معركة ماكرون لم تنتهِ

00:47 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

خاض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، معركة ضارية للتجديد لولاية ثانية في قصر الأليزيه، ونجح، واستطاع أن يهزم منافسته اليمينية مارين لوبان، لكن جزءاً من نجاحه في الجولة الثانية كان بفضل الأحزاب الفرنسية التي تناصب اليمين العداء، لأنها لا تريد أن ترى فرنسا في قبضة اليمين، في خروج على تقاليدها وتاريخها، فأعطت أصواتها إلى ماكرون الذي تم تنصيبه لولاية ثانية قبل يومين، لمدة خمس سنوات أخرى. 

 إلا أن أمام الرئيس الفرنسي معركة أصعب، وقد تكون أكثر شراسة وحدّة، في الانتخابات التشريعية التي ستجري على مرحلتين يومي 12 و19 يونيو/حزيران المقبل، لأن عليه الاحتفاظ بالأكثرية النيابية التي تضمن له رئاسة مريحة من دون رأسين في السلطة، هو ورئيس حكومة معارض.

 المعركة هذه المرة مختلفة عن معركة الرئاسة من حيث المشاركين فيها والأحزاب التي ستتصارع على 577 دائرة انتخابية، للفوز بالأكثرية النيابية التي تؤهلها لتولي منصب رئاسة الحكومة. فقد توصلت أحزاب اليسار إلى اتفاق، هو الأول من نوعه، منذ عشرين عاماً إلى التحالف وتشكيل قوائم موحدة في مختلف الدوائر، للحؤول دون حصول ماكرون على الأكثرية النيابية التي تؤهله للتفرد بالسلطة مع حزبه «النهضة» (الجمهورية إلى الأمام سابقاً) وبعض الأحزاب الأخرى التي يسعى إلى التحالف معها مثل «حزب الحركة الوطنية» (وسط)، و«حزب هورايزن» ( الأفق) الذي شكله رئيس الوزراء السابق إدوار فيليب، وبعض الأحزاب الصغيرة الأخرى، إضافة إلى شخصيات مستقلة دعمت ماكرون في معركة الرئاسة. 

 يذكر أن ماكرون يحظى الآن بأغلبية مريحة تبلغ 346 مقعداً في الجمعية الوطنية، لكن ليس واضحاً ما إذا كان سيحتفظ بهذه الأغلبية في الانتخابات المقبلة، إذ إن التحالف اليساري الجديد الذي يضم حزب «فرنسا الأبية» بزعامة جان لوك ميلينشون والحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي وحزب الخضر، قرر التخلي عن خلافاته والاتفاق على برنامج موحد لمواجهة ماكرون. وقال الحزب الاشتراكي وحزب «فرنسا الأبية» في بيان مشترك «نريد انتخاب نواب في غالبية الدوائر الانتخابية لمنع إيمانويل ماكرون من المضي قدماً في سياساته الظالمة والوحشية، وإنزال الهزيمة باليمين المتطرف». 

 وقال زعيم الحزب الشيوعي فابيان روسيل: «لا يمكن لأحد من اليسار أن يفوز بمفرده»، وأن التحالف الجديد بحاجة إلى أن يبني على «الأمل الهائل بين الجمهور الفرنسي وبين العمال وبين الشباب الذين يطالبون بأن نتوحد».

 من جهته، طرح ميلينشون نفسه لتولي منصب رئاسة الحكومة في حال فوز تحالف اليسار، مستنداً إلى النتيجة التي حققها في انتخابات الدورة الرئاسية الأولى وهي أكثر من 22 في المئة من الأصوات، وإذا ما حقق ميلينشون هدفه، فإنه سيفرض «التعايش القسري» على ماكرون في فترته الرئاسية الثانية، ما يجعل ماكرون مكبلاً بسياسات يسارية تتعلق بالقضايا الداخلية، الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، إضافة إلى علاقات فرنسا الخارجية مع الدول الأوروبية، والولايات المتحدة، وحلف الأطلسي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"