرها هو نفسه ُ؟ ويقول أيضاً، الأمكنة تخلِقُ قاطنيها، إن نشأتْ نسخة جديدة من بيت، ستنشأ نُسخة جديدة مِن ساكن «وتستطيع من أحداث الرواية التي تنتقل بين الأب والأم والابن في قلب القاهرة، حيث مقهى العيني، حيث يعيش ويعمل الأب وحيث فقد عينه، أن تدرك أن هذا المكان لا تكف الحركة بداخله عبر الجيلين الموجودين في الرواية، وتستطيع أن تدرك أن قلب القاهرة يستقبل ويرسل باستمرار، تطورت وتغيرت بعض تفاصيله، لكن ملامحه الجوهرية ظلت على حالها، وإذا كان للأماكن حضورها في الذاكرة، برغم تغير ملامحها أو اختفائها، فالأثر الانفعالي العاطفي للقاهرة ظل باقياً في أجيال الرواية مع كل ما اعتراها من تغيرات، ومبينة أن الرواية مفعمة بالفلسفة الوجودية وفيها استشراف للمستقبل وتحتاج إلى القراءة عدة مرات، وفيها إشارة وخوف على المهن اليدوية من الاندثار، وهي عالم قائم بذاته، فيه إحساس وإبداع ينطق الجماد، وكلنا شخوص موجودون في هذه الرواية.

10 سنوات

وذكر طارق إمام أن أسماء الشخصيات لها دلالة وعلاقة بشيء أعمق داخل الرواية، وأن الرواية من بدايتها تحفز على طرح أسئلة عن الثورة والفن والتغيير، فالقاهرة مدينة تعيد تشكيل نفسها بشكل لحظي، وماكيت يعني مجسماً، كما أن الفن دائماً يلعب على الثنائيات الخير والشر والأبيض والأسود وغير ذلك، موضحاً أن الرواية أتعبته فقد كتبها على مدى 10 سنوات، وأنه لا يكتب فقط للقارئ المصري فتشابكات العالم هي تشابكات الوجود كله، وأن ثورة يناير كانت محركاً أساسياً لهذه الرواية، كما أن الواقع نتاج الثقافة.

وقال:«نحاول التغير بالفن من خلال الأدب وغيره من الفنون، والقاهرة تمثيل لأي مدينة فمأزق الإنسان هو مأزقه في كل مكان»، موضحاً أن الإلهام يتم استحضاره وليس انتظاره، كما أن الروائي يحتاج إلى أن يقرأ في كافة المجالات في علم النفس والفلسفة والاقتصاد وليس فقط في الفنون، ومبيناً أنه قلق مما سيكتب بعد هذه الرواية، كما اعتبر هذا اللقاء بصالون الملتقى تتويجاً حقيقياً له وللرواية.

وأوضح عدد من عضوات الملتقى أن الرواية تعبر عن جيل التسعينات، وأن العلاقة بين العمارة والفلسفة علاقة جدلية، وأضفن أن الرواية تتسم بالواقعية فهي ليست خيالاً علمياً، وفيها توثيق للمدن، كما أن الكاتب احترم فيها ذكاء القارئ، فالكتابة متقنة وليست عبثية، وفيها إحياء لذاكرة المدينة.

وذكرن أنها رواية تعبر عن إنسان الحاضر المتشظي، ولغتها جميلة فيها شعر وخيال، وقد نجحت في إحداث الدهشة المربكة للقارئ، كما أن أحداثها تخطت مفهوم الزمان والمكان، وشخصنة الأشياء أعطت معنى آخر للوجودية، فهي رواية إنسانية وكل من يقرأها سيجد ذاته فيها، كما أن الطرح فيها خيالي وواقعي معاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"